عبد الرحمن فهمى
مدحت العدل وجمال عبدالحميد
بالصدفة المحضة.. شاهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل "ريا وسكينة" سيناريو مدحت العدل وإخراج جمال عبدالحميد.. وكانت أسرة المسلسل تنزل في نفس الفندق الذي نقضي فيه الصيف خلال فترة طويلة من التصوير وكان ذلك منذ سنوات لذا حرصت علي مشاهدة المسلسل حين تم عرضه في ذلك الوقت.. لذا سعدت حينما شاهدت الحلقة الأخيرة منذ يومين.
قصة ريا وسكينة "1921" تم تحويلها إلي عدة أفلام بمعالجات مختلفة في السيناريو والإخراج.. منذ "الأبيض والأسود" وبعد ذلك بالألوان إلي أن انتهي المطاف بالرائعة.. مسرحية شادية وسهير البابلي لأحد ملوك المسرح والفن عموما سمير خفاجة.. علي فكرة المبدع سمير خفاجة قصة فنية نادرة سأكتبها بإذن الله تعالي يوما ما.. أعطاه الله العمر والصحة.
***
بعد أن شاهدت الحلقة الأخيرة منذ يومين تذكرت قصة مماثلة تماما وفي الإسكندرية أيضا اسمها "سفاح كرموز".. قصة حقيقية فعلا مثل ريا وسكينة وفي حي مشهور بالإسكندرية.. قصة تصلح لتحويلها إلي فيلم مضغوط سريع.. وأيضا إلي مسلسل ثلاثين حلقة يشدك للنهاية.. فبعد عدد من الجرائم البشعة الغامضة التي أزعجت الإسكندرية كلها.. وبدأت شرطة الإسكندرية تضع يدها علي الخيوط الأولي لمعرفة الجاني هرب الجاني إلي قرية في أواخر الصعيد حيث تم القبض عليه.. سافر الصحفي والقصصي الكبير سعد مكاوي - في بداية حياته العملية - سافر بالطائرة إلي أسوان ومنها إلي القرية الصغيرة!!!.. سافر سعد مكاوي إلي المنزل الريفي المتواضع حيث تمت ولادة السفاح الصغير سنا الكبير إجراما.. رافق سعد مكاوي السفاح من هذا البيت إلي أسوان واستقل معه وقوة الشرطة القطار إلي القاهرة.. جلس مكاوي بجوار السفاح وأمامه منضدة أتت بها الشرطة ليظل يكتب مكاوي هذه القصة في جريدة "المصري" علي صفحتين كاملتين "16 عمودا"!!! يا سلام لو عثرنا علي هذا العدد.. ولا أعلم إذا كان مكاوي قد نشر القصة في كتاب أم لا.
***
فضلا عن أن القصة تستحق النشر وتشد القارئ والمشاهد.. إلا أنها تحتوي علي نصائح غير مباشرة لكل الآباء والأمهات.. فهذا المراهق الصغير سقط في "بئر الجنس" بطريقة غريبة دون أن يدري أو يتعمد أو يسعي إليها.. والشاب ذو الثامنة عشرة ربيعا زاحفا إلي سن الـ 19 من المستحيل أن يخرج من هذا البئر فهو ألعن من المخدرات التي أيضا يضطر أن يلجأ إليها!!! بدرجة أنه رغم هروبه من شرطة أصبحت بعيدة جدا جدا عنه في أقصي الشمال وهو في أقصي الجنوب.. رغم ذلك عاوده الحنين إلي الجريمة بشقيها: الجنس ثم القتل ومحاولة الدفن بعيدا.. فانكشف أمره وتم القبض عليه!!!
***
طبعا.. غير متذكر قط ما كتبه أستاذنا سعد مكاوي في الأربعينات.. ولكن من كلامه الذي كان يردده سعد كثيرا في جلساته أنه كان متعجبا ومستغربا من شدة سيطرة الجنس بهذه الدرجة حينما يكون الشاب في بداية المراهقة فقد ظل السفاح يحفر ويجهز المقبرة الكبيرة في أهم حديقة بالإسكندرية عدة أسابيع في جنح الليل دون ملل.. والغريب أن السفاح الصغير كان يفضل سيدات في سن والدته "حول الأربعينيات" وهذا ما فسره رجال علم النفس بأن هذا شيء طبيعي في هذه السن الصغيرة!!!
عموما.. الموضوع يستحق البحث عنه في أكثر من جهة.. ويستحق قلم مدحت العدل ويستحق إخراج جمال عبدالحميد.. ويستحق أن ننتظره.