خالد الشريف
السكان.. خطر استيراتيجي يهدد الغرب
"وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءًا كَبِيرًا"
آية قرآنية عظيمة تبين كيف تكفل الله برزق خلقه من الأبناء والآباء إن أخذوا بالأسباب وتوكلوا على الله حقه توكله فيما روى الإِمام أَحمد فِي مسنده عنْ عُمَرَ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُوْلَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَوْ أَنَّكُمْ تَوَكَّلْتُمْ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرَزَقَكُمْ كَمَا يَرْزُقُ الطَّيْرَ، تَغْدُوا خِمَاصاً وَتَرُوْحُ بِطَاناً" فالرزق مسألة محسومة من قبل رب اللعالمين بل أن القرآن قدم في هذه الآية رزق الأبناء على الآباء بقوله سبحانه " نحن نرزقهم وإياكم " من هنا نعلم أن الزيادة السكانية هي نعمة البعض يراها كارثة .. لكن أهل الإيمان يرونها خيراً ان احسنوا ادارتها وتشغيلها..والحمد لله العالم العربي حباه الله من الخيرات والنعم والموارد الكثير.. بترول ومعادن ومياه وارض خصبة وممرات مائية عظيمة مثل قناة السويس ونعم عظيمة لا تعد ولا تحصى من أعظمها الثروة البشرية فقد ثبت أن من أعظم هذه الموارد الإنسان ، لذلك الصين بعدما قننت الإنجاب ، وألزمت بولد واحد الآن وجدوا أنه أكبر ثروة بشرية هو الإنسان ، لذلك عدلوا سياستهم ، وسمحوا بولدين أو أكثر .
صحيح أن الإنسان كثروة بشرية إما أن يكون عبئًا وخسارة على المجتمع ، أو أن يكون ورقة رابحة في التنمية ، بشرط أن يتم تعليمه وتثقيفه ، وأن نطلق يديه ،فيبدع وينتج ، أما إذا كان إنسانًا جاهلا ، وقيدناه صار عبئًا علينا ، لذلك الآن العالم الغربي يحارب المسلمين في موضوع الإنجاب ، لأن العالم الغربي يتناقص سكانه سنوياً فمن المتوقع أن يتضآل نسبة تعداد سكان الغرب إلى سكان العالم عام 2020 ليكونوا 5 % فقط، لذلك النمو السكاني في العالم الإسلامي خاصة ، والدول النامية عامة يعد أكبر خطر استراتيجي على العالم الغربي ، لذلك اخترعوا لنا تحديد النسل وتقليل الإنجاب وتشجيع زواج الشواذ والإجهاض وكلها من أجل عرقلة النمو السكاني للعالم الإسلامي والغريب أن الصين الذي يزيد تعدادها مليار ونصف المليار إنسان استفادت من هذه الطاقة البشرية المهولة وتفوقت اقتصادياً حتي اصبح اقتصادها اكبر من الاقتصاد الامريكي....
ولكن الوضع في مصر مختلف، ذلك اننا نري ان الزيادة السكانية نقمة وكارثة تهدد أي برنامج طموح للتنمية.. وهذا غير صحيح.. مصر لم تستفد من طاقة أبناءها الذين يهاجرون للخارج فيبدعون ويستفيد الآخرون من جهودهم .. حتى أصبحت الهجرة حلم الشباب ..
حقيقة.. الكارثة الكبرى في غياب التخطيط وانتشار الفساد الذي حمل ميزانية الدولة الكثير
ثم كارثة اخري هي ان معظم الكثافة السكانية تتركز الآن في المدن الكبري.. ففي القاهرة الكبرى يعيش حوالي 20? من السكان، دون تخطيط او تريب .. أما المحافظات الانتاجية: صناعية أو زراعية فالكثافة فيها قليلة، فضلا عن محافظات الصعيد التي غابت عنها التنمية وأصبحت محافظات طاردة للسكان أما محافظة الوادي الجديد حيث الظروف الاقتصادية الواعدة فإن نسبة السكان فيها تجعلها في المرتبة الاخيرة من حيث عدد السكان اذ يعيش المصريون علي مساحة 7.7? من اجمالي مساحة البلاد التي لم نحسن استغلالها وزراعتها أم سيناء أرض الفيروز المروية بدماء أبنائنا والتي تمثل ثلث مساحة مصر فقد أهملناها وجعلناها نهبا للإرهاب والخارجين على القانون وكان يجب علينا تنميتها وتعميرها وزراعتها بالبشر كأمن قومي وحاجز لأي عدوان او اجتاح صهيوني لسيناء لقدر الله .
كل ذلك يؤكد أن تزايد السكان في مصر ليس كارثة إنما الكارثة في عجزنا عن استثمارها وتشغيلها وتحويلها من قوة مستهلكة إلى قوة منتجة وفرصة للاستثمار والتنمية كما يحدث في كثير من دول العالم، التي تستثمر الطاقات البشرية في التنمية والبناء والتوسع وليس تحميل تلك الزيادة السكانية المسئولية عن الفقر والتراجع الاقتصادي.. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل .