بين حين وآخر تطالعنا الصحف والمواقع الإخبارية بخبر القبض علي أحد المتسولين أو المتسولات وآخرها هذه التي تجمع ١٩ ألف جنيه شهريا كما ذكرت مصادر الشرطة لمحرر الخبر، ولا أدري كيف توصلوا إلي هذه الدقة في حساب المبالغ التي تجمعها شهريا؟!
ما علينا..
المهم أن التسول موجود منذ أن وطئت قدم سيدنا آدم أرض الخليقة وفي جميع دول العالم متقدمة كانت أم نامية، وإن كانت في أوروبا مثلا تأخذ شكلا يتناسب مع ما حققوه من تقدم حضاري، فهذا إلي جوار كلبه ولافتة تناشد الناس التبرع من أجل إطعامه، وذاك مع آلته الموسيقية يشجي الناس بأدائه حتي لو كان نشازا وهم بدورهم يرأفون بحاله ويقدمون له ما يقيم صلبه من لقيمات، وإن كان هذا لا يمنع أن تري عجائز الانجليز تلهث وراءك علي ممشي لندن بريدج تحمل زهوراً ذابلة تستجديك لشراء إحداها.
أما في مصرنا الغالية أصبحت ظاهرة التسول في كل خطوة تخطوها علي أرض المحروسة، ولك أن تعطي وتمنح ولك أن تقول له لا أو الله يسهل لك. ولا يجرؤ أحد منهم أو منهن علي أن تعطيها أو تعطيه قسرا.
دعوا من يريق ماء وجهه ويذل نفسه للناس ولا تضيقوا عليهم فالله أعلم بحالهم وليكن دوركم التوعية للمانحين وإرشادهم إلي الذين لا يسألون الناس إلحافا وتحسبهم أغنياء من التعفف.