الجمهورية
مؤمن ماجد
أنشودة قوس قزح
يبهرني قوس قزح.. ألوانه السبعة تفتح كل أبواب الحرية.. أتنقل راقصاً بين درجاته محتفلاً بالحدث الاستثنائي عندما تتعانق حبات المطر مع خيوط الشمس.
الألوان السبعة لقوس قزح هي رسالة اعتراض علي ديكتاتورية اللون الواحد الذي يشعرني وكأنني في زنزانة انفرادية يقف علي بابها سجان طبع انعكاس القضبان صورتها في عينيه وحفرت جدران السجن الكالحة ملامحها في وجهه حتي بات وكأنه يسأل نفسه من منا السجين ومن السجان.
قوس قزح هو الأسطورة الحية التي تتحدي ديكتاتورية اللون الواحد.. هو الشاهد علي أن النهر الجاف كان يوماً ينبض بالحياة.. هو الدليل علي أن الكون لا يصح أن يكون مصبوغاً فقط بلون واحد.. أو حتي بالأبيض والأسود وحدهما.
قوس قزح لا يحدث كل يوم.. كل الأشياء الرائعة من الصعب أن تتكرر كثيراً.. قوس قزح يقفز راقصاً في السماء عندما تحتفل الشمس بسقوط المطر.. وقتها فقط تنساب الألوان السبعة لتسطر للتاريخ أجمل قصائد البقاء.
قوس قزح يبدأ بالأحمر الناري.. هو الثورة.. طبش الشباب.. عنفوان الأمل.. وينتهي بالبنفسجي الرصين الصامت صمت الواثق.. وبين عنفوان الأحمر ورصانة البنفسجي تأتي خمسة ألوان علي استحياء.. تسعد البشر وكلها تعرف أنها محاصرة بين شرارة الأحمر وسكون البنفسجي.
البرتقالي هو وصيف الأحمر.. اكتسب اسمه من أشجار البرتقال الرائعة التي ظلت دائماً رمزاً للصمود أمام خفافيش الظلام وستبقي إلي الأبد تهتف بسقوط الاستبداد.
الأصفر يأتي تالياً ليخفف من وهج الأحمر وصمود البرتقالي لكنه يبقي متفرداً في الانتماء للألوان المتوهجة حتي ولو كان رمزاً للصحراء.
الأخضر يقف مثل قوات السلام الدولية ليغلق منطقة عازلة بين تمرد الأحمر والبرتقالي والأصفر وبين امتثال الأزرق والنيلي والبنفسجي.. الأخضر هو غصن الزيتون الذي يحاول احتواء الجميع ولكن هل نجحت يوماً لعبة الاحتواء؟
الأزرق يتقدم الألوان العاقلة.. يصر علي أن يكون في الطليعة لتسهيل عملية الانتقال من التمرد إلي العقل.. يدعي الحياد لكنه اللون المفضل لأصحاب الياقات البيضاء وهم أبداً لم يكونوا محايدين.
النيلي يشعر أنه المفضل فهو لون الأفرول وبدل الموظفين الصيفية وطلاء الجدران في بيوت الفقراء التي تحولت من كل الألوان إلي اللون النيلي.
تشكيلة عجيبة يجمعها قوس قزح الذي يبهرني بتنوعه وبتحديه لديكتاتورية اللون الواحد.. أعشق قوس قزح الذي يفتح كل أبواب الحرية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف