الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
مصري هزم مصر.. تصوروا..
من الذي فاز علي النادي الأهلي أول أمس وأخرجه من البطولة العربية؟؟؟؟... لا تقل لي الفريق الفيصلي "الأردني".. لا.. الذي هزم النادي الأهلي الممثل دائماً لمصر.. أقوي فرقها وأعرقها.. التي هزمتنا هي مصر.. مصر فازت علي مصر.. لماذا؟؟.. أقول لك..
حينما تولي رئاسة ومسئولية اتحاد الكرة الأردني وفي عهد المملكة الهاشمية قرر أن يبدأ صعود السلم من بداية.. التعليم يبدأ من ألف باء حتي الياء.. لا الصعود بالمصعد ولا بالمال ولا بالاحتراف.. الصعود يكون بالتدريج من فوق قاعدة عريضة ضخمة مليئة بمن هو خير من المحترفين "عبدة المال" مليئة بالاشبال الذين يحبون الكرة.. لها ثم لا لكبار السن الذين قضوا عمرهم الطويل في الملاعب.. الصعود يكون من أول سلم من أول درجة في السلم العالي جداً.. ألف ميل يبدأ بخطوة..
من هنا كان الاتفاق منذ سنوات طويلة مع المدرب الكفء الذي حاربوه في بلده محمود الجوهري.. استدعوا الجوهري في الأردن وقالوا له نريد كرة قدم عندنا..
أعطي الجوهري ظهره للإنكشارية التي في الملاعب تعمل أي حاجة!!! وبدأ يبحث عن المواهب الصغيرة.. الطفل ــ ولا أقول الشبل.. الطفل الذي يعشق الكرة هو الذي سيحمل الكئوس بعد حين.. وقد كان.. هؤلاء وغيرهم الذين فازوا علي الأهلي "رايح جاي".. هؤلاء أصحاب الضربتين في الرأس".. هؤلاء الذي نزل الأهلي في مباراة الافتتاح علي ثقة أكيدة بالفوز عليهم فلعب الأهلي باستهتار بدون مدرب الذي وضع قائمة الفريق وربما أيضاً ذكر أسماء البدلاء!!!!! بالتليفون!!!! وهو في كندا علي بعد 11 ساعة سفر بالطائرة.. هؤلاء ظنوا في نفس الوقت أنهم يلعبون ضد ريال مدريد مصر والشرق.. فكان من الطبيعي أن يفوزوا في آخر المباراة بعد أن أيقنوا أنهم من منافسيهم.
لذا.. من بداية المباراة الثانية لعب فريق الأردني بثقة.. اتضح أن المنافس ريال مدريد كوم الشقافة!!!! فأحرزوا الهدفين في الشوط الأول.. خاصة بعد أن ضرب فريق الأهلي لخمة.. ومدربه عاد من كندا بالسلامة.. حتي أحمد فتحي!!! تذكر فجأة طلعت عبدالحميد ظهير الأهلي القديم جداً الذي كان غاوي يحرز أهدافا في مرمي عبدالجليل.. لدرجة أن مصطفي حسين رسم له كاريكاتير في "المساء" وهو يحرز هدفاً.. وكتب أن طلعت ينافس علي لقب "هداف الموسم"!!!! أحمد فتحي أحيي ذكري طلعت عبدالحميد!!!!.
لم نستطع استرجاع كأس افريقيا وفرحنا بالمركز الثاني!!!!.. وفقدنا بطولة الأندية الافريقية بمختلف أنواعها وبقي أمل واحد ضعيف.. واليوم نفتقد أضعف بطولة.. بطولة أندية العرب.. لم نصل إلي المباراة النهائية ولو بفريق واحد.
يجب أن نواجه الأمور بصراحة ونحن نحاول إعادة مصر إلي عصورها الذهبية.. خاصة في الرياضة!!!.. الرياضة في مصر هرم مقلوب... نحن نهتم شعبا وحكومة.. إعلاما وأموالا.. نهتم بالرياضة المليئة بالهزائم في الملاعب والفضائح في وسائل الإعلام.. ولا نهتم بالابطال الحقيقيين أصحاب الميداليات والدعاية العالمية في كل ارجاء المعمورة.. من سمع عن السباحة التي أحرزت أول بطولة أولمبية في تاريخ مصر.. مصر التي أنجبت اسحاق حلمي أول من عبر المانش في التاريخ ولفت نظر انجلترا إلي هذه الرياضة فنظمت جريدة "الديلي ميل" بطولة عالمية كانت مصر هي البطلة دائماً.. واحد ابطالنا حسن عبدالرحيم حقق انجازا لم يحققه أحد منذ الخمسينيات حتي الآن.. وهو عبور المانش من الجهتين رايح جاي!!! ولكن سباحة الأولمبياد لم تفز في أي دورة إلا حينما بعدنا علي الاتحادات واللجنة الأولمبية!!! وهذا موضوع آخر.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف