الأخبار
جلال دويدار
خواطر .. علي قـــد لحــافك .. مد رجـليك »٣«
في شأن مواجهة كارثة الإنفلات السكاني.. فإن علي الأجهزة المكلفة والمعنية بالتصدي لخطرها إدراك أن الله وكل الأديان تدعو إلي إعمال العقل والفكر الخلاق المستند الي العلم والمعرفة.. إنها بذلك تضمن أن تكون عاملا فاعلا يساهم في حل مشاكل الانسان وإسعاده بما يتوافق وما يدعو اليه المولي عز وجل لتكريمه والالتزام بالموعظة الحسنة. علينا بالتعامل مع هذه المشكلة دولة وشعبا وأفرادا علي أساس المثل الشعبي الذي يقول »علي قد لحافك مد رجليك»‬. ليس من تفسير لهذه الحكمة الدارجة سوي أن يعمل الإنسان علي تنظيم حياته سواء كانت دولة أو حكومة أو أفرادا وفقاً لإمكاناته وما هو متوافر تحت يديه.
في هذا الإطار فإن حكماء الدين لم يتجاوزوا الحقيقة عندما أشاروا إلي أن المؤمن القوي بإيمانه وإمكاناته وقدرته خير من المؤمن الضعيف. هذه الثوابت تفرض عليه القيام بكل الالتزامات التي تضمن له حياة بلا مشاكل تقوم علي القبول بالاجراءات التي توفر له كل ما يحتاجه في إطار الوقوف الي جانب دينه ووطنه واسرته. ليس خافيا أن الفقر والجهل وغياب التوعية إلي جانب الافتقاد إلي العلم والمصارحة بالظروف هو السند والداعم لهذه الحالة.
أن ما نفتقده للسيطرة علي آفة الانفلات السكاني هو أن يكون لدينا حكومة »‬مصحصحة» تدرك خطورة وأهمية المشاكل وأولوياتها. ان توافر هذه المتطلبات لديها سيكون دافعا لها للاهتمام بالتخطيط السليم اللازم للتصدي لمثل هذه المشاكل والحد من خطرها وتفاقمها. حول هذا الأمر وكما سبق وأشرت في مقالي السابق فإن حكومتنا الحالية إلي جانب الحكومات علي مدي ما يزيد علي أكثر من عقدين من الزمن أهملوا اهمالاً تاماً ملف الزيادة السكانية.. لاجدال ان تبنيهم لهذه السياسات انما يعكس عدم الالمام بحقيقة المشاكل التي أدت وتؤدي إلي تخلف مصر ولم يقدروا خطورة وأهمية وحتمية الحاجة إلي تنظيم الأسرة. كان عليهم أن يؤمنوا بأنه لا حياة كريمة دون المحاصرة والسيطرة علي الانفلات السكاني.
وللحديث بقية
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف