الدستور
أحمد سليم
دولة ثباتها بقوة أبنائها
عندما يبدأ الطالب يومه بتحية العلم ويحضر طابورًا مدرسيًا يستمع فيه لأستاذ ينمى شعوره الوطنى ويتحرك إلى فصله الدراسى على أنغام أغنية وطنية ثم يجد داخل فصله مكتبة وكتبًا تحكى له عن بطولات أجيالٍ سابقة وتقدم له نماذج وطنية.. وعندما نتحدث عن تثبيت أركان دولة تعرضت لهزة قوية خلال سنوات مضت- فهذا لا يعنى أننا نتحدث عن دولة ضعيفة أو متهاوية الأركان أو لها أساس ضعيف..فدخول البطل الرياضى إلى صالة الألعاب الرياضية ليس تقليلا من قدراته الرياضية والصحية.. وانضمام الطالب إلى مراكز تعليمية لا يعنى ضعف مستواه التعليمى. وإنما يسعى البطل الرياضى إلى تنمية قدراته، ويسعى الطالب إلى رفع مستواه الدراسى.
أمثلة كثيرة يمكن تقديمها تعبر عن المعنى الحقيقى لدعوة الرئيس لتثبيت أركان الدولة.. نحن لا نخشى سقوط الدولة، ولكننا نسعى إلى تنمية قدراتها.. هذا ما سعى إليه الرئيس عندما نمى قدرات الدولة القتالية.. كانت لدينا جيوش وفرق عسكرية، ولكن ما المانع أن يكون لدينا أسطول بحرى شمالى، ثم يكون معه أسطول بحرى جنوبى؟!.. لدينا غواصة ما المانع أن يكون لدينا عشر غواصات؟!.. لدينا سلاح طيران متقدم، ما المانع أن يكون لدينا أحدث الطائرات من رافال أو غيرها؟!.. كنا فى المركز الثالث عشر فى ترتيب الجيوش وقفزنا إلى المركز العاشر.. كنا فى المركز العاشر كأفضل قوات بحرية أصبحنا فى المركز السادس.. هذه هى طريقة مثلى لتثبيت أركان الدولة.
أصبح لدينا أو لدى دولة مصر جيش قوى يجعل الكثير من الأعداء يفكرون جيدًا قبل محاولة الاقتراب من الدولة، وهنا أصبح لدينا ركن قوى من أركان الدولة قد تم تثبيته وتقويته.. كان لدينا جهاز أمنى تعرض لأسوأ ظروف ثم إبعاد كل الكفاءات أو أغلبها ثم حرق الأقسام وسرقة السلاح.. ثم عاد الجميع للعمل.. ثم تحديث الأسلحة والمعدات.. عاد الأفراد إلى كفاءتهم.. وعادت الأجهزة إلى الاقتراب من مستواها الأسبق.. هنا يتم تثبيت ركن آخر من أركان الدولة.. محاولة من الجميع إلى الوصول بكفاءة الشرطة إلى مستوى أعلى من السابق.. إذن تم تثبيت ركن الأمن، وهو ركن مهم من أركان الدولة القوية.. مرة أخرى نؤكد أن دعوة الرئيس لتثبيت الدولة لا تنم عن ضعف الدولة، كما يحاول البعض أن يروج، ولكنها دعوة إلى التقدم والتثبيت والتمكن من قدراتنا.
الرئيس عندما وجه وأمر بشق آلاف الكيلومترات من الطرق الجديدة، البعض تحدث عن مدى أهميتها وأنه من الأولى الاكتفاء بصيانة القديم منها مع عمل القليل من الجديد.. كان من الممكن ذلك.. ولكن الآن تستطيع أن تقطع مئات الكيلومترات من الطرق الجديدة بسهولة ويسر.. تصل إلى مكان ومن هنا ستصل التنمية إلى حلايب وشلاتين وأقصى المناطق غربًا وشرقًا، وبعد قليل ستصل المياه العذبة إلى سيناء وتفتح الأنفاق للمرور وهنا يتم تثبيت ركن آخر ومهم من الدولة، فلا معنى لدولة مركزية قوية أطرافها ضعيفة.. ومن هنا كان توجيه الرئيس لشق الطرق وبناء المدن الجديدة وعندما يكون لدينا عشرات المدن فى سيناء وعلى أطراف الحدود الغربية والجنوبية فلدينا إذن حدود قوية مؤمنة متطورة منتجة، وهنا يتم تثبيت ركن جديد من أركان الدولة.
عندما تنشئ الدولة المصانع وتستصلح المزارع فى الصحراء ليصل إليها أبناء الوطن من عمال وبناة وفلاحين فإنك تؤمن مساحات واسعة وأنت أيضا تسهم فى تثبيت الدولة.. وعندما يعود الفصل التعليمى إلى بناء فعلى لوعى الطالب ورفع انتمائه الوطنى فإننا هنا نثبت الركن الأهم فى المستقبل.. إذن الرئيس عندما نادى وطالب وأكد فى مؤتمر الشباب الأخير بالإسكندرية على الدعوة لتثبيت الدولة، كان يؤكد أن لدينا دولة تسير على الطريق الصحيح، والمطلوب هو تنمية قدراتها بتثبيت أركانها من اقتصاد وأمن وعلم وتعليم وصناعة وزراعة وجيش.. الاحتياطى الاقتصادى يعود إلى سابق عهده قبل ٢٠١١، نعم زادت الديون، ولكن ما تم هو توجيه جيد لهذه الديون ستقدم بعدها عائدا يسددها.
مع كل هذه المحاولات للدفع بالدولة كلها للأمام يجب أن يكون هناك إعلام وطنى قوى.. يعيد استخدام القوى العاملة للدولة مرة أخرى لتثبيت ركن أهم من أركان الدولة وهو قوتها الخارجية.. الإقليمية والعالمية.. الإعلام يتحمل اليوم العبء الأكبر فى زيادة وعى المواطنين ودفعهم للعمل من أجل البناء والتنمية وأيضا فى إلقاء الضوء على ما تم ويتم حتى يستطيع المواطن أن يتفهم الإجراءات الاقتصادية الصعبة.. ما أستطيع التأكيد عليه أن لدينا دولة قوية، ولكن علينا تثبيت البناء وتعليته والحفاظ عليه.. لدينا دولة غنية، ولكن علينا أن نعمل على الاستخدام الأمثل لما نملكه من ثروة طبيعية أو ثروة بشرية.. علمنا سيرتفع دائمًا ليس فقط فى طوابير الصباح، ولكن فى كل مكان فى مصر والعالم.. سيزداد تماسك الدولة وثباتها وسيرتفع دومًا علمها.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف