الأهرام
مرسى عطا الله
فى لحظة الأزمة ظهر السيسى!
2‬ ــ مع ‬أن‭ ‬من‭ ‬حق‭ ‬كل‭ ‬إنسان‭ ‬أن‭ ‬يبدي‭ ‬إعجابه‭ ‬بمن‭ ‬يشاء‭ ‬وأن‭ ‬يعبر‭ ‬عن‭ ‬إيمانه‭ ‬بصدق‭ ‬المباديء‭ ‬التي‭ ‬يعتنقها‭ ‬فيمن‭ ‬يري‭ ‬فيهم‭ ‬قدوة‭ ‬ومثلا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬يبدو‭ ‬أكبر‭ ‬وأعمق‭ ‬وأشمل‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬بكثير‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬علاقة‭ ‬المواطن‭ ‬بولي‭ ‬الأمر،‭ ‬لأن‭ ‬المسألة‭ ‬هنا‭ ‬تتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬الإعجاب‭ ‬وآفاق‭ ‬الإيمان‭ ‬بالفرد‭ ‬مهما‭ ‬علا‭ ‬شأنه‭ ‬منعا‭ ‬لتأليه‭ ‬الفرد‭.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬الحالة‭ ‬المصرية‭ ‬حدث‭ شئ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬إلي‭ ‬مراجعة‭ ‬السطور‭ ‬السالفة‭ ‬ويفرض‭ ‬علينا‭ ‬صحة‭ ‬الاعتقاد‭ ‬بوجود‭ ‬استثناء‭ ‬شبيه‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬قواعد‭ ‬النحو‭ ‬والصرف‭ ‬وما‭ ‬تفرضه‭ ‬ضرورات‭ ‬بعينها‭ ‬فيقال ‭»‬هذه‭ ‬قاعدة‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭ ‬عليها» ‬وأقصد‭ ‬أن‭ ‬لحظة‭ ‬الأزمة‭ ‬الحاسمة‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬خروج‭ ‬الملايين‭ ‬في‭ 30‬يونيو‭ ‬وإعلان‭
خريطة ‬الطريق‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬يوليو‭ 2013 ‬هي‭ ‬التي‭ ‬أفرزت‭ ‬قياسا‭ ‬استثنائيا‭ ‬يخالف‭ ‬القواعد‭ ‬المتعارف‭ ‬عليها‭ ‬سياسيا‭ ‬واجتماعيا‭.‬

في‭ ‬لحظة‭ ‬الأزمة‭ ‬الحاسمة‭ ‬ولد‭ ‬الإعجاب‭ ‬ونشأ‭ ‬الإيمان‭ ‬بشخصية‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬بعثت‭ ‬به‭ ‬المقادير‭ ‬لكي‭ ‬يحول‭ ‬مسار‭ ‬الأحداث‭ ‬لصالح‭ ‬وطنه‭ ‬وأمته‭ ‬ويصنع‭ ‬من‭ ‬غضب‭ ‬واحتجاج‭ ‬الملايين‭ ‬يوم‭ 30 ‬يونيو‭ ‬حركة‭ ‬شعبية‭ ‬وثورة‭ ‬حقيقية‭.‬

ولأن‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬الفارقة‭ ‬كانت‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬منقذ‭ ‬يخرج‭ ‬بشعبها‭ ‬إلي‭ ‬شواطيء‭ ‬الأمان‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬التطلع‭ ‬إلي‭ ‬وجه‭ ‬جديد‭ ‬يتصدر‭ ‬المشهد‭ ‬متحديا‭ ‬المخاطر‭ ‬ومعطيا‭ ‬الإشارات‭ ‬الموحية‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬المسيرة‭ ‬إلي‭ ‬حيث‭ ‬يريد‭ ‬الناس‭، ‬وإنما‭ ‬يملك‭ ‬المقومات‭ ‬التي‭ ‬تساعده‭ ‬علي‭ ‬أن‭ ‬يلهم‭ ‬الجماهير‭ ‬وأن‭ ‬يشعل‭ ‬حماسها‭.. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬فعله‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬تماما‭!‬

ومن‭ ‬أسف‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬يتبرمون‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬صعوبة‭ ‬المعيشة‭ ‬أو‭ ‬يسجلون‭ ‬مآخذ‭ ‬علي‭ ‬إدارة‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬يجاهرون‭ ‬بذلك،‭ ‬متجاهلين‭ ‬أن‭ ‬الحلم‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬باستعادة‭ ‬الوطن‭ ‬المخطوف‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الكثيرين‭ ‬حلما‭ ‬مستحيلا،‭ ‬وأن‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬يحتم‭ ‬علي‭ ‬الجميع‭ ‬ألا‭ ‬ينسي‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬أحوالنا‭ ‬قبل‭ 30 ‬يونيو‭ ‬و3‭ ‬ يوليو‭ ‬لأن‭ ‬الحلم‭ ‬الذي‭ ‬تحقق‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضيع‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أيدينا‭ ‬لو‭ ‬لم‭ ‬نستطع‭ ‬الإمساك‭ ‬به‭ ‬جيدا...‬وغدا‭ ‬نستكمل‭ ‬الحديث

خير‭ ‬الكلام‭:‬

<< ‬حق‭ ‬المواهب‭ ‬أن‭ ‬يُقدَّر‭ ‬أهلها‭.. ‬لا‭ ‬فرق‭ ‬في‭ ‬الأجناس‭ ‬والألوان‭ !‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف