رغم أننا جميعا سعداء بانتصار أهلنا من المقدسيين ونجاحهم المذهل فى كسر أنف حكومة بنيامين نيتانياهو اليمينية وإجبارها على إزالة البوابات الإليكترونية وغيرها من الحواجز الحديدية وكاميرات المراقبة إلا اننا نشعر بالغضب من تصرفات نفر قليل من المقدسيين ممن استبدلوا عدوهم الإصلى بإعداء من الداخل الفلسطينى والأشقاء العرب فوجهوا لهم الاتهامات بالخيانة والتخاذل عن نصرتهم فى معركتهم من أجل الأقصى وكأنه كان مطلوبا من البلدان العربية أن ترسل جيوشها لمناصرتهم ولو أدى ذلك لوقوع حرب عالمية سيكونون هم أول ضحاياها لأنه لا أمريكا ولا الغرب سيتخلى عن إسرائيل ومن المؤكد انه لايوجد بلد عربى لم يقف مع المقدسيين فى معركتهم ولكن كل بطريقته وبالتالى فانه كان من الواجب توجيه الشكر للآخرين أو على الأقل الصمت وليس اتهامها بالخيانة واستعدائهم. وياليت الإخوة المقدسيين يتذكرون أنهم هم الذين حددوا زمان ومكان المواجهة الأخيرة وليس الدول التى يتهمونها بالخيانة وذلك من خلال الهجوم على جنود الاحتلال فى باحات المسجد الأقصى يوم 14يوليو الحالى مما اعتبره نيتانياهو مبررا لتشديد الاجراءات القمعية فى محيط المسجد وبالتالى كانت هبة القدس البطولية لإسقاط تلك الإجراءات وكل ذلك فى وقت تعانى فيه الدول العربية من مشاكل داخلية وإقليمية ولذا فأى مساهمة قدمتها هذه البلدان العربية والسلطة الفلسطينية يجب أن تحظى بالتقدير وليس التخوين لأنه لولا المساندة الإعلامية من القنوات المحلية والفضائيات العربية والبث الحى لفعاليات مقاومة البوابات الإليكترونية لما تمكن المقدسيون وحدهم من الصمود فى وجه آلة الحرب الإسرائيلية .