لاتزال تصريحات المسئولين مستمرة. والمبادرات تتوالي يومياً حول تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.. مؤخراً وقع البنك المركزي اتفاقية رعاية مع جامعة النيل مدتها 5 سنوات تحت اسم رواد النيل. تهدف إلي تنمية وتأهيل وزيادة قدرات رواد الأعمال من الشباب في المشروعات المتوسطة والصغيرة والاستفادة من نقاط التميز لدي الجامعة من خبرات علمية وبحثية. كما تتوالي تصريحات مسئولي البنوك عن تقديم الدعم لمراكز خدمات تطوير الأعمال في المناطق الجغرافية ذات الفرص الاستثمارية الواعدة في مجالات التصنيع.
والهدف من هذه المبادرات كما يؤكد المسئولون. الدفع بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة لتنمية مساهماتها في الاقتصاد الوطني ولدمج الاقتصاد غير الرسمي في منظومة الاقتصاد الرسمي.
كل هذه المبادرات مطلوبة ويحتاج إليها هذا القطاع.. ولكن يجب أن يتولي الجهاز المسئول عن تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة التنسيق بين كل هذه الأجهزة والقطاعات وبين الشباب الراغب في إقامة مشروع صغير. أو حتي متناهي الصغر.
يجب أن يكون هو الجهة الرئيسية المسئولة عن هذا القطاع. والتي يتوجه إليها الشباب مباشرة لمساعدته في بدء مشروعه.. حتي لا يتوه الشباب وسط كل هذه الأجهزة والإجراءات. ولا يعرف من أين يبدأ. وإلي أين يذهب؟!.. وأي المشروعات يمكن الدخول فيها؟!.. كل هذه الأمور يجب أن تتم داخل جهاز تنمية المشروعات ويتولي التنسيق بين الجهات الممولة والمدربة التي تمنح التراخيص.. والتي تقدم خريطة بالمشروعات التي تحتاج إليها الصناعات الكبيرة من الصناعات الصغيرة. والمكملة.. كل هذه الصور يجب أن يتولي إدارتها هذا الجهاز.
فهناك علي الجانب الآخر.. وسط كل هذه المبادرات التي انطلقت من جميع الجهات سواء البنوك أو الصناعة أو أي جهات أخري.. تنطلق صرخات الشباب وشكاواهم من البيروقراطية والفساد.. فهناك من يؤكد أن البنوك لكي تمنح التمويل تشترط أن يكون المشروع قائماً بالفعل. مما يتسبب في إحجام الشباب.. ولعدم قدرتهم علي الاقتراض.. فكيف يحصل علي قرض وهو لم يبدأ مشروعه بعد؟!.. أليس من الأفضل أن يساعد جهاز المشروعات الصغيرة هؤلاء الشباب. ويقدم الضمان لهم من أجل حصولهم علي التمويل اللازم من أجل التوسع في إقامة مشروعات تساهم في حل مشكلة البطالة؟!.. وهناك مشروعات متناهية الصغر يطالب أصحابها بالاهتمام بهم من خلال مساعدتهم في الاشتراك في المعارض سواء المحلية أو الدولية لعرض منتجاتهم وتسويقها.. أليس هذا دور جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة؟!!
كما يجب أن يتم الانتهاء من إنشاء قاعدة بيانات قوية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتوفير المعلومات المطلوب وضعها أمام مَن يضعوا السياسات. وصانعي القرار؟!!
حتي الآن الاهتمام بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة مازال محدوداً.. رغم أن هذه المشروعات تساعد في التنمية الصناعية. وتحقيق نمو اقتصادي.. كما أنها قادرة علي تشجيع الابتكار والتجديد وزيادة الإنتاج المحلي وتوفير احتياجات المصانع الكبري من الصناعات الصغيرة.