د. ابراهيم البهى
بوضوح .. مصر وحلم صنع الأستيكة! !
سنوات طويلة مرت ومصر تحلم بأن يكون لديها القدرة على الدخول فى عالم الدول المصنعة، العالم يتقدم والدول تتنافس فى مجالات كثيرة ومتعددة، وتأتى الصناعة فى مقدمهما الأسباب الحقيقية لقياس مدى تقدم الدول، وليس بغريب على العالم أن الصناعة كانت السبب الأول والرئيسى فى أن تغزو الصين واليابان العالم بفضل تقدمها فى جميع الصناعات صغيرة كانت أو كبيرة، وكم كان البعض منا يتهكم على عدم قدرة مصر خوضها تجربة الصناعة، ويضرب على ذلك مثالا (بالأستيكة المصرية) أخيراً وبعد طول انتظار نجحت الحكومة المصرية فى أن تعلن خبرا غاية فى الأهمية وبشرى لإسعاد أكثر من 90 مليون مصرى من خلال بيان رسمى صادر عن وزير التجارة والصناعة منذ أيام يتم الإعلان من خلاله بأن الوزارة نجحت فى صنع الأستيكة المصرية، وأن المشروع الكبير يعكس رؤية السيد الوزير، إلى هذا المستوى تكون أقصى إمكاناتنا وطموحاتنا، وياليت الأمر يتوقف عند هذا الحد، فقد اتضح فى النهاية أن الأستيكة ليست مصرية كما يدعون، فالموضوع ليس أكثر من مجرد مصنع لإنتاج أستيكة أجنبية بالأيادى المصرية، وللأسف الشديد بدلاً من أن يكون ذلك مجالا للفخر أصبح سبباً فى السخرية وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعى، حيث قالوا: «إحنا إللى صنعنا الأستيكة، تمسح أى كلام مش عايزه، أستيكة بتمسح بعناية، وتخلى الورقاية مراية، من غير ما تسيب أى بقايا، افرحوا يا ولاد مصر وغنوا، إحنا إللى صنعنا الأستيكة، وإحنا اللى خرمنا التعريفة».
كنا نتمنى أن يكون الكلام عن نجاح مصر فى صناعة الأستيكة دقيقا ومصريا 100% حتى لا يكون ذلك مجالا للسخرية، وأن تكون هناك تجارب عديدة من المصريين لخوض تجربة الصناعة فى مجالات أخرى ، وألا يتوقف الأمر عند مشروع الأستيكة الفنكوشية.