الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
رحم الله كرة القدم
أمس.. كتبت سر اللغز.. كيف أن مدرباً مصرياً هو الذي هزم الأهلي مرتين.. محمود الجوهري وضع أسس النهوض بلعبة كرة القدم الأردنية.. والاهتمام بالناشئين.. مع الأسف الشديد مصر هي صاحبة هذه التجربة.. كيف؟
***
عندما تم شق طريق النصر الواسع جداً كان في وسط الطريق ما كنا نسميه من زمان جداً "الجبل الأصفر".. ما هذا الجبل الأصفر؟!! هو مكان تجميع الصرف الصحي من حي العباسية كلها.. وكان مشكلة تمنع إقامة هذا الطريق.
تولت شركة المقاولون العرب المهمة الشاقة للغاية.. تحمل عثمان أحمد عثمان "المعلم الكبير" هذه المسئولية الكبري.. وبالتالي أقام فوق هذا الارتفاع الكبير أقام عثمان أحد أجمل أندية مصر نادي المقاولون الذي إذا صعدت إلي أعلي الاستاد حيث المطعم تري من زجاج كل جدرانه مصر كلها!!.. وأقام فندقاً بجوار الاستاد ولا أدري لماذا لا تقام مباريات علي هذا الاستاد المفخرة.
***
المهم.. أن عثمان أحمد عثمان قرر دخول الدوري العام بمجرد الانتهاء من بناء النادي.. فاتفق مع المرحوم فؤاد صدقي جناح الأهلي ومصر وعبدالمنعم الحاج كابتن الترسانة ووسط دفاع مصر.. اتفق معهما علي إنشاء فريق للمقاولون بشرط عدم أخذ أي لاعب من أي ناد ويكون انتماء الفريق كله للون فانلة المقاولين واقترح لوناً يجمع بين حبه للون الأصفر لون النادي الإسماعيلي حبه القديم واللون الأسود الذي يعتبر اللون الوحيد اللائق مع اللون الأصفر.
قام فؤاد صدقي وعبدالمنعم الحاج بفتح باب للأشبال بل للأطفال من سن العاشرة ــ بل ممكن من التاسعة إذا كانت ملامح الحب للعبة.. ملامح الهواية.. وبدأ الطريق.. لا أقول من الصفر.. بل من تحت الصفر واستقر المدربان الكبيران علي عدد من الأشبال الصغيرة ودخل بهم دوري المظاليم وفاز في كل المباريات وصعد خلال ثلاث سنوات.. بعد أن خاض ثلاث بطولات فاز فيها بالبطولة وصعد للدوري العام.. وكما قيل يومها إن الفريق الذي اعتاد علي الفوز في كل مباراة لا يرضي إلا بالفوز علي طول.. وقد كان.. لأول مرة في تاريخ الكرة المصرية النادي الصاعد من دوري المظاليم يفوز ببطولة الدوري العام فائزاً علي الأهلي والزمالك رايح جاي!!! ويصعد إلي بطولة أفريقيا ويفوز في كل المباريات ويحرز بطولة أفريقيا.. كل هذا في عام واحد!! ثلاث بطولات كبري غير بطولة كأس مصر والسوبر.
***
تمر السنوات.. ويمرض كابتن فؤاد صدقي ويطول زمن المرض. ويضطر نادي المقاولون للبحث عن بديل.
وتمر سنوات أخري.. ويتعافي فؤاد صدقي.. وفي أحد اجتماعات اتحاد الكرة يقترح الرجل الفاضل محمد أحمد رئيس الاتحاد إعادة تجربة المقاولون العرب وتكليف فؤاد صدقي وعبدالمنعم الحاج بتكوين فريق صغير جديد يكون فريق مصر القومي بعد عام. وأكثر.. مع مهمة تدريب الفريق الحالي خلال البحث عن الأشبال الصغار الجدد.
من سوء حظ مصر أن الفريق القومي الكبير كان يضم بعض "القبضايا" "المعلمين الكبار" الذين كانوا منذ سنوات أصغر من هؤلاء الجاري البحث عنهم وبدأت الحرب الخفية وتحمل الحركات المكشوفة المدربان صدقي والحاج.. إلي أن سافرنا إلي مدغشقر وعاصمتها "تاناناريف" لنلعب إحدي مباريات التصفيات ووصل الأمر إلي الاعتذارات واللعب باستهتار غريب.. فزنا في المباراة الأولي بالعافية بهدف مصطفي عبده وفي المباراة الثانية باستاد القاهرة احتكمنا إلي ضربات الترجيح.. وفازت مصر بعد أن ألغي الحكم الإيطالي هدفاً لمدغشقر!!.. هنا اجتمع اتحاد الكرة عقب هذه المباراة وتمت قبول استقالة الرئيسين الكبيرين فؤاد صدقي رحمه الله رحمة واسعة وعبدالمنعم الحاج التقي الورع الذي لا يفوته فرض ولا سنة.. رحم الله كرة القدم!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف