الأهرام
فتحى محمود
شكاوى الزغبى
فى بداية المؤتمر الوطنى للشباب بالإسكندرية، تم عرض فيلم تسجيلى عن شاب مصرى من ذوى الاحتياجات الخاصة، طاف بدراجته مجموعة من محافظات ومدن غرب الدلتا، لجمع طلبات وشكاوى الشباب والأهالى لعرضها على الرئيس ومناقشتها فى المؤتمر، ودخل الشاب ياسين الزغبى عقب عرض الفيلم إلى قاعة المؤتمر، ليسلم الرئيس عبدالفتاح السيسى طلبات وشكاوى أبناء غرب الدلتا التى جمعها فى جولته الطويلة على دراجته، وقبله الرئيس فور دخوله القاعة، وأكد أنه فخور بهذا الشاب وتجربته، وأنه سيستجيب لمطالب الأهالى وشكاواهم.

وأثنى الرئيس على الشاب ياسين بعد جمعه طلبات الأهالى على دراجته لإيصالها لمؤتمر الشباب، وقال الزغبي: فعلت هذا لأنه كان لازم يُسمع صوتنا.. مفيش مستحيل، ولازم نوصل صوتنا ورسالتنا، والحمد لله.

هذا الشاب الذى خطف قلوب المصريين كانت له حكاية مهمة وسبق صحفى عمره سبع سنوات كشفت عنه زميلتنا المتميزة دائما الأستاذة دعاء خليفة، وكتبت على صفحتها بالفيس بوك: المسافر كالمؤرخ يجب عليه إعادة حكى ما رآه وما سمعه بمنتهى الأمانة دون أن يحذف شيئا كبيرا كان أم صغيرا.. مقولة شهيرة للكاتب الفرنسى شاتوبريوه وهو ما يبدو أنه قدر ياسين الزغبي، الطفل ابن الأحد عشر عاما، الذى لن ينسى أبدا رحلته إلى مدينة الجمال والترفيه شرم الشيخ، التى تحولت إلى مأساة وقلبت حياته رأسا على عقب.فلم تكن الأسرة المكونة من4 أفراد، وهى تستعد لقضاء عطلة عيد الفطر على شاطيء شرم الشيخ قبل العودة لروتين العمل والدراسة تتخيل أن هذه الرحلة سوف تغير مسار حياتهم، ولم يتصور ياسين الذى كان يتعجل الساعات بل الدقائق للاستمتاع بالسباحة فى مياه شرم الشيخ أنه سيعود منها بعاهة تلازمه بقية حياته، وبدلا من أن يعود لمدرسته وممارسة تمارين البوكس والسباحة، يقضى أيامه ما بين غرفة العمليات والأشعة ويستعد لمرحلة جديدة فى حياته، مستخدما طرفا صناعيا، بعد أن بترت ساقه وتعرضت يده لتشوه كبير.. ياسين هو أحد ضحايا الزوارق السريعة التى صدمته أثناء سباحته بالقرب من شاطيء أحد فنادق شرم الشيخ.

وتضيف المبدعة دعاء خليفة: الكلمات السابقة مقدمة موضوع تحقيق نشر فى الأهرام فى 6 أكتوبر 2010، وهى كمان بداية حكاية ياسين الزغبي..الذى خطف القلوب فى مؤتمر الشباب بالإسكندرية واحتفى به الرئيس بعد أن استطاع أن يؤدى مهمته بنجاح رغم إعاقته.. لقد عرفت ياسين طفلا لا يحمل من سنوات العمر سوى احد عشر عاما، التقيت به فى المستشفى بعد تعرضه لإصابة قاسية بسبب رعونة سائق أحد زوارق القتل السريع بشرم الشيخ.. ابهرنى وقتها ياسين بقوة روحه وإيمانه بقدره رغم صغر سنة وخطف قلبى واحساسى بنظرة عينيه المتألمتين الصابرتين خاصة وهو يفقد ساقه رغم أنه عاشق للرياضة والسباحة وبطل فيها..لكننى كنت متأكدة ان هذا الرجل الصغير سوف يصنع مستقبلا مختلفا وقد كان واندمج فى رياضة الدراجات والعمل العام..وها هو اليوم بعد 7 سنين يقف أمام العالم فى مؤتمر الاسكندرية ليثبت أن الإعاقة هى إعاقة العقول والارادات والنفوس لا إعاقة الأجساد.. ولم تكن التجربة سهلة وهذا الشاب خلق ليكون مختلفا وترك بصمة خاصة فى قلبي.. ورغم مرور السنين ورغم انشغالى الدائم بالمزيد من الموضوعات والتحقيقات لكن دايما كنت بتابع أخبار ياسين..وبتسعد قلبى اللى اتوجع وقتها قوى بيه.. فخورة بيك يا ياسين وبعيلتك الجميلة.

انتهت كلمات زميلتنا القديرة مع لينك للموضوعين اللذين نشرتهما فى الأهرام والأهرام ابدو منذ 7 سنوات مع صور ياسين فى المستشفي، لتتحول صفحتها على الفيس بوك إلى احتفالية ضخمة بالشاب الذى خطف قلوب المصريين واستطاع اقتناص عناق الرئيس السيسى مرتين تقديرا وإعجابا وفخرا، شاركت فيها أسرته التى قدمت الشكر لجموع المصريين وإلى المتميزة دعاء خليفة بشكل خاص باعتبارها أول من كتب عن ياسين الزغبى منذ 7 سنوات، وعادت لتكتب عنه مرة أخرى فى الأهرام: كما أبهر ياسين الحضور بالمؤتمر وأكد للجميع أن الإعاقة هى إعاقة العقول والنفوس لا إعاقة الأجساد، أبهرنى وقت زيارتى له كأول صحفية لعمل تحقيق عن الحادثة، بقوة روحه وجلده وإيمانه بقدره رغم صغر سنه، وخطف قلبى وإحساسى بنظرة عينيه المتألمتين الصابرتين خاصة وهوالعاشق للرياضة والسباحة وبطل فيها.. لكننى كنت متأكدة أن هذا الرجل الصغير سوف يصنع مستقبلا مختلفا.

والحقيقة أن مؤتمرات الشباب حققت طفرة كبيرة فى علاقة الشباب بالدولة، وساهمت فى حل كثير من المشكلات، وهو مايستوجب تقديم تحية خاصة إلى الدكتورة جهاد عامر دينامو هذه المؤتمرات والجندى المجهول خلفها، والتى تبذل جهدا كبيرا مع فريق العمل لتخرج المؤتمرات بهذه الصورة المشرفة.

ولكن التكريم الحقيقى للشاب ياسين الزغبى هو فى قيام الحكومة بالرد على الشكاوى التى جمعها من المواطنين وحلها، لقد أعلن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، أنه تم تشكيل لجنة للنظر فى كافة الشكاوى التى تم جمعها عن طريق الزغبى لإيجاد حلول لها، ونرجو أن نعلم خلال أيام نتيجة عمل هذه اللجنة.

> كلمات:

الصمت لا يعنى القبول دائما، أحيانا يعنى اننا قد تعبنا من التفسير

غسان كنفانى
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف