حاسبوا أنفسكم أولًا
الكثيرون يتساءلون ويسألون وينتقدون ويلاحظون ويدلون بأقوالهم فيما يعلمون وفيما لا يعلمون، الكثيرون يلجأون الى انتقاد السلطة.. كل سلطة وأى سلطة، فهؤلاء لا عمل لهم ولا حياة لهم إلا فى أجواء النقد، هناك أناس كثر تجدهم عقلاء يتحدثون بالمنطق وجزء من الحقيقة أثناء الحوارات الثنائية أو الخاصة بعيدا عن الأضواء، وتجد نفس هؤلاء الأشخاص فى نفس القضايا يتحدثون بلغة مختلفة ومعلومات مختلفة ولسان ونبرة مختلفة لمجرد أنهم باتوا وسط من يظنونهم جماهير أو حتى أمام الفضائيات.
الناس جبلوا على النقد لأى شىء ولكل شىء، والنَّاس جبلوا على التشكيك فى كل شىء وأى شىء، وفى نفس الوقت لا تجد أثرا لهذا النقد على أنفسهم ولا ذويهم. إننى أتابع الكثيرين وهم يسألون الرئيس عن الإنجازات وعن المشكلات.. عن الإرهاب وعن الأسعار وعن البطالة وعن وعن، لكن كل هؤلاء الذين يسألون - ولا أنزع حقهم فى السؤال - كان أولى بهم أن يسألوا أنفسهم أولا ويسائلوها، عما فعلت أيديهم وأنفسهم، هؤلاء كان أولى بهم الاهتمام بما يجب عليهم فعله أولا ثم الاتجاه والبحث عما يعمله غيرهم ثانيا، أما أن يقضى هؤلاء جل أوقاتهم فى النقد والهجوم ويتركوا أنفسهم دون مساءلة فالأمر بات لا يطاق. ولهؤلاء جميعا أقول حاسبوا أنفسكم قبل حساب غيركم وانتقدوا أنفسكم قبل انتقاد غيركم، ومن يهاجم أحدا عليه أن يراجع نفسه بوقفة أمام المرآة، ثم يحكم على نفسه بنفسه.. سيجد العجب العجاب.