طارق مراد
هاتريك .. وداعًا محمد مجاهد الرجل والصديق
رحم الله الناقد الرياضي الكبير محمد مجاهد أحد نجوم مدرسة الصحافة الرياضية بجريدة "المساء".. الذي رحل عن عالمنا منذ ساعات قليلة عندما فاضت روحه إلي بارئها بعد صراع مع المرض لم يدم كثيرًا.. انتصر فيها المرض ليكون هناك سبب للوفاة يخفف به الله عزوجل من هول الصدمة والحزن الذي يصيب الأهل والأصدقاء لفراق الأعزاء.. فالموت هو الحقيقة الوحيدة في حياة البشر.. ويبقي وجه ربك ذي الجلال والإكرام الحي القيوم.
وبرحيل محمد مجاهد عن دنيانا فقد النقد الرياضي واحدًا من ألمع نجومه وأبرز فرسانه.. فيما فقد القسم الرياضي بالمساء أحد أركانه وأعمدته الأساسية التي ساهمت في بنائه مع بداية حقبة الثمانينيات.. وإحدي علاماته البارزة كونه كان يتمتع بالشفافية والمهنية العالية ونظافة اليد.. وشعاره دائمًا كان النقد البناء.. فلم يعرف الغرض أو الهوي في كل ما تناوله من قضايا وموضوعات وتحليلات خاصة مع معشوقته الأولي وساحرة الملايين كرة القدم التي تخصص في تغطية أخبارها وشئونها من داخل بيتها الأول الجبلاية ومرافقًا لمنتخبات مصر الوطنية وعبر الأندية الكروية الكبري داخل أرض الوطن ومرافقا لها في جولاتها الدولية والأفريقية.
محمد ماجهد هذا الناقد الرياضي العملاق كان نموذجًا يحتذي به في الإخلاص في العمل.. فالرجل أفني حياته في بلاط صاحبة الجلالة.. وكان راهبا في معبدها نشاطاً وحيوية وعملاً دؤوباً ليل نهار لا يعرف الكلل أو الملل.. كل ما يشغله أن يساهم في وضع جريدته علي القمة كما هي دائمًا بالخبر الصادق والسبق الصحفي والتحليل الموضوعي.
كان محمد مجاهد بمثابة الأخ الأكبر والصديق العزيز والزميل الأمين الذي تأمن له وتسعد بصحبته وبقصصه وحكاياته ونوادره عن ظرفاء ونجوم كرة القدم القدامي وكان هو شخصياً واحدًا من هؤلاء الظرفاء حيث بدأ مشواره في صاحبة الجلالة منذ حقبة السبعينيات بعد أنهي رحلته مبكرًا مع كرة القدم كلاعب بفرق الناشئين بنادي الترسانة العريق وقد رافقته في تغطية العديد من الأحداث الرياضية الهامة بنادي الزمالك أوائل الثمانينيات وفي مقدمتها الانتخابات التي تفوق فيها حسن عامر علي حلمي زامورا وأيضًا مشاركته في تغطية الانتخابات بالقلعة البيضاء للبطولات والتي اسفرت عن فوز المهندس حسن أبوالفتوح علي حسن عامر رحم الله الجميع.. بل وتزاملنا معا في العمل بمجلة نادي الزمالك آنذاك.. فكان نعم الصديق والأخ.. والذي يحمل دائمًا بين ضلوعه قلباً ابيض ووجها بشوشا مشرقًا لا يعرف سوي الابتسامة حتي في أصعب المواقف ولا يتواني لحظة عن خدمة أي زميل وتقديم النصيحة الخالصة لوجه الله تعالي فظل دائمًا الصديق الوفي الذي يحبه الجميع.. وربطته مع نجوم الرياضة ومسئوليها علاقة وطيدة عنوانها الاحترام والثقة المتبادلة نتيجة لدماثة خلقه وتاريخه الناصع في عمله بمجال النقد الرياضي.
ولذلك كان من الطبيعي أن يتسابق الجميع من أبناء المنظومة الرياضية والنقد الرياضي لوداع محمد مجاهد لمثواه الأخير من مسجد النور بالعباسية هذا الحي الذي نشأ فيه وكان واحداً من مشاهيره وتقديم واجب العزاء يتقدمهم قيادات مؤسسة دار التحرير التي أفني فيها عمره ونجوم الرياضة خاصة من أبناء نادي الترسانة وعلي رأسهم المهندس أحمد جبر رئيس النادي ونجوم الترسانة ومنتخب مصر مصطفي رياض ومحمد أبوالعز وشاكر عبدالفتاح والحكم سمير عثمان.. فالكل يبكي رحيله وفراقه.. لأنه كان رجلا بمعني الكلمة لا يعرف التآمر أو التلون يوما ما.