الأهرام
ريهام مازن
ما الذي يريده تميم ؟
من الواضح أن الأمير تميم يعيش حالة من التخبط ولا يعرف كيف يخرج من الأزمة التي وضع بلاده فيها، فبدأ بتصريحات لا تنم سوى عن مراهقة سياسية، أغرقت نفسها في كذبة الدفاع عن حقوق الثورات والمعارضة هنا وهناك، وتناسى تآمر بلاده على أشقاءها ومناصرته للإرهاب والتستر عليه.
لم يستح أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، من مواقفه، فبدلاً من السير على الطريق الصحيح والاعتراف بالخطأ الذي ارتكبه في حق الجميع، والاعتراف بالحق فضيلة، والانصياع لأشقائه.. بل استجمع قواه أمس الأول ليؤكد أن بلاده تختلف تماماً عما كانت عليه قبل اندلاع الأزمة الخليجية الحالية في يونيو الماضي، مشدداً على ضرورة الاستمرار بـ"روح التحدي".

وخلال الاجتماع الذي عقده مجلس الوزراء بمقره في الديوان الأميري، تحدّث عن التوجهات المستقبلية للدولة في ظل الأزمة الحالية وما بعدها. وقال تميم: "قطر بالنسبة لنا وللجميع في شهر يونيو 2017 تختلف عن قطر في السابق، فلنا تاريخ نفخر ونعتز به ولكن ما حدث في شهر يونيو 2017 قوّانا ودفعنا بالمزيد من العمل لصالح هذا الوطن".

وأكد على أهمية المرحلة القادمة وعلى أهمية الاعتماد على النفس فيها سواء من ناحية الأمن الوطني، الاقتصاد، والغذاء والدواء.
وجدد تميم استعداد دولة قطر لحل الأزمة الخليجية من خلال الحوار، مضيفاً بمكابرة وتعالي في لغة الحوار: "إذا كان هناك سعي لتحقيق اتفاق فيجب أن يشمل هذا الاتفاق جميع الأطراف دون إملاءات، ودون تدخل في السيادة الوطنية والشؤون الداخلية لأي دولة".
فبعدما أبدت الدول الأربع المقاطعة لقطر استعدادها للحوار شريطة التزام الدوحة بوقف دعم الإرهاب.. وكذا تنفيذ المطالب الثلاثة عشر.. حيث طالبت قطر، بإنهاء علاقاتها الطويلة مع جماعة الإخوان المسلمين، التي تصنفها حكومات تلك الدول "جماعة إرهابية"، وإغلاق قناة الجزيرة، وإغلاق قاعدة تركية عسكرية، وأن تساير السياسة التي تتبعها الرياض في المنطقة تجاه إيران.

لكن مع الأسف، تميم لم يغتنم الفرصة، ورد بالرفض والتعنت في موقفه، معتبراً المطالب انتهاكاً لسيادة بلاده، ليزيد الطينة "بلّة"، في مؤشر لا يبشر بالخير له ولا لبلاده في الأيام القادمة.

من قلبي: متى يستفيق تميم، ويعود لحظيرة الوطن ويرحم بلاده من الأيام السوداء القادمة؟ ومتى يرفع عصابة غطرسته من على أعينه؟

من كل قلبي: إذا حدث لقطر مكروهاً، لا قدر الله، فأوّل من سيقف إلى جوارها هما السعودية ومصر، والتي شنّت عليهما حرباً ضروس.. فالذين ضربت بهم عرض الحائط، هم فقط القادرين على حمايتها، أما إذا اعتقد تميم خطئاً أن إيران أو تركيا أو حتى الولايات المتحدة ستنفعه أوتستطيع حمايته هو وبلاده، فليعلم علم اليقين أنهم أول من سيديرون له ظهورهم.. مع الأسف، ربما تميم لن ير الحقيقة إلا إذا انقلب شعبه عليه، وفي هذا السياق، نعلم بوجود خلافات كثيرة داخل القصر، فسيأتي من بيته من يقتلعه ويحل محله لعودة قطر لأحضان العرب.
لتميم نقول: اتقي الله في نفسك وشعبك، ولا تكون السبب في هلاكهم.. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم لعلكم تعقلون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف