علاء عبد الهادى
إفشال الدولة في الصحف القومية !
زمان كان القضاء علي الدول يكون بالصراعات المسلحة والدخول في مواجهة عسكرية يقضي فيها طرف علي الآخر، الآن اختلف الوضع، وأصبح الإعلام هو رأس الحربة في القضاء علي الخصم، زمان أيضا كانت هناك الإذاعات الموجهة، ولكن كما يبدو من اسمها كانت نتائجها ضعيفة لأنها موجهة، الآن الوضع اختلف والرسائل الهدامة التي تقوض أركان أي دولة أصبحت تأتي من الداخل، حيث وفرت وسائل التواصل الاجتماعي منصة لكل من يريد أن يتكلم ويقول ما يعن له بداية من كيفية صناعة المكرونة بالبشاميل وانتهاء بتصنيع القنابل الفتاكة، أو حتي في ترويج الأكاذيب والدعايات المضللة التي تلبس الحق بالباطل... أمور شديدة الخطورة لا يقوم بها هواة كما قد يعتقد البعض ولكن تقوم بها أجهزة علي درجة عالية من الاحتراف.. هذه أمور أعرفها وربما تعرفها حضرتك أكثر مني.
ولكن تلاحظ أن الأمر اتخذ في مصر منحي خطيرا، وأصبح هناك من يقومون علي اشاعة روح الانهزامية والفشل في أرجاء الدولة.. وأي مشروع ناجح له عندهم » تخريجة » وقراءة أخري.. يحاولون دائما اشاعة روح اليأس والانهزامية... فهل هناك أخطر من ذلك علي أمة من الأمم ؟
فما الحل، وما دور المؤسسات الصحفية القومية لمواجهة ذلك ؟ هل يتخلي التليفزيون المصري عن رسالته في مواجهة مغول العصر الحديث ؟ وهل فقدنا كل أدواتنا وأصبحنا عجزة في مواجهة هذه الهجمة الشرسة التي نعرف فيها العدو، وندرك جيدا أهدافه ؟
أعتقد أن البداية يجب ان تكون بسرعة إصدار قانون حرية تداول المعلومات لأن الخفافيش تهرب من نور الحقيقة، مع الإسراع في تنفيذ خطط إعادة هيكلة المؤسسات القومية وتقديم الدعم اللازم لها لكي تقوم بهذه الرسالة التي لا تقل بأي حال عن دور المرابطين علي الحدود..