جريدة روزاليوسف
إبراهيم ربيع
لماذا تركت الإخوان؟!
عقيدة الإخوان باطنية قائمة على أساس الانتهازية والاستغلال لكل شىء، خاصةً استغلال الإيمان الفطرى لدى الجماهير فى سبيل تمكين التنظيم من السلطة بزعم إقامة دولة الوهم «الخلافة».
بداياتى مع التنظيم عندما كنت فى سن المراهقة 1979، حيث إن عائلتى بها فردان يمثلان جيلين كانا من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى فترة الأربعينيات والستينيات «جدى وخالى»، وكانا من العوامل التى سهلت انضمامى فى سن مبكرة «16 سنة» عبر حضور حلقات الأسر التى كانت تنظمها الجماعة.
عملت فى صلب التنظيم الإخوانى وتبادلت المواقع فى قسم التربية ونشر الدعوة والطلاب والقسم السياسى والمكتب الإدارى بالجيزة ولجنة التنمية الإدارية ولجنة الصفوة والرموز التى تستقبل رموز المجتمع الرياضية والفنية والقضائية والمالية والاجتماعية.
منذ 2000 بدأت تدور فى رأسى أسئلة فكرية عميقة حول علاقة العنف بالإسلام والحركات الإسلامية، خاصةً الجماعة التى انتمي إليها إلى جانب مسألة الحرية «حرية الضمير وحرية التفكير وحرية التعبير»، ومعنى الردة والإكراه فى الدين وتوسيع دائرة الحرام للتضييق على الناس، والفتاوى التى تنظم الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفساد المالى داخل التنظيم، وكانت الأعذار المعلنة لتبرير الفساد المالى والتجاوز الأخلاقى، أننا نواجه ملاحقة أمنية وغير مستقرين لكى نواجه تلك المشاكل.
فى عام 2006 بدأت بطرح أسئلة عن ضرورة التجنيد الجاسوسى وبناء تنظيم حديدى، إن كان الهدف عمل مدنى سياسى واجتماعى ودعوى، ولكنى لم أتلق ردًا أو حتى نقاشًا، بل مزايدة على مستوى إيمانى والتزامى الدينى، ومنذ تلك الحلقة تغيرت علاقتى بتنظيم الإخوان المسلمين فكريًا وعاطفيًا، حتى وصلت إلى القطيعة النفسية والفكرية، ولذلك فضلت أن انسحب بدلاً من لعب دور الشاهد السلبى وأكون شريكًا فى تمكين التنظيم محليًا.
بعد أحداث 2011 والانفلات الأمنى وجدت سعارًا من التنظيم فى العمل على تمكين التنظيم من مفاصل الدولة والمجتمع، فطرحت عليهم إعادة بناء هياكل الجماعة على اسس ديمقراطية ودعوة المجتمع فى المشاركة فى بناء الدولة المنهارة، فكانت الإجابة صادمة أننا لن نضيع انتظار 80 عامًا من أجل مراهقة أفلاطونية من امثالك... وقالوا: الفرصة الآن مواتية للتمكين ولن نضيعها... فأعلنت العداء والمواجهة لهذا التنظيم الخبيث.
استراتيجة الجماعة تقوم أساسًا على تجنب النقاش العام حول نواياها الحقيقية الشمولية، وتبرمج منتسبيها على أنهم ضحايا المؤامرة الكونية المعادية للمسلمين وأن الأنظمة السياسية المحلية تناصبهم العداء كجزء من تلك المؤامرة وتسوق هذا المفهوم خارج التنظيم فى الإعلام والدوائر المحيطة... إلى أن تبلغ مرحلة الإمساك بدواليب الحكم وإقامة مشروع التمكين المتعارض كليةً مع القيم الوطنية والقومية للمجتمعات والدول.
جماعة الإخوان تصر على توظيف أماكن العبادة والتجمعات البشرية، كالنقابات ومراكز الشباب ومؤسسات الدولة الثقافية، لأغراض سياسية وأغراض تجنيد أفراد فى التنظيم، وتغييبها لكل القضايا الفكرية والفلسفية والثقافية والمجتمعية.
البناء الأخلاقى والنفسى للتنظيم، قائم على الانتهازية والاستغلال والمكافيلية المتطرفة، وبناءً عليه كل تصرف أخلاقى معيب تجد له تبريرًا وتأصيلاً شرعيًا «الكذب ـ نقض العهد ـ تشويه المخالف ـ الاغتيال المعنوى ـ ترويج الشائعات ـ الخيانة ـ التعامل مع أجهزة مخابرات الدول الاستعمارية أمريكا وبريطانيا وإسرائيل... إلخ» المعلن هدف دعوى والممارسة سياسية والأداء تجنيد تنظيمى أشبه بالجاسوسية.
محطات فى رحلة السراب
1979 ـ 1986 مرحلة الانبهار والحماس والتكوين الذاتى داخل التنظيم
1987 ـ 2000 مرحلة الاندماج والمشاركة فى بناء وإدارة التنظيم
2000 ـ 2006 مرحلة التساؤل والبحث عن الجدوى
2007 اتخاذ القرار بالانفصال بدون إعلان
2011 محاولة البحث عن مصداقية اعذار التنظيم وإعلان الانفصال والمواجهة
وللإجابة عن السؤال أقول
تركت الإخوان لأعود إلى الإسلام
تركت الإخوان لأعود إلى الوطن
تركت الإخوان لأعود إلى ذاتى.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف