نشأت الديهى
رجال الشرطة بين «الخروج» و«التخرج»
لفتت نظرى بشدة تفاصيل حركة الشرطة التى اعتُمدت منذ أيام، حيث تابعت بعض القراءات التحليلية المتخصصة لهذه الحركة، التى وضعتها فى خانة الإشادة المطلقة بتوجه الوزارة نحو إتاحة الفرصة للعناصر والقيادات الشابة والدماء الجديدة، والبحث عن التميز النوعى وليس الشكلى، وهذا أمر يُترك تقييمه للمتخصصين.
لكنى انتبهت إلى عدد ضخم ممن تمت ترقيتهم إلى درجة لواء تمت إحالتهم إلى التقاعد، وهذا أيضًا شأن تنظيمى وتقييمى ما فى ذلك شك، لكن لا أدرى لماذا قفز إلى ذهنى فجأة صور حفل تخريج الدفعة الأخيرة من طلبة أكاديمية الشرطة، التى حضرها السيد رئيس الجمهورية، وتحدث فيها من قلبه إلى أبنائه الخريجين، وبث فى قلوبهم روحًا إيجابية، ودفقة وطنية تعينهم على الانطلاق فى أداء مهامهم المنهكة، وتساءلت أليس من الضرورى أن يكون هناك حفل «خروج من الخدمة» على غرار حفل «التخرج إلى الخدمة»، وأيضًا يحضره السيد الرئيس ويقدم فيه لأبنائه الضباط الذين أنهوا خدمتهم فى الشرطة فى ظروف صعبة، الشكر والتقدير والعرفان على ما قدموه لوطنهم خلال فترة خدمتهم، أتصور أن خطوة كهذه، وفى حال تعميمها على كل الكليات العسكرية والشرطية وغيرها ستمثل رسالة وفاء من الدولة إلى أبنائها، كما ستُشعل حماس الخريجين بأن الدولة تحتفى بهم، وهم داخلون وتحتفى بهم وهم خارجون، بيد أن من يخرج من الخدمة تعتريه مخاوف المستقبل القريب، ويحتاج إلى من يرسل له رسائل تطمين عملية بأنه ابن من أبناء الدولة ولن تستغنى عنه، وينتظره عمل أو مهام أخرى فى مكان آخر.. أتمنى أن تتم دراسة عقد احتفالية «خروج» بحضور السيد رئيس الجمهورية لكل هؤلاء.