الأهرام
مرسى عطا الله
لماذا ‬غادر‭ ‬السيسى‭ ‬منصة‭ ‬3‭ ‬يوليو؟
7 ــ ‬الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الشعب‭ ‬المصري‭ ‬عندما‭ ‬انتفض‭ ‬ثائرا‭ ‬يوم‭ 30 ‬يونيو‭ 2013 ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬يسعي‭ ‬فقط‭ ‬لإزاحة‭ ‬حكم‭ ‬الجماعة،‭ ‬وإنما‭ ‬كان‭ ‬الخروج‭ ‬الكبير‭ ‬سعيا‭ ‬إلي‭ ‬استعادة‭ ‬الوطن‭ ‬وإطلاق‭ ‬آمال‭ ‬المستقبل‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬

كان‭ ‬الخروج‭ ‬الكبير‭ ‬للمصريين‭ ‬خروجا‭ ‬بالعقل‭ ‬وليس‭ ‬بالانفعال‭ ‬العاطفي‭ ‬لأن‭ ‬العقل‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬الجنوح‭ ‬والاندفاع‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬الأهداف‭ ‬والغايات‭ ‬النبيلة‭ ‬ولا‭ ‬يسمح‭ ‬للأوهام‭ ‬والخرافات‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬التغيير‭.‬

أكاد‭ ‬أجزم‭ ‬بأن‭ ‬الخروج‭ ‬الكبير‭ ‬يوم‭ 30 ‬يونيو‭ ‬كان‭ ‬يحمل‭ ‬دلالات‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأن‭ ‬الشعب‭ ‬استوعب‭ ‬دروس‭ ‬الفوضي‭ ‬التي‭ ‬غطت‭ ‬جنبات‭ ‬الوطن‭ ‬بعد‭ ‬أحداث‭ 25 ‬يناير‭ 2011 ‬وأحدثت‭ ‬زلزالا‭ ‬مدمرا‭ ‬يثير‭ ‬الرعب‭ ‬في‭ ‬النفوس‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تري‭ ‬في‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬ثروة‭ ‬ونعمة‭ ‬لا‭ ‬تضاهيها‭ ‬ثروات‭ ‬الدنيا‭ ‬كلها‭.‬

كان‭ ‬المشهد‭ ‬المضطرب‭ ‬المعبأ‭ ‬بكل‭ ‬أسباب‭ ‬الغضب‭ ‬والقلق‭ ‬يغري‭ ‬بالغرور‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ 30 ‬يونيو‭ ‬ضد‭ ‬ما‭ ‬بدا‭ ‬مخيفا‭ ‬ومرعبا‭ ‬من‭ ‬محاولات‭ ‬تغيير‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭، ‬وقتل‭ ‬روح‭ ‬الحداثة‭ ‬والارتداد‭ ‬للماضي‭!‬

والحق‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬وسع‭ ‬هذا‭ ‬الخروج‭ ‬الكبير‭ ‬بعشرات‭ ‬الملايين‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬الأثار‭ ‬الإيجابية‭ ‬المرجوة‭ ‬لولا‭ ‬أن‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬المسلحة‭ ‬بقيادة‭ ‬عبد‭‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬أسرعوا‭ ‬بقراءة‭ ‬المشهد‭ ‬بكل‭ ‬عناية‭ ‬ودقة‭ ‬وقرروا‭ ‬أن‭ ‬يتصرفوا‭ ‬بالاحتكام‭ ‬إلي‭ ‬الضمير‭ ‬الوطني‭ ‬الخالص‭ ‬فكان‭ ‬الإنذار‭ ‬الثاني‭ ‬لكافة‭ ‬القوي‭ ‬السياسية‭ ‬مقدمة‭ ‬للتحرك‭ ‬الفوري‭ ‬والعاجل‭ ‬بعد‭ ‬ظهر‭ ‬يوم‭ ‬3‭ ‬يوليو‭ 2013 ‬بقرارات‭ ‬تحمل‭ ‬اسم ‭ « قيرطلا ةطراخ » ‬وتعبر‭ ‬عن‭ ‬توافق‭ ‬كل‭ ‬ألوان‭ ‬الطيف‭ ‬السياسي‭ ‬أعلنها‭ ‬السيسي‭ ‬بنفسه‭ ‬ثم‭ ‬انصرف‭ ‬لكي‭ ‬يمارس‭ ‬دوره‭ ‬ومسئوليته‭ ‬في‭ ‬تأمين‭ ‬الوطن‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التوقيت‭ ‬الحرج‭ ‬بينما‭ ‬أصوات‭ ‬الحشود‭ ‬الموالية‭ ‬للجماعة‭ ‬في‭ ‬رابعة‭ ‬العدوية‭ ‬وعند‭ ‬تمثال‭ ‬نهضة‭ ‬مصر‭ ‬تزأر‭ ‬بالتهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬وتعلن‭ ‬العصيان‭ ‬والتمرد‭ ‬تعبيرا‭ ‬عن‭ ‬عمق‭ ‬العمي‭ ‬في‭ ‬الرؤية‭ ‬السياسية‭ ‬الصحيحة‭ ‬للجماعة‭ ‬وأنصارها‭.. ‬كانت‭ ‬أيام‭! ‬

وغدا‭ ‬نواصل‭ ‬الحديث

خير الكلام:

<< الغرور بالنصر مصيبة واليأس من الهزيمة كارثة !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف