الأخبار
عاطف زيدان
أبو عين خضراء.. وقلب أبيض
عرفته محبًا للحياة، ودودًا مبتسمًا علي الدوام. يضفي علي أي جلسة يحضرها، روح المرح والسرور. جمعتني به رحلة إلي الإسكندرية نظمتها نقابة الصحفيين، فكان بروحه الحلوة وأناقته وطلته الجميلة نجمها. يجامل هذا، ويساعد ذاك في اختيار مكان مناسب في الجلوس. وعدنا من الرحلة وقد أصبح صديقًا للجميع، حتي إن أحد الزملاء كبار السن من جريدة أخري قال لي في طريق العودة : زميلكم أبو عين خضراء، قلبه أبيض قوي. قلت له : محمد عرفة حبيب الكل. لايحمل في قلبه سوي الحب للجميع. وظل عرفة علي سجيته الحلوة طوال رحلتنا معا في الأخبار،ودودًا لطيفًا مقبلا علي الحياة. حتي داهمه مرض السكري دون سابق إنذار. ورغم المرض وتوابعه الأليمة، ظل معتزًا بنفسه، حريصًا علي القدوم إلي مكتبه دون انقطاع. ومع تدهور حالته الصحية، وضعف بصره إلي الحد الذي لم يعد معه قادرا علي تحديد هوية من يقابله إلا من نبرات صوته. لم أره الا راضيا قنوعا، مبتسما ودودا. لم يكن عرفة صحفيا عاديا. فقد كان يتميز بأسلوب صحفي فريد، كشخصيته الفريدة، يمزج فيه بين المفردات الأدبية الرفيعة، والكلمات البسيطة القريبة إلي لغة رجل الشارع. ولم يتغير قلمه، مهما تغيرت الموضوعات التي يتناولها. سواء كانت قصة إنسانية، أو تحقيقا صحفيا، أو مقالا للرأي، او حتي خبرا صحفيا عاديا. كان اسلوبه المميز، يميزه عن غيره.
كنت أحرص علي الخروج من مكتبي، كلما سمعت صوته في الطرقة، أثناء قدومه أو مغادرته مكتبه. أُسرع إليه، أصافحه وأحتضنه، وما إن يسمع صوتي إلا وأري السعادة تملأ صفحة وجهه وهو يردد : عطوف حبيبي ازيك وازي ولادك.
رحمك الله ياصديقي. فقد عشت عمرك محبًا للكل.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف