الأهرام
محمد حسين
السياسة.. ضرورة حياة!
السياسة هى القاطرة التى تقود المجتمع، وتضبط حركته وسرعته، وتضمن الوصول به إلى المحطات المطلوبة، فى الموعد المحدد، وإذا ما تعطلت هذه القاطرة لأى سبب من الأسباب، تفقد المجتمعات قدرتها على الحركة، وتصاب بالأمراض الخطيرة.

تترهل المجتمعات وتفقد قدرتها على الوثب، من فوق أسوار تخلفها وعوزها، عندما تغيب السياسة، بما تفرضه من تنوع فى الأصوات والمواقف والرؤى، كما تتراجع الحريات العامة، وتسود أصوات «الموالاة» فقط، بعد إقصاء الأصوات المختلفة، والذين ينظرون إلى الكوب بنصفيه: الفارغ والممتلئ، ويحرم المجال العام من «خصوبة» لازمة لإنتاج التعدد والتنافس، فتبدو الحياة فقيرة فى كل شىء.

وجود السياسة الفاعلة فى صورة أحزاب وجمعيات ومجتمع مدنى، وإتاحة قدر مناسب من الحريات، فى ظل دولة قانون حقيقية، ليست مسألة «رفاهة»، وإنما ضرورة قصوى، لضمان المشاركة والتفاعل وانتقاء الأصلح، وضخ الأفكار الجديدة والرؤى، التى قد تكون ملهمة لنهضة وتقدم المجتمع.

تحتاج مصر اليوم فى حربها الوجودية، من أجل التنمية ومكافحة الإرهاب، إلى تقوية جهاز مناعتها، وهى عملية لا تتم إلا فى وجود حياة سياسية، تصهر الجميع فى «بوتقة» واحدة، وتحقق التوافق العام حول القضايا الوطنية.

> فى الختام .. يقول شاعر النيل حافظ إبراهيم:

«كم ذا يكابد عاشق ويلاقى فى حب مصر كثيرة العشاق

إنى لأحمل فى هواك صبابة يامصر قد خرجت عن الأطواق».
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف