الوفد
عزة أحمد هيكل
أين مجالس الإعلام؟
البيضة أم الفرخة؟ السؤال الفلسفى الوجودى الساخر لكنه هو حالنا فى هذه الأوقات التى نعيد فيها بناء العديد من المؤسسات الحكومية والوطنية ونرتب أوراق البيت الكبير القديم الذى يحتاج إلى إعادة صيانة وترميم لكل مرافقه كما يستوجب أيضاً إعادة التربية والتقويم ووضع أولويات لافراده ومواطنية... فليس من المنطقى أن يهتم أصحاب البيت بالصيانة والبناء والكهرباء والمياه والمرافق ويتعاملون عمداً أو سهواً أو تأجيلاً عن تربية الأبناء لأنه مهما تم اصلاح فإنه إن لم يتم إعادة بناء سلوك ووجدان وفكر وعقل المواطن الفرد فى مصر فأنه لا مجال للاستمرار لأن الفرد والبشر يأتون دوماً قبل الحجر.
ولأن الدولة فى حالة تغير شامل فإن الهيئات والمجالس التى يتم تشكيلها هى بكل تأكيد قرارات جادة وحقيقية من القيادة السياسية التى تعلم مدى صعوبة الموقف والأوضاع الإدارية والحالة الاقتصادية فى مصر وتلك المجالس المتعددة و الهيئات الجديدة التى تشكل لتقوم بدورها فى إصلاح الجهاز الإدارى أو الاقتصادى أو لتصبح أوضاع الإعلام فى مصر لهى دليل على أن المشكلة تكمن ليس فى القيادة السياسية متمثلة فى رئيس الجمهورية والحكومة ولكن هى قضية هؤلاء الأفراد والأعضاء فى تلك المجالس والهيئات الذين يتم اختيارهم وفق معايير أمنية وسياسية وتخصصية ومع كل هذه المراحل التى نمر بها مرحلة أو خطوات الاختيار نجد إن آخر الهيئات والمجالس كان خاصاً بالإعلام المقروء المرئى ومع مرور عدة أشهر على الاختيار والتشكيل فإنه حتى تاريخه لم نر ولم يظهر أى تغير جذرى وفعلى وحقيقى فى الإعلام المصرى عدا إعادة تشكيل مجالس إدارات الصحف والمجلات القومية وتغير رؤساء التحرير والإدارات مع عدم تغيير أى سياسات صحفية ووضع قواعد لتقنين عمل الصحفيين حتى انه أحد رؤساء مجلس إدارة صحيفة كبرى مازال يعمل فى قناة فضائية تابعة لأحد رجال الأعمال الكبار فى مصر وهذا بالمخالفة لكل القوانين والأعراف الاعلامية والمهنية والإدارية.
الهيئة الوطنية للإعلام والتى جاءت لتكون بديلاً لماسبيرو واتحاد الإذاعة والتليفزيون وكذلك المجلس الأعلى للإعلام لم يخرج من جعبتها حتى اليوم أى قرارات أو أى مواثيق أو مشروعات قوانين نستطيع معها أن نعرف إننا نسير معاً على الطريق السليم نحو إعلام مصرى منضبط فى الأداء وإعلام بناء الفرد والمواطن وتشكيل سلوك ووجدان جديد وليس فقط إعلام تنموى توجيهى.... انتهت مسلسلات رمضان المليئة بالعنف والاسفاف وتقديم الصور والنماذج السيئة للمجتمع المصرى ومازالت الهيئة لم تقرر هى والمجلس معايير العمل والبث الدرامى وحدود الحرية التى تقتل باسم الفن والابداع.. كذلك فإن البرامج التى كانت تعرض وتروج للشعوذة والسحر تحولت إلى برامج تحرض وتبرر الرذيلة والفاحشة وتقدم المرأة الزانية والرجل الزانى تحت مسمى الحب والعشق فإذا بالقضية المطروحة للمشاهدين هى حق العشاق فى الحرام أن يكون لهم طفلاً وأن يقبلهم المجتمع وأن يصلحوا فاحشتهم وجرمهم بعد أن يحصلوا على صك غفران إعلامى فى برنامج تليفزيوني تقدمه المذيعة الشهيرة التى تغيب وتعود أكثر قوة وأكثر تمكناً بلا أى ضوابط أو رابط هذا مثال لدور الهيئة الوطنية للإعلام الذى يقتصر على الإعلام الرسمى مبنى ماسبيرو والقنوات المحلية لكن الإعلام الخاص فهو فى ايد المجلس الأعلى حين ميسرة وحين يستطيع أن يشكل لجان لدراسة الدراسة وتحليل المضمون والشكل فقد نصل فى يوماً ما إلى نتيجة يراها وينعم بها جيل آخر فى زمن آخر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف