سعيد عبدالسلام
الأهلي خرج من الباب الخلفي!!
خسارة الأهلي مرتين في أقل من عشرة أيام من فريق واحد وخروج الزمالك من الدور الأول للبطولة العربية.. مؤشر يحتاج إلي دراسة واقعية وعلمية بعيداً عن الهوي والتبريرات.. وكما قلنا مراراً أن التشخيص الصحيح يؤدي إلي نتائج إيجابية.
فمشاركة الأهلي من البداية كشفت عن اختلاف في الرؤي والأهداف بين مجلس الإدارة بقيادة محمود طاهر وبين حسام البدري المدير الفني للفريق.. فالأول قرر المشاركة في البطولة ربما لديه أبعاد لا يعرفها أحد سواه.. فيما البدري كان يفضل عدم المشاركة بسبب ظروف الموسم وازدحامه وإرهاق اللاعبين.
كل هذا جيد وجميل.. لكن عندما يتم اتخاذ قرار المشاركة يجب أن يكون الأهلي علي قدر المسئولية لأنه لا يمثل نفسه بل يمثل الكرة المصرية.. كما أن انجازاته وسمعته وقيمته في الوطن العربي لا تسمح له بالخروج المهين هكذا.
صحيح الموسم مرهق وطويل ومازال أمام الأهلي بطولتان هامتان.. كأس مصر ودوري أبطال افريقيا.. ولديه اصابات كثيرة وغيابات.. لكنها ليست مبررات تليق باسم النادي الأهلي.
فالاخطاء زادت بشكل كبير داخل القلعة الحمراء.. فمن المسئول عن الموافقة علي سفر أحمد حجازي للاحتراف في انجلترا في الوقت الذي يعاني فيه الفريق من ضعف واضح في خط الدفاع بصرف النظر عن الإصابات؟!
كما أن الأهلي لم يتعظ من الخسارة الأولي أمام الفيصلي وبدأ اللاعبون اللقاء وكأن الفوز في جيوبهم خاصة بعد فرصة الدقيقة الثالثة الأولي من عمر اللقاء.. ولعبوا بتعال وغرور كبير.. ونسوا أن كرة القدم تكره هذا الأسلوب لأنها ترفع شعار التمرد دائماً علي المغرورين والمتكاسلين!!
في الوقت الذي لعب فيه الفيصلي بروح قتالية عالية فخطف الهدف الأول برأسية رائعة في حراسة رامي ربيعة ومحمد هاني.. وحالف التوفيق فريق الفيصلي في الهدف الثاني.. ولم ينجح الأهلي في تقليص النتيجة في الشوط الأول.
وطبعا دفع البدري بقوته الضاربة في الشوط الثاني علي أمل تصحيح الأوضاع وبدأ الأهلي يسيطر علي مجريات اللعب وتضيع الفرص الواحدة تلو الأخري مع استبسال حارس ومدافعي الفيصلي وخطورة هجماتهم المرتدة.
ويمر الوقت سريعاً علي الأهلي بطيئاً علي الفيصلي ويتغاضي الحكم الموريتاني عن ركلتي جزاء صحيحتين للأهلي.. الأولي للمغربي أزارو بعدما دفعه المدافع داخل منطقة الجزاء وقت تسديده الكرة والثانية عندما لمست الكرة يد لاعب الفيصلي داخل المنطقة من الناحية اليسري..
لكنها هذه هي لعبة كرة القدم بأخطائها والتي لا تبرر أخطاء الأهلي وعدم نجاح لاعبيه في ترجمة الفرص السهلة إلي أهداف تارة بسبب التسرع والتوتر وأخري بسبب الرعونة والاستهتار.
وسبقهم في الخطأ جهاز فني لم يحسن إعداد اللاعبين نفسياً بل نقل لهم الإحساس بالثقة المفرطة والتي تحولت إلي غرور وتعال في الأداء وكان العقاب خروج الأهلي بصورة مخزية كونه يخسر مرتين من فريق واحد خلال فترة قصيرة في بطولة هي الأضعف علي مستوي البطولات التي شارك فيها.
أتمني ألا يؤثر هذا الخروج من الباب الخلفي علي المنتخب القومي أولاً ثم علي الأهلي في بقية مشواره في بطولة افريقيا للأندية الأبطال.. ولعله درس يجب أن يتعلم منه رئيس النادي ومدير الجهاز الفني واللاعبين بأن كرة القدم تعطي لمن يحترمها ويبذل قصاري جهده حتي لو كان الأقل فنياً!!
والله من وراء القصد