محمود سلطان
السياسي "الذكي" نجيب ساويرس!
نشرت جريدة "المال"، خبرًا يقول: "ساويرس رئيسًا.. حملة انتخابية يطلقها مصريون لترشيح رجل الأعمال"!
المهندس نجيب ساويرس، لم يتعامل مع الخبر ـ الذي اعتبره مفبركًا ـ بعصبية، ولكنه وظّفه بذكاء السياسي المحترف، في إبراق رسالة ذات مغزى شديد الدلالة.
"ساويرس" تخيّر تعقيبًا على الخبر، كتبه على شكل رسالة قصيرة "تويتر"، متابعٌ له اسمُه رامي نجيب، واعتبر "ساويرس" هذا التعقيب هو أفضل رد على ما وصفه بالخبر المفبرك.
التغريدة التي كتبها رامي نجيب، وراقت لـ"ساويرس"، ووصفها بأنها "أحسن تعليق على الموضوع المفبرك"، تقول بالنص: "دول أكيد رجال أعمال عايزين يخلصوا من نجيب ساويرس"!
بالتأكيد فإن رجل الأعمال والسياسي الواعد، اختار تحديدًا هذا التعليق بعناية شديدة، واختصر به كل ما يمكن أن يُقال بشأن ما استقر من قناعة بـ"عبثية" الانتخابات الرئاسية عام 2018.
شاء "ساويرس" من هذا الاختيار الدقيق، أن يقول صراحةً إن الترشح ضد السيسي، قد يكون مغامرة خطيرة، وقد تبلغ تكلفة الفاتورة، مبلغ "الخلاص" من هذا "المغامِر" الذي لم يفهم قواعد اللعب، مع القوى الاجتماعية والسياسية والأمنية، التي خرجت منتصرة بعد 30 يونيو، واستأثرت وحدها بقطف ثمار خروج ما يقرب من 30 مليون مصري، إلى الشوارع، مطالبين بانتخابات رئاسية مبكرة.
نص التعليق الذي اختاره "ساويرس"، يشير إلى أن خبر ترشحه للرئاسة، فبركه صحفي أو جريدة لصالح قوى مالية منافسة، له تريد "التخلص" منه!.. هذا هو المعنى المباشر، ولكن فحواه الحقيقي ومغزاه السياسي، أبعد بكثير، من لغته المباشرة.
التعليق اعتمده "ساويرس"، واعتبره أفضل رد، وبالتالي، فهو يعبر عن وجهة نظره الشخصية.. وإذا استبعدنا منطق المؤامرة ـ رجال أعمال يريدون التخلص منه ـ وبتشفية المعنى منها.. فلن يبقى بعدها إلا المعنى الأهم والأخطر: هو انطباع المهندس نجيب ساويرس، بأن منافسة السيسي على مقعد الرئاسة، هو قرار انتحاري، سينتهي بالتخلص من المغامر "النزق"!
ويمكننا الآن التوقف عند هذه الخلاصة، ولكن تبقى الإشارة إلى أن المهندس نجيب ساويرس تم التخلص منه فعلًا، في انقلاب حزبي، على ذات الطريقة التي تآمر بها "مبارك" على المهندس إبراهيم شكري، عام 2000، في تمثيلية الفنان الراحل حمدي أحمد الشهيرة في ذلك الوقت.
وفي ظل الأجواء الحالية، فإن التآمر على "ساويرس"، لم يكن خصمًا من رصيده الوطني، وإنما إضافة إلى هذا الرصيد.. ويبدو أنه ـ أي ساويرس ـ يحتاج إلى جهد مضاعف، ليعيد تقديم نفسه مجددًا، فهو قد تعرض لحملة تشويه عاتية من الإسلاميين الذين خرجوا من السلطة عام 2013، ثم إنه يتعرض الآن لذات الحملة من القوى المدنية المدعومة أمنيًا، والتي جاءت بعدهم عام 2014، وهي مفارقة من شأنها أن تعيد لسيرته الوطنية حقها من الاعتبار والإنصاف.