الوفد
علاء عريبى
مدن مرسى مطروح
بالمصادفة تابعت الزيارة التى قام بها الإعلامي أحمد موسى لمحافظة مرسى مطروح، وسعدت جداً بما عرضه من المشروعات التى تخطط الحكومة إلى إقامتها، مدينة العلمين، ومدينة النجيلة، والميناء البحري المزمع إقامته، وغيرها من المشروعات الخاصة بالصناعة وشق الطرق.
وقد فهمت من تصريحات المحافظ اللواء علاء أبوزيد ان الحكومة بدأت وستبدأ العمل فى بعض المشروعات، وقدرت تكلفة هذه المدن والميناء بحوالي 20 أو 25 ألف دولار، وأكد «أبوزيد» امتلاك الحكومة لهذا المبلغ، وأشار إلى أن تواريخ بعينها لافتتاح بعضها.
للإنصاف هذه المشروعات سوف تغير من شكل هذه المنطقة التى ظلت لعشرات السنين مهجورة وفى حكم المنسية، كما انها ستغير من خريطة الكثافة السكانية لمصر، لكن السؤال الذى يجب ألا نتجاهله قبل أن ننفق كل هذه المليارات، هو: هل هذه المدن سوف تكون أقرب للقرى؟، هل ستشغل بالحركة فى فترات الصيف والاجازات فقط أم أنها ستكون ومستقرا وسكنا لملايين الأسر؟، هل ستكون مثل البانسيونات الكبيرة يذهب إليها المواطن لكى ينام؟
السؤال بصياغة مختصرة: ما الذى سيشجع المواطن على الإقامة هناك؟، هل سنوفر له فرصة عمل قريبة؟، هل ستقام مدن صناعية فى ظهير المدن السكنية؟، ما هو شكلها وحجمها ونوعيتها وكثافتها؟
المحافظ «أبوزيد» تحدث عن المدن وعن الميناء وعن الطريق الصحراوى الجديد بشكل مفصل، وأشار إلى المدن الصناعية إشارات عابرة دون تفصيل، وللأمانة المشروعات أبهرتنا كما أبهرت الإعلامي أحمد موسى، لذلك اهتم «موسى» بالحديث عن المدن، وشكلها، وارتفاع العقارات بها، وتكلفتها، ومحتوياتها، وانشغل بالكورنيش المبهر عن التفصيل فى المدن الصناعية، ونوعيتها، وموقعها، ومساحتها، وعدد العمالة بها، وكذلك المواصلات التى تربط بين المدن والمناطق الصناعية، والمواصلات التى تربط أحياء المدينة من الداخل، وانشغل أيضا عن ذكر تفاصيل نوعية وسائل النقل، القطار، والباص، والميكروباص، والتوك توك، والمطار المزمع إنشاؤه، ومساحته، وسعته، وتكلفته، وموقعه.
لقد عشت فى مرسى مطروح أجمل عام، فقد أديت بها فترة التجنيد بعد تخرجى من الجامعة، وكانت وحدتى فى بئر خامسة بالقرب من حباطة، وكان القطار أيامها (سنة 1984) خطاً فردياً للذهاب والإياب من الإسكندرية إلى مرسى مطروح، وكنا نركب أتوبيسات القوات المسلحة أو الميكروباصات الخاصة من مدينة مطروح وحتى مطار حباطة، وكنا نمر على مدينة النجيلة، وكانت أقرب للقرية، ومدينة سيدى برانى وكان مجرد عدة مبانى، وكانت الميكروباص تتوقف للراحة فى النجيلة ونتناول هناك وجبة عدس باللحمة الضانى، وفى المأموريات كنا ننزل مطروح نقضى فيه يوماً على البحر، وكانت المدينة شارع واحد، هو شارع الإسكندرية، وكنا نتساءل آنذاك لماذا تترك الحكومة هذا الجمال وهذه المساحات للخواء والرمال؟، لماذا لا تقيم بعض المشروعات؟، ولماذا لم يتم توصيل مياه الشرب إلى هناك؟
بالطبع سعدت جداً بما تخطط له وزارة الإسكان والحكومة فى هذه المحافظة الجميلة، لكن السؤال: لماذا لا تكون الأولوية للمدن الصناعية وللزراعة؟، ولماذا توقف التخطيط عند مدينة النجيلة؟، لماذا لم يمتد لمدينة سيدى برانى، ومدينة السلوم، والمسافة بين السلوم وبرانى؟، ولماذا لم نفكر فى توفير الصناعة والزراعة قبل ان نوفر المسكن؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف