الجمهورية
فهمى عنبة
تطوير حقيقي للتعليم .. أم تجربة جديدة ؟!
** هل بدأت عملية تطوير التعليم.. أم إنها محاولة جديدة في سلسلة التجارب التي تجريها وزارات التربية والتعليم علي تلاميذ المدارس طوال نصف قرن؟!
بالطبع لا أحد يقف ضد تطوير العملية التعليمية فالكل ينادي بذلك بعد انهيار المنظومة الدراسية.. ولكن يساور أولياء الأمور القلق من الإعلان المفاجئ عن خطوات فعلية ابتداء من العام الدراسي الجديد.. ويخافون من عدم دراسة القرارات جيداً قبل صدورها لأن كل ما سبق من عمليات تطوير لم تثمر عن تقدم ولا عن نظام حديث يؤدي إلي إنتاج أجيال تفكر وتبتكر وكانت البدايات مشابهة لما يحدث.. فمرة يتم إلغاء السنة السادسة والاكتفاء بخمس سنوات في الابتدائي ثم تعاد مرة أخري.. واليوم يتم الابقاء عليها مع عدم الاعتراف بها كشهادة لاتمام مرحلة تعليمية.. مما يعني ان التعليم الأساسي سيكون آخره الشهادة الإعدادية.. لينتهي الزمن الذي كانت فيه الابتدائية القديمة مسوغا للتعيين أيام الآباء والجدود!!
أعلن الدكتور طارق شوقي ان هناك ضرورة لوضع نظام تعليمي جديد بعد استحالة محاولات إصلاح النظام الحالي بما يتفق وتطلعات الشعب.. وهو بالفعل كلام جميل وكلام معقول خاصة وأن النظام الموجود ملئ بالثغرات والعيوب والثقوب ولا يتفق مع العصر ولا مع المستقبل.. ولكن مازالت هناك تخوفات من استحداث أي نظام في ظل عدم وجود رؤية واستراتيجية محددة وشفافية في إعلان الخطوات التنفيذية التي لابد أن تكون مرتبطة بتوقيتات زمنية للقضاء علي كافة العيوب الحالية في المنظومة وفي كل عناصر العملية التعليمية ومن المدارس والمباني والمنشآت إلي المعلم والإدارة والمناهج وصولا إلي طرق التدريس ومشاركة التلميذ ونشاطه.. والأهم اتباع أساليب الجودة علي أن تكون البداية من الحضانة.. عندها لن يهم هل تبقي الابتدائية شهادة أم نترحم عليها وتصبح ذكري؟!
نثق في تصريحات الدكتور طارق.. ونعرف إصراره علي النجاح في وضع سياسة جديدة.. ولكن بدون وجود رؤية وإصلاحات جذرية وتحسين أحوال المعلم وتأهيله وبناء مدارس كافية تستوعب التلاميذ وتسمح بالأنشطة وفرز المواهب واكتشاف القدرات الكامنة في كل طفل وتلميذ وطالب.. ووضع مناهج تشجع علي البحث والتفكير.. وتغيير نمط التدريس ليكون الحوار هو الأساس وليس الحفظ والتلقين فسيظل كل نظام جديد يأخذ وقته وينتهي.. وسيظل التلاميذ مجرد فئران تجارب فالتطوير الحقيقي لابد أن يكون متكاملا وشاملا ويشارك فيه الشعب.. وتسانده مؤسسات الدولة والمجتمع المدني.. فهل حدث شيء من ذلك؟!
جامعة القاهرة .. الخشت علي طريق نصار
** اختار الدكتور جابر نصار أن يترك رئاسة جامعة القاهرة بإرادته بعد أن شعر إنه أدي واجبه وأعاد لها دورها المجتمعي وحولها إلي مؤسسة اقتصادية رابحة إلي جانب انه اهتم بالنشاط الطلابي وبالثقافة العامة بنفس الاهتمام بالمواد الدراسية الأكاديمية لصقل شخصية الطالب حتي يستحق الخريج ان يفخر بالانتماء إلي أم الجامعات المصرية.
تولي الدكتور محمد عثمان الخشت المسئولية خلفا لنصار وهو ليس غريبا حيث كان يشغل منصب نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب والتعليم.. وأكد في تصريحاته الأولي انه سيعمل خلال ولايته التي تستمر 4 سنوات علي تطوير المنظومة التعليمية وسيواصل استكمال ما أنجزه رئيس الجامعة السابق الذي وصفه بأنه عمل في وقت صعب تمر به البلاد وأضاف انه سيتصدي للإرهاب ويقوم بمكافحته فكريا مع الاستمرار في التنمية الاقتصادية للجامعة.
يعتبر الخشت من المصنفين كأحد أهم الفلاسفة العرب في الثلاثين عاما الماضية خاصة في مجال "فلسفة الدين".. وهو ما تحتاج إليه الجامعة لتحديث الفكر والخطاب داخل المؤسسات التعليمية للانتقال من مرحلة التلقين إلي الحوار.. وسيتيح له تخصصه التعامل مع الشباب بعقل متفتح يقوم علي أساس خلفية دينية مستنيرة وواعية.
الرئيس الجديد لأعرق جامعة مصرية يحمل رقم 28 منذ تأسيسها عام ..1908 حيث تولي الرئاسة أمراء ومن أصبحوا وزراء ومن تولي رئاسة الجمهورية "بالمرور.. مثل الدكتور صوفي أبوطالب".. ومنهم أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد وعلي باشا إبراهيم والدكاترة محمد كامل مرسي وعبدالوهاب مورو.. وإبراهيم بدران ومفيد شهاب وعلي عبدالرحمن وحسام كامل وأخيرا جابر نصار الذي يستحق الشكر والتحية علي ماقدمه.. وكل التوفيق للدكتور الخشت لتواصل جامعة القاهرة مسيرتها نحو قائمة الأفضل عربيا وإقليميا ودوليا حيث ان ترتيبها ضمن الـ500 الأوائل في التصنيفات الدولية لا يتناسب أبدا مع مكانتها وعراقتها.. ومازالت تحتاج إلي جهد أكبر في البحث العلمي وتأهيل الخريجين ومواصلة دورها في خدمة المجتمع والوطن كمنارة للعلم والمعرفة وأكاديمية لبناء الشخصية المصرية.
ضرائب عقارية .. مع الأشغال الشاقة !!
** ظلت مصلحة الضرائب العقارية تماطل في تطبيق الضريبة وتؤجلها منذ عام 2013 حتي الآن.. وفجأة تذكرت ضرورة تطبيقها.. فأمسكت "بكرباج" تلهب به ظهور أصحاب العقارات وتطالبهم بسدادها فورا وبأثر رجعي وأعطتهم مهلة لنهاية يوليو الماضي وإلا فرضت عليهم غرامات تأخير مع انه لا ذنب لهم في التأجيل.. المهم أن أصحاب الوحدات السكنية في المناطق البعيدة والنائية والساحلية يعانون أشد المعاناة في السداد مع انهم يذهبون طواعية إلي المأموريات في مطروح والبحر الأحمر والساحل الشمالي ورأس سدر.. حيث ان أماكن المأموريات أغلبها غير آدمية وفي شقق لا تتوافر فيها التهوية ولا الاتساع.. ويضطر المتعاملون إلي أن ينحشروا داخل غرف مغلقة.. ويقفوا في طوابير ليسددوا للدولة حقها.. ومن لا يصدق فليذهب إلي مأمورية الضرائب بمدينة الحمام الموجودة في مكان مقطوع وفي الدور الثالث لا يمكن لكبار السن بلوغه بسهولة.. فهل يمكن التيسير علي المواطنين ورحمتهم خاصة وانهم يدفعون آلاف الجنيهات خوفا من الغرامة أو الحجز علي "العين" لذلك يلتزمون بالسداد ولا يفيدهم أن يتقدموا بطعون ضد التقديرات الجزافية.. وفي المقابل يشعرون انهم يعاقبون علي التزامهم.. وكأنهم يقضون عقوبة في زنازين ضيقة لا يمكنهم التحرك أو التنفس فيها.. فإذا لم تهتم وزارة المالية بالمواطنين فلا أقل من تحسين الأوضاع رحمة بالعاملين الذين للأمانة يعملون في ظروف صعبة ومع ذلك لا يدخرون جهدا للتخفيف عن الناس.
سارعوا بإعادة النظر في أماكن مأموريات الضرائب رحمة بالموظفين قبل المتعاملين.. وحتي يدفع المواطن الضريبة بنفس راضية.. ولا يتأكد لديه الظن بأننا في عصر "جباية" فقط!!
تحركوا ياعرب قبل فوات الأوان
** كتبنا أكثر من مرة عن المؤامرات الخارجية لتقسيم المنطقة خاصة العراق وسوريا واليمن وليبيا ومازلنا نحذر من ضرورة احتواء أكراد العراق قبل فوات الأوان.
** فهناك استفتاء في كردستان يوم 25 سبتمبر القادم حول الانفصال عن العراق وتكوين دولة مستقلة وعدم الاكتفاء بالحكم الذاتي.. واذا لم يتحرك العرب جميعاً والجلوس مع الأكراد والاستماع إلي رؤيتهم ومطالبهم فسيعني ذلك بدء التقسيم ليس للعراق وحده ولكن لسوريا كذلك لان أكرادها بالتأكيد سينضمون للدولة الجديدة ولن يعود العراق موحداً كما حدث للسودان عندما انفصل جنوبه عن شماله بعد استفتاء مماثل.
.. ولكي لا يفاجأ العرب باستقطاع جزء جديد وانفصاله.. أو يوجد من يقول إنه لم يعلم فقد حذرنا من قبل و"سأظل أحذر" إلي أن يأتي موعد الاستفتاء.. وكل الأمل أن تقوم الجامعة العربية بتحرك عاجل حيث لن ينفع البكاء علي اللبن المسكوب.. وإذا كان "بيت العرب" فشل في لم الشمل فعلي الأقل لا يسمح لأحد أن يضرب بمعوله في الجدار وإلا سقط "البيت" فوق رؤوس الجميع!!
لا يستطيع العراق وحده التصدي لهذه المشكلة.. ولكن العرب مجتمعين يمكنهم باستخدام جميع الآليات الدبلوماسية والسياسية وغيرها أن يواجهوا هذا التحدي.. وكفانا ما ضاع من أراضي الأمة العربية!!
خطورة إعلان دولة كردية مستقلة في هذا التوقيت يكمن في ضعف مؤسسات الدولة في كل من العراق وسوريا ووجود قوات أجنبية علي أراضيهما.. إلي جانب التنظيمات الإرهابية التي تعيث فساداً.. ومخابرات دولية وقواعد عسكرية تعمل بحرية في مساحات شاسعة ما بين دمشق وبغداد.. مما يمهد الطريق لإعلان إقامة عدة دول بأسرع مما يتخيل أو يتوقع العرب الذين مازالوا في غفلة ويختلفون ويتقاتلون بينما أراضيهم تسحب من تحت أقدامهم شبراً شبراً.. ومتراً متراً.. وسيستيقظون يوماً ولا يجدون ما يتقاتلون عليه!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف