الأهرام
اسماء الحسينى
محطات .. الحياة فى جزر منعزلة
يبدو أن حال الدول والمجتمعات العربية لا يختلف كثيرا عن حال أفراد الأسرة العربية، ولا ندرى أيهما السابق على الآخر، وهل وجود الجزر المنعزلة فى الحياة الاجتماعية العربية هو الذى ترك بصماته على علاقات الدول العربية ببعضها البعض ، أم أن حال الدول المنعزلة ترك بصماته على علاقات أفراد الأسرة العربية. أيا كان المؤثر فى الآخر فإن الحقيقة المؤسفة أن العامل المشترك الأعظم فى العلاقات العربية العربية سواء على مستوى الأفراد أو مستوى الأنظمة السياسية هو الانعزال والعزلة اللذان يخيمان على المشهد العربى العام .

وكانت انتفاضة المقدسيين فى وجه التعنت والتجبر المحتل الإسرائيلى هى أكبر دليل على هذه الظاهرة التى لمسناها بين الأفراد وبين الأنظمة، فقد كان من المؤسف والصادم والمؤلم ألا نجد حراكا شعبيا كبيرا فى المدن العربية تضامنا مع الصامدين المرابطين حول الأقصى، أو على الأقل تعبيرا عن الغضب لما يحيق بأولى القبلتين وثالث الحرمين، ولأن الشىء بالشىء يذكر فإن ما نلمسه هذه الأيام من تصحر وجفاف العلاقات الاجتماعية بين أبناء البيت والعائلة الواحدة وتحول صلة الرحم إلى رسائل وصور إليكترونية وباقات ورد لا رحيق لها، يعنى أننا كلنا أفرادا ومجتمعات وأنظمة فى حاجة ماسة إلى التوقف طويلا وتأمل هذه الظاهرة التى اعترت السلوكيات الأفراد والجماعات فى بلادنا بعمق، ونحن قوم كانت من أهم سماتنا أنه إذا اشتكى منا عضو تداعت له سائر الأعضاء بالاهتمام والنجدة، لكن هذه الأيام يصرخ منا عضو من الألم بينما سائر الجسد لاه ومتغافل بشكل مشين، وهو ما يستوجب إطلاق صفارات الانذار حتى ينتبه الجميع حكاما وشعوبا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف