نعم.. غداً تشرق شمس الأمل.. ليست كلمات إنشائية وليس أملاً بعيداً أتمني أن يكون.. فالغد قريب جداً والشمس قادمة لتشرق بالأمل والتفاؤل..!!
كلما قابلت سائق تاكسي أو عاملاً أو مواطناً بسيطاً ويعرف أنني صحفي إلا وبادرني بسؤال سريع.. وهو سؤال واحد في كل الحالات: هل هناك أمل؟ هل سيتحسن الحال في مصر؟
السؤال عام لكنه يحمل في طياته أملاً كبيراً في الغد برغم ما يوحي به السؤال للوهلة الأولي.. فالمواطن البسيط لديه أمل كبير في الغد ويريد أن يشاركه أحد في هذا الأمل ويمنحه الثقة الأكبر لأنه أولاً وأخيراً يعرف أن الصحفي ليس مسئولاً لكي يجيب علي هذا السؤال..!
من هنا أقترح علي الإعلام المصري أن يجعل مبادرته في تلبية نداء الرئيس عبدالفتاح السيسي في مواجهة محاولات ضرب الدولة.. والعمل علي تثبيت أركانها بأن يجعل المبادرة في ثلاثة محاور.
المحور الأول: هو مبادرة إفشاء روح الأمل والتفاؤل في نفوس الناس البسطاء خاصة الطبقة المتوسطة من المصريين.. وهي حالة نحتاجها ونملك أدواتها بصدق في نفس الوقت.
المحور الثاني: إفشال مخططات هدم الدولة والتي أصبحت واضحة للجميع علي كل الجبهات بداية من الإرهاب مروراً بالفساد انتهاء بحالة اليأس والتكاسل.
المحور الثالث: وهو إعلان حالة الحرب ضد كل من يعادي مصر والعرب والمسلمين وإعلان شعار: لا صوت يعلو فوق صوت المعركة وأننا كلنا جنود في المواجهة لأن الحرب بالفعل شرسة والمواجهة صعبة في كل الجبهات.
عندما أقول إن الشمس ستشرق بالأمل فإنني أترجم واقعاً يعترف به القاصي قبل الداني.. فها هي منظمات عالمية تعترف أن عام 2018 سيكون عام الحسم في الطاقة بمصر وأن مصر ستكون بداية من العام المقبل مركزاً إقليمياً للطاقة.. وقد استمعت إلي الوزير السابق أسامة كمال وهو يتحدث عن الأمل المصري في الطاقة خاصة الغاز مع بداية إنتاج حقل الغاز العالمي في البحر المتوسط ثم الاكتشافات الجديدة في خليج السويس ثم البحر الأحمر خاصة بعد ترسيم الحدود البحرية مع السعودية.
ما ذكره الوزير.. وما تناولته مراكز دراسات عالمية وتقارير صحفية دولية يؤكد أن الغد سيكون أكثر إشراقاً بالفعل إن شاء الله.. وفي نفس الوقت يفسر تلك الحرب الصهيونية علي مصر والتي يستخدم الصهاينة فيها الإرهاب والإخوان..!
إنتاج الغاز في مصر.. ثم إنتاج الطاقة ككل في مصر مع عام 2018 سيضع مصر في المقدمة خاصة أن لدينا سوقاً محلياً تستوعب نسبة عالية من الطاقة ونحن في صدارة سوق أفريقية مميزة.. وجوارنا السوق الأوروبية الذي يحتاج تلك الطاقة خاصة النظيفة.
تصدير الطاقة من مصر لا يعني فقط زيادة في الدخل القومي.. بل يعني إنشاءات ومنشآت وإنتاجا وهنا تأتي أهمية وقيمة المشروعات القومية الكبري التي تهتم بها مصر الآن وبشكل غير عادي يسابق الزمن كالطرق والكباري والموانئ والكهرباء وغيرها.
تلك المشروعات تعني رواجاً في السوق المحلية وتصديراً لمنتجات مصرية وزيادة في الدخل للفرد.. ويعني تعليماً أفضل وعلاجاً أحسن وأكثر تطوراً.. وتكنولوجيا أكثر حداثة.. وهنا تتبلور ملامح مشروع النهضة الثالث الذي يترجمه عبدالفتاح السيسي علي أرض الواقع بعد أن درس جيداً مشروعي النهضة الأول بقيادة محمد علي والثاني بقيادة جمال عبدالناصر ونجح حتي الآن في تلافي أخطاء المشروعين الأول والثاني ليستكمل بحمد الله وتوفيقه مشروع النهضة الثالث الذي ستتضح ملامحه بشكل كبير مع العام المقبل وساعتها سنشاهد جميعاً شمس الأمل وهي تشرق علي أرض مصر.
من هنا عندما أقول إنني و احد من أبناء مصر المتفائلين والمستبشرين خيراً في مصر الغد فإن هذا القول لا ينبع من فراغ.. بل من واقع نعيشه ويعرفه الجميع ولكن هناك من يحاول إفشاء روح اليأس وقتل الأمل في نفوسنا خاصة أبناء الطبقة المتوسطة التي أصابها أكبر الضرر من هذه المرحلة الانتقالية الصعبة.
ومن هنا أيضاً نستطيع ان نفسر تلك الحرب الشرسة علي مصر وللأسف فإن أدواتها أناس من ملتنا وديننا وأوطاننا لكنهم أدوات في يد الخسة والنذالة الصهيونية التي تحاول بكل الوسائل أن توقف المسيرة وتقتل الأمل.
هؤلاء يعرفون أن نجاح مشروع النهضة المصري الآن سيجعل مصر في مقدمة دول المنطقة وأن الإنسان المصري بتاريخه وجغرافية أرضه وواقعه إذا امتلك مقومات النجاح والنصر فإن الله سبحانه وتعالي سيسانده ويدعمه وما النصر إلا من عند الله.
هم يعرفون ذلك جيداً لذلك نجدهم يحاربون مصر علي كل الجبهات وبكل الوسائل.. وللأسف البعض يساعدهم دون قصد وآخرون بسوء نية.
ومن هنا ندخل علي المحور الثاني وهو إفشال مخطط هدم الدولة وبث روح الأمل لتثبت أركانها فليس المطلوب فقط مواجهة فوبيا هدم الدولة بل المطلوب نشر فوبيا الأمل والتفاؤل أيضاً.
بالأمل والتفاؤل والثقة في الله ثم الوطن.. نستطيع أن نواجه تلك المخططات وبكل الوسائل العلمية بداية من تغيير الثقافة العامة للإنسان المصري ثم تغيير الخطاب المجتمعي وتصحيح المفاهيم والمصطلحات التي أصبحت بلا معني.. ثم مواجهة الحرب الفكرية علي المسلمين في الداخل بعد أن نجحت في خلق حالة من الإسلاموفوبيا في الخارج.. والاهتمام بنشر الوعي المجتمعي لقيمة العمل وقيمة الإنتاج وأهمية ترجمة حب الوطن إلي فعل وتصرفات.
ليس بالإعلام وحده بل لابد من مشاركة الفن بكل عناصره ثم المسجد والكنيسة والمدارس والجامعات لأن الحرب التي نواجهها شرسة ومتعددة الجوانب والوسائل.
والأهم من كل هذه الوسائل لابد من مواجهة بالأفعال علي الأرض وليس فقط الأقوال.. لابد أن يشعر المواطن بتدخل الدولة في تحديد الأسعار وأن يلمس تحسناً في الخدمات فليس هناك منطق أبداً في انقطاع المياه دون سبب معلن عن بعض المناطق ولفترات طويلة.. وليس مقبولاً أبداً بعد التحسن الكبير في خدمات الكهرباء أن تنقطع الكهرباء فجأة عن بعض المحافظات دون إصلاح سريع ومميز واعتذار.
وليس منطقياً أن ترتفع أسعار خدمات المحمول في مصر وتكون الخدمات أسوأ من السابق.. ولم نستطع تطبيق خدمات الفورجي حتي الآن برغم الإعلان عنها منذ أعوام.. أو أن ترتفع أسعار الأدوية بشكل رهيب وتكون الرقابة عليها ضعيفة بحيث تكون المادة الفعالة أقل جودة عما كانت عليه من قبل.
الدولة لابد أن تشارك في المواجهة من خلال تطبيق القانون بعدالة ومساواة وعلي الجميع تنفيذ النظام بكل وسيلة حتي يشعر المواطن في أي مكان وأياً كان اسمه أو مركزه أنه مواطن مصري له كل الحقوق وعليه كل الواجبات بلا تمييز وبدون مجاملة ومن غير ظلم أو إجحاف.
عندما نحارب الفساد ونحاول التواكل وعدم الانضباط ونساند الإنتاج والنماذج الناجحة فإننا بذلك نقوي دعائم الدولة ونواجه الحرب ضدها.
عندما تحدثنا عن مريم النموذج المتميز والتفوق في الثانوية العامة برغم ظروفها ونجعلها نموذجاً وندعم أمثالها فإننا ندعم أركان مستقبل الدولة.. وعندما يبرز دور الشابة ياسمين النموذج الذي تحدي الإعاقة بعزيمة العطاء والتميز فإننا ندعم الدولة.. وعندما نبرز الرياضية الرائعة فريدة صاحبة أول ميدالية عالمية لمصر في السباحة فإننا ندعم أركان الدولة.
فريدة بطل عالمي تميزت ونجحت وتألقت وتفوقت فأصبحت نموذج لأي فتاة مصرية تبحث عن التميز العالمي والفنون في أي مجال.. هذه النماذج العالمية تحتاج لمن يبرز دورها ليكون سنداً في تدعيم الدولة.
عندما نأخذ النادي الأهلي نموذجاً وكيف نجح مجلس الإدارة برئاسة محمود طاهر في صناعة الإنجاز الإنشائي والتطوير الحضاري والتفوق الرياضي برغم كل الصعاب التي واجهته وبرغم الحرب الشرسة ضده لكان هذا الصرح الوطني نموذجاً يحتذي به في بناء وتدعيم أركان الدولة ومواجهة محاولات هدمها.
بعد ذلك يأتي المحور الثالث وهو إعلان حالة الحرب شعبياً وليس رسمياً والاتفاق الشعبي علي أنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة.. فالمعركة شرسة وخطيرة ولا تتوقف عند سلاح الإرهاب وإن كان هو الأخطر والأشرس والأقذر.
الحرب التي تواجهها مصر حرب قذرة لا تتوقف عند الإرهاب وإن كان الإرهاب هو الأشرس في أدواتها خاصة أنك لا تعرف من هو العدد ومن أين سيأتي وكيف ومتي؟ عدو جبان قذر لا يحمل في قلبه ذرة إيمان لأنه يتجرأ علي قتل روح إنسان خلقه الله بلا ذنب وبدون جريرة.. وآثاره لا تتعدي حالة القتل والخوف والإرهاب فقط بل تتعداها إلي السياحة والإنتاج والعمل حتي الحياة الأسرية ذاتها.
الحرب الشرسة تأخذ أبعاداً كثيرة منها الحرب الإعلامية التي تحاول خلق حالة من اليأس والقنوط والخوف وعدم الإيمان بالمستقبل والتضليل الإعلامي الذي يقلل من أي إنجاز ويضعفه بل أحياناً يحول الإنجاز والعمل المميز إلي سلبيات متراكمة وأسوأ ما في هذه الحرب هي حرب الإساءة إلي أي رمز من رموز العطاء والتميز لخلق حالة من الفشل الإنساني في أي عمل قبل أن يبدأ أو يكون.
هذه المحاور الثلاثة ليست ترفاً.. بل ضرورة في مواجهة ما نعيشه الآن وضرورة لهزيمة العدو السري الذي يحاربنا في الخفاء وهو مازال جاهلاً لطبيعة هذا الوطن وهذا الشعب الذي يسانده رب العالمين بأن جعل بلده أماناً ومن يدخلها فهو آمن إن شاء الله.. وإذا نجحنا في ذلك فإن الشمس ستشرق بالأمل والتفاؤل إن شاء الله أسرع مما يتخيل أو يتصور أعداء هذا الوطن.
إن مصر التي وهبها الله كل مقومات الحياة لن تموت.. مصر التي رزقها الله بركات من عنده من عهد إدريس عليه السلام وإبراهيم عليه السلام بل إن اسمها مقتبس من أحد أبناء نوح عليه السلام.. وكانت مهد موسي عليه السلام وأمان عيسي وأمه عليهما السلام ووطن زوج إبراهيم عليه السلام وزوج النبي محمد عليه الصلاة والسلام وموطنا ليعقوب وابنه يوسف وعائلته كلها عليهم السلام.. مصر التي أوصي بها رسولنا الكريم واستوطن فيها آل بيته الكرام عليهم رضوان الله.. لن يهزمها الإرهاب أو الفساد أو الطغاة ومؤامرات الصهاينة لأن الله ناصرها ويساندها ويساند شعبها الطيب.. لذلك علينا أن نستبشر ونثق بالأمل القادم.. وأن شمس الأمل ستشرق بإذن الله أسرع مما نتصور والله غالب علي أمره.
همس الروح
** ما الحب إلا للحبيب الأول.
** هل يموت الحب؟
نعم.. عندما يموت المحب؟
** إذا كان حب الله هو الغاية
فالحب بالله وسيلة
والحب لله أمل
** لا أمل بلا حب.. ولا حب بدون قلب
ولا قلب بلا نبض.. والنبض هو عنوان الحياة.