لأول مرة أعرف ان هناك مدرسة في مصر اسمها «مدرسة القرامطة غرب الابتدائية الجديدة» وهي تابعة لإدارة سوهاج التعليمية وهناك انذار علي يد محضر موجه لمحافظ سوهاج يطلب وقف تحويل هذه المدرسة إلي مدرسة إعدادية.. وكان أن صدر قرار بالإبقاء علي الوضع الحالي للمدرسة.
وهذه ليست هي القضية، وربما المدرسة موجودة في قرية تحمل نفس الاسم.. فهل ما زال لـ«القرامطة» وجود.. في مصر؟ و«القرامطة» هم مذهب شيعي إسماعيلي وهم نفس الأصل الذي جاء منه الفاطميون الذين أنشأوا دولتهم في تونس ثم زحفوا علي مصر واحتلوها أواخر أيام الدولة الإخشيدية وحكموها أكثر من قرنين من الزمان.
<< و«القرامطة» نشأوا كحركة فكرية دينية انتشرت من جنوب العراق والمنطقة الشرقية من الجزيرة العربية علي الخليج العربي.. وكانت قاعدتهم في قطر الحالية وهم الذين هاجموا الكعبة وحطموا بابها ونزعوا الحجر الأسعد من مكانه وحملوه معهم إلي مركزهم وقتلوا الحجاج لبيت الله.. بل ومنعوا الحج لعدة سنوات، فهل ما زال في مصر الآن من ينتسب إلي هؤلاء «القرامطة».. رغم زوال دولتهم سواء في شرق الجزيرة العربية - في منتصف العصر العباسي - أو في مصر التي قضي عليهم صلاح الدين الأيوبي وألغي الخلافة الفاطمية الشيعية من مصر وأعادها إلي المذهب السُني، ورحب المصريون بذلك سياسياً.. وإن كانوا ما زالوا يعيشون «العصر الفاطمي شديد البذخ» في الحياة الاجتماعية والموالد.. بل إن «صلاح الدين» طارد بقاياهم الذين هربوا إلي جنوب مصر، تماماً كما هرب بقايا المماليك ليس فقط إلي أقصي جنوب مصر.. بل إلي السودان.. ولكن ما زال في مصر الكثير من الشيعة.. فهل فيها أيضاً للناس بعض من «القرامطة»؟!
<< وبقاء هذا الاسم لا يعني أن أبناء «القرامطة» غرب ما زالوا مرتبطين بمذهب «القرامطة» القدامي.. الذين ناطحوا الدولة - بل والخلافة - العباسية - نفوذها حتي جنوب العراق، أي غير بعيد عن بغداد عاصمتهم وسط العراق وربما كان انتشار «القرامطة» حتي جنوب العراق سبباً في نقل العاصمة بغداد إلي «سر من رأي» المعروفة باسم «سامراء» المشهورة الآن بالمئذنة الملوية أي ذات السلم الملوي «من الخارج»!!
ورغم ذلك فإنني أري وجود اسم «القرامطة» علي منشأة أو قرية في مصر، تعبيراً عن عظمة المجتمع المصري.. وقبوله وجود «القرامطة» ولو علي مجرد لافتة.. بل هي وحدة النسيج المصري.. تماماً نجد في مصر قري ومناطق يعيش فيها بعض الشيعة الذين صمدوا أمام «صلاح الدين» في محاربته ومطاردته للشيعة الفاطمية في مصر.. وهم أصل «القرامطة»!!
<< وبالمناسبة.. يؤكد التاريخ ان الشعب المصري هم أكثر الشعوب الاسلامية حباً لآل البيت.. وعشقاً أيضاً لأحفاد «الحسن» و«الحسين» سيدي شباب الجنة وحفيدي رسول الله.. ليس فقط لقربهما من الجد عليه الصلاة والسلام.. ولكن بسبب الاضطهاد والمطاردة من بني أُمية حتي إن أحدهما «الحسن» اضطر للتنازل.. وثانيهما «الحسين» مات شهيداً.. والمصريون يعشقون آل البيت، حتي ولو كانوا شيعة أي الذين أيدوا «وتشيعوا» للإمام «علي» وولده «الحسين» من بعده.
<< وبسبب تمسك المصريين بأصول أسماء عائلاتهم، فإن الزميل العزيز والاعلامي ذا الصوت المميز جابر القرموطي ما زال متمسكاً بلقب عائلته «القرموطي».. اللهم إلا إذا كان للاسم معان أخري أقول ذلك وأنا خبير في الأسماء المصرية والعربية ولي كتاب من أهم وأسبق كتبي.. وللعزيز جابر القرموطي كل التقدير والاحترام وكذلك لأبناء «القرامطة» غرب بمحافظة سوهاج.