المصريون
احمد السيد على ابراهيم
حكم السهر بعد صلاة العشاء
إن الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونسترضيه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادى له ، واشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
فقد روى أبو برزة الأسلمى ، أن النبى صل الله عليه وسلم { كان يستحب أن يؤخر من العشاء التي تدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها } ( متفق عليه ) ، والحديث ، وإن جاء بكراهة السهر بعد العشاء ، إلا أنه ليس على عمومه ، وإنما على التفصيل الآتى :-

أولا : معنى السهر :-
السهر اصطلاحاً: هوتأخير وقت النوم إلى ساعات متأخرة من الليل .

ثانيا : أقسام السهر وأحكامه :-
السهر بعد صلاة العشاء لا يخلو من حالتين :

الحالة الأولى : السهر الإضطرارى :-
وهو السهر الذى لا دخل للإنسان فيه ، ويرفع فيه الإثم إن ترتب عليه الوقوع فى الحرام ، أو ترك الواجب ، ومنه :

1- السهر الناتج عن المرض :-

عن النعمان بن بشير رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : { مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم ، مَثلُ الجسدِ . إذا اشتكَى منه عضوٌ ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى } ( رواه مسلم ) ، فقد بين النبى صل الله عليه وسلم ، أن المرض سبب من أسباب السهر ، ولكنه سبب لا دخل للإنسان فيه ، وربما ترتب على سهره هذا ترك للمستحبات التى كان يقوم بها حال صحته ، ومن رحمة الله به ، أن كتب له ثوابها حال مرضه ، فقد روى أبو موسى الأشعرى أن النبى صل الله عليه وسلم قال : { إذا مرض العبدُ أو سافر ، كتب اللهُ تعالى له من الأجرِ مثلَ ما كان يعملُ صحيحًا مُقيمًا } ( رواه السيوطى فى الجامع الصغير وصححه الألبانى )


وقد اكتشف العلم الحديث ما ذكره النبى صل الله عليه وسلم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا ، من سهر المريض ، وبين ما بقوله من إعجاز ، فقد ذكر الدكتورجميل القدسي الدويك على صفحته على الفيس بوك أن العلم الحديث اكتشف أن العمليات الالتهابية تزداد في الليل عند تباطؤ جريان الدم ، ولذلك فإن كافة الأمراض الالتهابية تتميز باشتدادها أثناء الليل , فنجد أن هجمات الربو تزداد في الليل بشكل كبير لأنه مرض التهابي , ونجد كذلك أن التهاب المفاصل وآلامه تزداد أيضا في الليل , وكذلك التهاب الجيوب الأنفية والتهاب المعدة يكون ليلا عادة . } أهـ .


2- الإكراه على السهر :-


كمن يكره آخر على السهر والإستيقاظ طوال الليل ، وربما أكرهه على فعل محرم ، أو ترك واجب ، ففى هذه الحالة ، يسقط عنه الإثم ، لما رواه أبو ذر الغفارى عن النبى صل الله عليه وسلم ، أنه قال : { إنَّ اللهَ تجاوزَ عَن أمَّتي الخطأَ والنِّسيانِ وما استُكرِهوا علَيهِ } ( رواه ابن ماجه وصححه الألبانى )


الحالة الثانية : السهر الإختيارى :-


والسهر الإختيارى ينقسم إلى قسمين :


أولا : السهر المأذون به شرعاً :-


أى جاء الشرع ، بمشروعية السهر ، وهو على مراتب هى :-


1- السهر الواجب :-


فتسهر عينه على فرض من فرائض الله وحق من حقوق الله أوجبه الله عليه ، ومنه :


أ – السهر فى الرباط :-


مثل من يسهر على حراسة ثغور المسلمين فإن السهر في الرباط في سبيل الله ، سهر محمود شرعاً ومأذون به شرعاً بل فضله الله- سبحانه وتعالى - وعظَّم أجره وثوابه ، فعن شمعون بن زيد أبى ريحانه أن النبى صل الله عليه وسلم قال : { حُرِّمَت عينٌ على النَّارِ سَهِرت في سَبيلِ اللَّهِ } ( رواه النسائى وصححه الألبانى ) ، وعن عبدالله بن مطر رضى الله عنه ، قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : { مَن يحرسُنا الليلةَ وأَدعوا له بدعاءٍ يكون فيه فضلٌ ؟ فقال رجلٌ من الأنصارِ : أنا يا رسولَ اللهِ قال : ادْنُهْ ، فدنا ، فقال : من أنتَ ؟ ، فتسمَّى له الأنصاريُّ ، ففتح رسولُ اللهِ بالدُّعاءِ ، فأَكثَر منه . قال أبو ريحانةَ : فلما سمعتُ ما دعا به رسولُ اللهِ ، فقلتُ : أنا رجلٌ آخرُ . قال : ادْنُهْ ، فدعوتُ . فقال : من أنتَ ؟ . فقلتُ : أبو ريحانةَ ، فدعا لي بدعاءٍ هو دون ما دعا للأنصاريِّ، ثم قال : " حُرِّمَتِ النَّارُ على عينٍ دمَعَتْ أو بكَتْ من خشيةِ اللهِ ، وحُرِّمَتِ النَّارُ على عينٍ سهِرتْ في سبيلِ اللهِ - أو قال : حُرِّمَتِ النَّارُ على عينٍ أخرى ثالثةٍ لم يسمعْها محمدُ بنُ سمير " } ( رواه المنذرى فى الترغيب والترهيب وقال عنه الألبانى حسن لغيره ) ومثل هذا ماروته عائشة رضى الله عنها قالت : { سهر رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، مقدمَه المدينةَ ، ليلةً . فقال " ليت رجلًا صالحًا من أصحابي يحرسُني الليلةَ " قالت : فبينا نحن كذلك سمعْنا خشخشةَ سلاحٍ . فقال " مَن هذا ؟ " قال : سعدُ بنُ أبي وقاصٍ . فقال له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ " ما جاء بك ؟ " قال : وقع في نفسي خوفٌ على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . فجئتُ أحرسُه . فدعا له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ . ثم نام . وفي روايةِ ابنِ رُمحٍ : فقُلنا : من هذا ؟ } ( رواه البخارى ومسلم )


قال بعض العلماء : أحق من يصدق عليه أنه سهرت عينه في سبيل الله هو المجاهد في سبيل الله كمن سهر في الرباط لحراسة الثغر ، فعن سلمان الفارسى : { رباطُ يومٍ وليلةٍ خيرٌ من صيامِ شَهْرٍ وقِيامِهِ . وإن ماتَ ، جَرى عليهِ عملُهُ الَّذي كانَ يَعملُهُ ، وأُجْريَ عليهِ رزقُهُ ، وأمِنَ الفتَّانَ } ( رواه مسلم )


ويدخل في هذه الفضيلة الذين يحرسون الناس عند ضجعتهم ونومهم سواء كان ذلك في المدن أو خارج المدن فإنّ سَهَر عيونهم لحفظ عورات المسلمين وحفظها من أذية المؤذيين وتسلط الباغين يعد من أجلّ الطاعات وأعظم القربات خاصة إذا نواه الإنسان فإنه إذا نواه كتب له الأجر وكتب له العمل ومن أعان على طاعة كتب له أجرُ المعونة عليها .
فالسهر في هذه الحقوق الواجبة إذا خص الإنسان بها ونيطت به مسئوليتها فإنه يعتبر من السهر الواجب وله فضيلته وهو مأذون به شرعاً .


ب - السهر في بر والد أو بر والدة :


كأن يأمره الوالد أن يسهر في أمر لحاجته أو حاجة أولاده أو طلب عيش أو نحو ذلك فيأمر ابنه بالسهر فهذا مأذون به شرعاً ومفضل .


ج - سهر الحاكم على شؤون الرعية :-


فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب ، والقيام على أمر الرعية واجب ، فيكون ما يؤدى إليه واجب ، ومنه السهر على شؤون الرعية ، وقد بينت لنا كتب السيرة ، كيف كان حال أئمة المسلمين مع رعيتهم ، وسهرهم على شؤونهم .
2- السهر المستحب :-


وهو السهر لفعل المستحبات وفضائل الطاعات مثل :-


أ- السهر في قيام الليل بالصلاة :-


فعن حذيفة بن اليمان قال صلَّيتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ . فافتتح البقرةَ . فقلتُ : يركع عند المائةِ . ثم مضى . فقلتُ : يصلي بها في ركعةٍ . فمضى . فقلتُ : يركع بها . ثم افتتح النساءَ فقرأها . ثم افتتح آلَ عمرانَ فقرأها . يقرأ مُترسِّلًا . إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّحَ . وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل . وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذَ . ثم ركع فجعل يقول " سبحانَ ربيَ العظيمِ " فكان ركوعُه نحوًا من قيامِه . ثم قال " سمع اللهُ لمن حمدَه " ثم قام طويلًا . قريبًا مما ركع . ثم سجد فقال " سبحان ربيَ الأعلى فكان سجودُه قريبًا من قيامِه . ( قال ) وفي حديثِ جريرٍ من الزيادةِ : فقال " سمع اللهُ لمن حمده . ربَّنا لك الحمدُ " .} ( رواه مسلم )


وعن ابى ذر الغفارى رضى الله عنه قال : { قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم ليلةً من الليالي في صلاةِ العشاءِ ، فصلَّى بالقومِ ، ثمَّ تخلفَ أصحابٌ له يصلُّون ، فلمَّا رأَى قيامَهم وتخلُّفَهم ، انصرف إلى رَحلهِ ، فلمَّا رأَى القومَ قد أخلَوا المكانَ ، رجع إلى مكانهِ ، فصلَّى ، فجئتُ فقمتُ خلفَهُ ، فأومأ إليَّ بيمينهِ ، فقمتُ عن يمينهِ ثمَّ جاء ابنُ مسعودٍ فقام خلفي وخلفهُ فأومَأَ إليه بشِمالهِ فقام عن شمالهِ فقُمنا ثلاثتُنا يصلِّي كلُّ رجلٍ منَّا لنفسهِ ويتلو من القرآنِ ما شاء اللهُ أنْ يتلوَ ، فقام بآيةٍ من القرآنِ يردِّدُها حتَّى صلاةِ الغداةِ ، فبعد أنْ أصبحْنا أومأتُ إلى عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ أنْ سَلْهُ ما أراد إلى ما صنع البارحةَ ، فقال ابنُ مسعودٍ بيدهِ : لا أسألُهُ عن شيءٍ حتَّى يحدِّثَ إليَّ . فقلتُ : بأبي أنتَ وأمي قمتَ بآيةٍ من القرآنِ ومعك القرآنُ ، لو فعل هذا بعضُنا وَجدنا عليه ، قال : دعوتُ لأمَّتي ، قال : فماذا أُجبتَ ؟ أو ماذا رُدَّ عليك ؟ قال : أُجبتُ بالذي لو اطلع عليه كثيرٌ منهم طلعةً تركوا الصلاةَ ، قال : أفلا أبشِّرِ الناسَ ؟ قال : بلَى ، فانطلقتُ معنقًا قريبًا من قذفةٍ بحجرٍ . فقال عمرُ : يا رسولَ اللهِ إنك إنْ تبعثَ إلى الناسِ بهذا نكلوا عن العبادةِ فنادَى أنِ ارجعْ فرجع ، وتلكَ الآيةُ { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } } ( رواه أحمد وقال عنه الألبانى فى أصل صفة الصلاة إسناده قوى ) وعنه أيضا قال : { قام النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بآيةٍ حتى أصبحَ يُرددُها والآيةُ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ( رواه ابن ماجه والنسائى وحسنه الألبانى ) وعنه أيضا قال : { صلَّى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم ليلةً فقرأ بآيةٍ حتَّى أصبحَ يركعُ بها ويسجدُ بها { إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ . . . } الآية ، فلمَّا أصبح قلتُ : يا رسولَ اللهِ ما زلتَ تقرأُ هذه الآيةَ حتَّى أصبحتَ تركعُ بها وتسجدُ بها . قال : إني سألتُ ربيَ الشفاعةَ لأمتي فأعطانيها وهي نائلةٌ إنْ شاء اللهُ لمن لا يشركُ باللهِ شيئًا } ( رواه أحمد وقال عنه الألبانى فى أصل صفة الصلاة حسن أو صحيح )


مع ملاحظة إخلاص النية لله سبحانه وتعالى ، وموافقة هدي النبى صل الله عليه وسلم ، فى الظاهر والباطن للحصول على ثواب القيام وحتى لا يكون حظه من القيام السهر فقط ، دون الثواب ، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى صل الله عليه وسلم قال : { ربَّ صائمٍ ليسَ لَه من صيامِه إلَّا الجوعُ وربَّ قائمٍ ليسَ لَه من قيامِه إلَّا السَّهرُ } ( رواه ابن ماجه وصححه الألبانى ) وفى روايه عند السيوطى فى الجامع الصغير وصححها الألبانى { ربَّ قائِمٍ حظُّهُ مِنْ قيامِهِ السَّهَرُ ، ورُبَّ صائِمٍ حظُّهُ مِنْ صيامِهِ الجوعُ والعطشُ }


ب- والسهر فى قيام اليل بتلاوة القرآن :-


عن بريدة بن الحصيب رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : { يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب فيقول أنا الذي أسهرت ليلك وأظمأت نهارك } ( رواه ابن ماجه وصححه الألبانى )


ج - السهر في طلب العلم ومذاكرته :-


عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال : { صلَّى لنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةً صلاةَ العِشاءِ، وهي التي يَدْعو الناسُ العَتَمَةَ، ثم انصرف فأقبلَ علينا، فقال : أرأيتُم لَيلَتَكُم هذه، فإن رأسَ مِائةِ سنَةٍ منها، لا يَبقَى ممن هو على ظَهرِ الأرضِ أحَدٌ .} ( رواه البخارى )
د - غير ذلك من الفضائل المستحبة المندوب إليها شرعاً :-


ومنه السهرعلى راحة الوالدين ، فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنه ، أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال : ( بينما ثلاثةُ نفرٍ ممن كان قبلكم يمشون، إذ أصابهم مطرٌ، فأووا إلى غارٍ فانطبق عليهم، فقال بعضُهم لبعض : إنه والله يا هؤلاء، لا ينجيكم إلا الصدقُ، فليدعُ كلُّ رجلٍ منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه . فقال واحدٌ منهم : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي أجيرٌ عمل لي على فرَقٍ من أرزٍ، فذهب وتركه، وإني عمدتُ إلى ذلك الفرَق فزرعتُه، فصار من أمره أني اشتريت منه بقرًا، وأنه أتاني يطلبُ أجرَه، فقلتُ : اعمد إلى تلك البقر فسُقها، فقال لي : إنما لي عندك فرَقٌ من أرزٍ، فقلت له : اعمد إلى تلك البقرِ، فإنها من ذلك الفرَق، فساقها، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتك ففرِّج عنا، فانساحت عنهم الصخرةُ . فقال الآخرُ : اللهم إن كنت تعلم : كان لي أبوان شيخان كبيران، فكنت آتيهما كلَّ ليلةٍ بلبنِ غنمٍ لي، فأبطأت عليهما ليلةً، فجئت وقد رقدا، وأهلي وعيالي يتضاغَون من الجوع، فكنتُ لا أسقيهم حتى يشرب أبواي، فكرهتُ أن أوقظهما وكرهتُ أن أدَعهما فيستكنا لشربتهما، فلم أزل أنتظر حتى طلع الفجرُ، فإن كنت تعلم أني فعلتُ ذلك من خشيتك ففرِّج عنا، فانساحت عنهم الصخرةُ حتى نظروا إلى السماءِ . فقال الآخرُ : اللهم إن كنت تعلم أنه كان لي ابنةُ عمٍّ، من أحب الناسِ إليَّ، وأني راودتها عن نفسها فأبت إلا أن آتيها بمائةِ دينارٍ، فطلبتها حتى قدرتُ، فأتيت بها فدفعتُها إليها فأمكنتني من نفسها، فلما قعدتُ بين رجلَيها، قالت : اتقِ اللهِ ولا تفضَّ الخاتمَ إلا بحقه، فقمتُ وتركتُ المائةَ دينارٍ، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك من خشيتِك ففرِّج عنا، ففرج الله عنهم فخرجوا ) ( رواه البخارى ومسلم )
3- السهر المباح :-


وهو السهر لفعل الأمور المباحة مثل أن يكون في تجارة في طلب عيشه وعيش أولاده كشخص لا كسب له إلا أن يعمل في حراسة الليل أو يعمل عملاً ليلياً فمثل هذا يسهر على عفة فرجه وطعمة بطنه ولربما يسهر على أرامل أو على أيتام كإخوة له أو نحو ذلك فيكون من جنس المستحبات خاصةً إذا نوى الطاعة والقربة في ذلك . ومن السهر المباح الآتى :


أ - ملاطفة الزوج لزوجته :-


قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ? مِّن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ? ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ ? لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ? طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى? بَعْضٍ ? كَذَ?لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ ? وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } ( النور 58 ) فحديث الرجل مع أهله وزوجه فيه من الملاطفة والعفة عن الحرام كما إن ملاطفة الرجل لأهله وحديثه مع زوجه من باب المؤانسة وإدخال السرور وهو من العشرة بالمعروف التي كانت هديه - عليه الصلاة والسلام - ومن سنته ، ولذلك قال تعالى : { وَمِنْ بَعْدِ صَلاَةِ الْعِشَاءِ ثَلاَثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ } فمن العورات التي تكون من بعد صلاة العشاء قد يكون منها الحديث حديث الرجل مع أهله وهو مستثنى من هذه الكراهية .


ب - إستقبال الضيف :-


فعن عبد الرحمن بن أبي بكر رضي الله عنهما: { أن أصحاب الصفة كانوا أناسا فقراء وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال مرة:" من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس أو سادس" أو كما قال. وأن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة وأبو بكر ثلاثة. قال: فهو أنا وأبي وأمي -ولا أدري هل قال: امرأتي - وخادمي بين بيتنا وبين بيت أبي بكر وأن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع فلبث حتى تعشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء بعد ما مضى من الليل ما شاء الله. قالت له امرأته: ما حبسك عن أضيافك أو ضيفك؟ قال: أوعشيتهم؟ قالت: أبوا حتى تجيء قد عرضوا عليهم فغلبوهم. فذهبت فاختبأت! فقال: يا غنثر! فجدع وسب. وقال: كلوا. وقال: لا أطعمه أبدا. قال: وايم الله ما كنا نأخذ من اللقمة إلا ربا من أسفلها أكثر منها حتى شبعوا وصارت أكثر مما كانت قبل. فنظر أبو بكر فإذا شيء أو أكثر قال لامرأته: يا أخت بني فراس. قالت: لا وقرة عيني لهي الآن أكثر مما قبل بثلاث مرات. فأكل منها أبو بكر وقال: إنما كان الشيطان- يعني يمينه. ثم أكل منها لقمة ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده وكان بيننا وبين قوم عهد فمضى الأجل فتفرقنا اثنا عشر رجلا مع كل رجل منهم أناس الله أعلم كم مع كل رجل غير أنه بعث معهم قال أكلوا منها أجمعون أو كما قال وغيره يقول فعرفنا من العرافة) رواه البخاري )
قال ابن حجر- رحمه الله – فى فتح البارى : { حديث عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق في قصة أضياف أبي بكر ، والمراد منه تكثير الطعام القليل .
( الصفة( مكان في مؤخر المسجد النبوي مظلل أعد لنزول الغرباء فيه ممن لا مأوى له ولا أهل ، وكانوا يكثرون فيه ويقلون بحسب من يتزوج منهم أو يموت أو يسافر.
(من كان عنده طعام اثنين فليذهب بثالث ( أي من أهل الصفة المذكورين . وقال القرطبي : ويؤيده قوله في الحديث (طعام الاثنين يكفي أربعة) أي القدر الذي يشبع الاثنين يسد رمق أربعة ) ومن كان عنده طعام أربعة فليذهب بخامس ، بسادس ، أو كما قال ( أي فليذهب بخامس إن لم يكن عنده ما يقتضي أكثر من ذلك ، وإلا فليذهب بسادس مع الخامس إن كان عنده أكثر من ذلك . والحكمة في كونه يزيد كل أحد واحدا فقط أن عيشهم في ذلك الوقت لم يكن متسعا ، فمن كان عنده مثلا ثلاثة أنفس لا يضيق عليه أن يطعم الرابع من قوتهم ، وكذلك الأربعة وما فوقها ، بخلاف ما لو زيدت الأضياف بعدد العيال فإنما ذلك يحصل الاكتفاء فيه عند اتساع الحال .(( وإن أبا بكر جاء بثلاثة وانطلق النبي صلى الله عليه وسلم بعشرة( عبر عن أبي بكر بلفظ المجيء لبعد منزله من المسجد ، وعن النبي صلى الله عليه وسلم بالانطلاق لقربه . ودل ذلك على أن أبا بكر كان عنده طعام أربعة ومع ذلك فأخذ خامسا وسادسا وسابعا فكأن الحكمة في أخذه واحدا زائدا عما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أنه أراد أن يؤثر السابع بنصيبه إذ ظهر له أنه لم يأكل أولا معهم ). ( قال: فهو أنا وأبي وأمي ( القائل هو عبد الرحمن بن أبي بكر ، " فهو " أي الشأن ، وقوله : " أنا " مبتدأ وخبره محذوف يدل عليه السياق وتقديره في الدار .
) ولا أدري هل قال امرأتي ( والقائل " هل قال " هو أبو ثمان الراوي عن عبد الرحمن كأنه شك في ذلك. ( ( بين بيتنا ( أي خدمتها مشتركة بين بيتنا وبيت أبي بكر ، وهو ظرف للخادم وأم عبد الرحمن هي أم رومان مشهورة بكنيتها. ( وإن أبا بكر تعشى عند النبي صلى الله عليه وسلم ثم لبث حتى صلى العشاء ثم رجع ( وفائدته الإشارة إلى أن تأخره عند النبي صلى الله عليه وسلم كان بمقدار أن تعشى معه وصلى العشاء وما رجع إلى منزله إلا بعد أن مضى من الليل قطعة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يؤخر صلاة العشاء. ووقع في رواية مسلم " فلبث حتى نعس" والحاصل أنه تأخر عند النبي صلى الله عليه وسلم حتى صلى العشاء ثم تأخر حتى نعس النبي صلى الله عليه وسلم وقام لينام فرجع أبو بكر حينئذ إلى بيته.
ونحوه يأتي في الأدب [ أي من صحيح البخاري] بلفظ " أن أبا بكر تضيف رهطا ، فقال لعبد الرحمن : دونك أضيافك ، فإني منطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فافرغ من قراهم قبل أن أجيء " وهذا يدل على أن أبا بكر أحضرهم إلى منزله وأمر أهله أن يضيفوهم ورجع هو إلى النبي صلى الله عليه وسلم . ( قد عرضوا عليهم (أي الخدم أو الأهل أو نحو ذلك.
( فغلبوهم ( أي إن آل أبي بكر عرضوا على الأضياف العشاء فأبوا فعالجوهم فامتنعوا حتى غلبوهم . وفي رواية" فانطلق عبد الرحمن فأتاهم بما عنده فقال : اطعموا ، قالوا : أين رب منزلنا ؟ قال : اطعموا . قالوا : ما نحن بآكلين حتى يجيء . قال : اقبلوا عنا قراكم ، فإنه إن جاء ولم تطعموا لألقين منه - أي شرا - فأبوا " ( قال: فذهبتُ فاختبأت ( أي خوفا من خصام أبي بكر له وتغيظه عليه . وفي رواية " فعرفت أنه يجد علي " أي يغضب. " فلما جاء تغيبت عنه". فقال : يا عبد الرحمن ، فسكت . ثم قال : يا عبد الرحمن ، فسكت ) " . فقال : يا غنثر فجدع وسب ) في رواية " فقال : يا غنثر أقسمت عليك إن كنت تسمع صوتي لما جئت ، قال فخرجت فقلت والله ما لي ذنب ، هؤلاء أضيافك فسلهم . قالوا : صدقك قد أتانا " .( ( فجدع وسب ( أي دعا عليه بالجدع وهو قطع الأذن أو الأنف أو الشفة ، وقيل : المراد به السب ، والأول أصح .وفي رواية " فجزع " نسبه إلى الجزع وهو الخوف ، وقيل : المجازعة المخاصمة فالمعنى خاصم . وقال القرطبي : ظن أبو بكر أن عبد الرحمن فرط في حق الأضياف ، فلما تبين له الحال أدبهم بقوله كلوا لا هنيئا. و)سب( أي شتم . ( غنثر( معناه الذباب ، وإنه سمي بذلك لصوته فشبهه به حيث أراد تحقيره وتصغيره . وقيل:الثقيل الوخم وقيل: الجاهل وقيل: السفيه وقيل اللئيم. ( وقال كلوا ( زاد في الصلاة " لا هنيئا " أي : لا أكلتم هنيئا وهو دعاء عليهم - وقيل خبر أي لم تتهيئوا في أول نضجه.ويستفاد من ذلك جواز الدعاء على من لم يحصل منه الإنصاف ولا سيما عند الحرج والتغيظ ، وذلك أنهم تحكموا على رب المنزل بالحضور معهم ولم يكتفوا بولده مع إذنه لهم في ذلك ، وكأن الذي حملهم على ذلك رغبتهم في التبرك بمؤاكلته. ويقال إنه إنما خاطب بذلك أهله لا الأضياف ، وقيل : لم يرد الدعاء وإنما أخبر أنهم فاتهم الهناء به إذا لم يأكلوه في وقته . ( وقال لا أطعمه أبدا (
وفي رواية" فقال : فإنما انتظرتموني ، والله لا أطعمه أبدا ، فقال الآخر والله لا نطعمه "
وفي رواية" فقال : لم أر في الشر كالليلة ، ويلكم ما أنتم لم تقبلوا عنا قراكم . هات طعامك ، فوضع فقال : بسم الله الأول من الشيطان فأكل وأكلوا ".( إلا ربا ( أي زاد .(من أسفلها ( أي الموضع الذي أخذت من ) ( فنظر أبو بكر فإذا شيء أو أكثر ( والتقدير فإذا هي - أي الجفنة - شيء أي قدر الذي كان )) . يا أخت بني فراس ( وخاطب أبو بكر بذلك امرأته أم رومان. وأم رومان من ذرية الحارث بن غنم وهو أخو فراس بن غنم فلعل أبا بكر نسبها إلى بني فراس لكونهم أشهر من بني الحارث أو المعنى يا أخت القوم المنتسبين إلى بني فراس.) ( قالت لا وقرة عيني ( قرة العين يعبر بها عن المسرة ورؤية ما يحبه الإنسان ويوافقه ، يقال ذلك لأن عينه قرت أي سكنت حركتها من التلفت لحصول غرضها فلا تستشرف لشيء آخر ، فكأنه مأخوذ من القرار. وقيل بل هو مأخوذ من القر وهو البرد أي أن عينه باردة لسروره ، ولهذا قيل دمعة الحزن حارة ، ومن ثم قيل في ضده أسخن الله عينه .
وإنما حلفت أم رومان بذلك لما وقع عندها من السرور بالكرامة التي حصلت لهم ببركة الصديق رضي الله عنه ) .( لهي ) أي الجفنة أو البقية ( أكثر مما قبل ) ( فأكل منها أبو بكر وقال : إنما كان الشيطان ، يعني يمينه ) تقديره : وإنما كان الشيطان الحامل على ذلك ، يعني الحامل على يمينه التي حلفها في قوله : " والله لا أطعمه " ووقع عند مسلم " وإنما كان ذلك من الشيطان " يعني يمينه وهو أوجه . والحاصل أن الله أكرم أبا بكر فأزال ما حصل له من الحرج ، فعاد مسرورا ، وانفك الشيطان مدحورا . واستعمل الصديق مكارم الأخلاق فحنث نفسه زيادة في إكرام ضيفانه ليحصل مقصوده من أكلهم ، ولكونه أكثر قدرة منهم على الكفارة .
وفي عند مسلم "فقال أبو بكر : يا رسول الله بروا وحنثت ، فقال : بل أنت أبرهم وخيرهم . قال : ولم يبلغني كفارة " ( أبرهم ( أي أكثرهم برا أي طاعة ( ( وخيرهم ( أي لأنك حنثت في يمينك حنثا مندوبا إليه مطلوبا فأنت أفضل منهم بهذا الاعتبار ).( ولم يبلغني كفارة ( استدل به على أنه لا تجب الكفارة في يمين اللجاج والغضب.. ويحتمل أن يكون ذلك وقع قبل مشروعية الكفارة في الأيمان .. وقال النووي : قوله : " ولم تبلغني كفارة " يعني أنه لم يكفر قبل الحنث ، فأما وجوب الكفارة فلا خلاف فيه ، كذا قال . وقال غيره : يحتمل أن يكون أبو بكر لما حلف أن لا يطعمه أضمر وقتا معينا أو صفة مخصوصة ، أي لا أطعمه الآن أو لا أطعمه معكم أو عند الغضب ، وهو مبني على أن اليمين هل تقبل التقييد في النفس أم لا ؟ ولا يخفى ما فيه من التكلف . وقول أبي بكر " والله لا أطعمه أبدا " يمين مؤكدة ولا تحتمل أن تكون من لغو الكلام ولا من سبق اللسان ) . ثم حملها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأصبحت عنده ( أي الجفنة على حالها ، وإنما لم يأكلوا منها في الليل لكون ذلك وقع بعد أن مضى من الليل مدة طويلة .
) ففرقنا اثنا عشر رجلا من كل رجل منهم أناس ( أي جعلهم اثنتي عشرة فرقة.
) قال أكلوا منها أجمعون ، أو كما قال ( فالحاصل أن جميع الجيش أكلوا من تلك الجفنة التي أرسل بها أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وظهر بذلك أن تمام البركة في الطعام المذكور كانت عند النبي صلى الله عليه وسلم لأن الذي وقع فيها في بيت أبي بكر ظهور أوائل البركة فيها ، وأما انتهاؤها إلى أن تكفي الجيش كلهم فما كان إلا بعد أن صارت عند النبي صلى الله عليه وسلم على ظاهر الخبر ، والله أعلم . وفي هذا الحديث من الفوائد غير ما تقدم : - التجاء الفقراء إلى المساجد عند الاحتياج إلى المواساة إذا لم يكن في ذلك إلحاح ولا إلحاف ولا تشويش على المصلين. وفيه استحباب مواساتهم عند اجتماع هذه الشروط. وفيه التوظيف في المخمصة. وفيه جواز الغيبة عن الأهل والولد والضيف إذا أعدت لهم الكفاية. وفيه تصرف المرأة فيما تقدم للضيف والإطعام بغير إذن خاص من الرجل. وفيه جواز سب الوالد للولد على وجه التأديب والتمرين على أعمال الخير وتعاطيه. وفيه جواز الحلف على ترك المباح. وفيه توكيد الرجل الصادق لخبره بالقسم ، وجواز الحنث بعد عقد اليمين. وفيه التبرك بطعام الأولياء والصلحاء . وفيه عرض الطعام الذي تظهر فيه البركة على الكبار وقبولهم ذلك .وفيه العمل بالظن الغالب لأن أبا بكر ظن أن عبد الرحمن فرط في أمر الأضياف فبادر إلى سبه وقوى القرينة عنده اختباؤه منه. وفيه ما يقع من لطف الله تعالى بأوليائه وذلك أن خاطر أبي بكر تشوش وكذلك ولده وأهله وأضيافه بسبب امتناعهم من الأكل ، وتكدر خاطر أبي بكر من ذلك حتى احتاج إلى ما تقدم ذكره من الحرج بالحلف وبالحنث وبغير ذلك ، فتدارك الله ذلك ورفعه عنه بالكرامة التي أبداها له ، فانقلب ذلك الكدر صفاء والنكد سرورا ولله الحمد والمنة .} أهـ .


السهر فى السفر ليلا :-


عن أنس بن مالك أن النبى صل الله عليه وسلم قال { عليْكم بالدُّلجةِ – أى السير بالليل - فإنَّ الأرضَ تُطوى باللَّيلِ } ( رواه أبو داود وصححه الألبانى ) وعن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : { لا سمَرَ إلَّا لِمُصَلٍّ ، أوْ مُسافِرٍ } ( رواه السيوطى فى الجامع الصغير وصححه الألبانى )
ثانيا : السهر غير المأذون به شرعا :-


وهو على مراتب :-


1- السهر المحرم :-


وهو السهر الذي يكون :


أ- على الأمور المحرمة :


قال تعالى : { مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سَامِراً تَهْجُرُونَ} فوصفهم بكونهم سامرين أي ساهرين الليل يهجرون أي يتركون الوحي ويتكلمون في رسول الله ، ومنه السهر في سماع المحرم ، وكذلك أيضاً في نظره ، وكذلك السهر في فعل الأشياء المحرمة أو قولها في السهر في الغيبة أو كالسهر في النميمة أو نحو ذلك من الأمور المحرمة - نسأل الله السلامة والعافية - ومنه الآن السهر أمام التلفاز أو النت لرؤية وسماع ، مالا يحل رؤيته ، ولا سماعه .


ب - على أمر يفضي إلى الوقوع في الحرام :


من اضاعة صلاة الفجر مع غلبة الظن بذلك ، فإذا كان لا يجوز إضاعة صلاة الفجر ، بسبب قيام الليل ، وهو من القربات ، فمن باب أولى ، لا يجوز إضاعتها بسبب الإشتغال بالمباحات ، أو المكروهات ، والمحرمات . فعن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة { أن عمر بن الخطاب فقد سليمان بن أبي حثمة في صلاة الصبح وأن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق ومسكن سليمان بين السوق والمسجد النبوي فمر على الشفاء أم سليمان فقال لها لم أر سليمان في الصبح فقالت إنه بات يصلي فغلبته عيناه فقال عمر لأن أشهد صلاة الصبح في الجماعة أحب إلي من أن أقوم ليلة } ( رواه مالك فى موطأه و صححه الألبانى )


2- السهر المكروه :-


عن أبى برزة الأسلمى أن النبى صل الله عليه وسلم { كان يستحب أن يؤخر من العشاء التي تدعونها العتمة وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها } ( متفق عليه ) فيكره للمسلم أن يسهر لما بعد صلاة العشاء بغير سبب من الأسباب السابقة البيان ، لكراهة النبى صل الله عليه وسلم لذلك


والله الموفق ،

** نائب رئيس هيئة قضايا الدولة والكاتب بمجلة التوحيد
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف