يطول فيه النهار ويقصر الليل. ويشتد الحر وينكمش الظل. ويميل البعض إلي الخمول والكسل.
ونقلت الكتب ما قيل عنه من قول ومثل.
واحة الفقراء.. ونزهة الأغنياء.. ومجلس السمر.. وجمال البحر.. وصفاء السماء.
ولا بأس أن نمر علي برده الذي تفوق علي السيف. والآية الكريمة التي حملت اسم آية الصيف.
بدأ هادئاً كأنه حمل وديع. وسرعان ما ظهر علي حقيقته. بموجات حارة متلاحقة. تخرج الحليم عن صوابه. والبعض من ثيابه.
بدأ الأربعاد 21/6/2017. وينتهي الجمعة 22/9 في نصف الكرة الأرضية الشمالي. ويقابله الشتاء في النصف الجنوبي.
ثالث الفصول الأربعة. بعد الشتاء والربيع وقبل الخريف.
تسقط أمطار الصيف في بعض الأماكن. منها هضبة الحبشة. وتمثل 80% من فيضان النيل. والباقي يأتي من البحيرات الاستوائية.
قسَّم قدماء المصريين السنة إلي ثلاثة فصول: الفيضان "آخت". والبذر "برت" والحصاد "شمو". والأخير هو فصل الصيف. يأتي بعد الشتاء والربيع.
وصيَّف القوم: حل عليهم الصيف. أو سافروا إلي الشواطئ خلاله.
وكبش أصوف: كثير الصوف. والشاة: صوفاء.
وصاف وجهه عن فلان: أعرض عنه.
وصاف السهم: أخطأ الهدف.
ورد ذكر الصيف في الذكر الحكيم في سورة قريش. في فضل الله علي أهل مكة. أن يسَّر لهم رحلتي الصيف إلي الشام. والشتاء إلي اليمن. فعادوا منهما بالخير الوفير.
ومن أمثال العرب:
ــ سحابة صيف. عن قليل تنقشع.
ويضرب في المشاكل قريبة الحل. مثل سُحُب الصيف الخفيفة.
ــ صاف الزمان أو شتا: في استواء الأحوال واللامبالاة.
يقول أبوالعلا المصري:
وشبيه صوت النعي إذا قيس بصوت البشير في كل ناد.
والنعي: حامل نبأ الوفاة.. والبشير حامل نبأ الميلاد.
وقيل إن امرأة طلبت الطلاق من زوجها الشيخ الثري. لتتزوج من شاب وسيم.
وفي الصيف احتاجت إلي اللبن. ولم يكن موجوداً إلا عند طليقها. فذهبت تطلبه منه. فقال لها:
ــ الصيف ضيعت اللبن.. فصار القول مثلاً.
وفي الحديث الشريف عن النبي "صلي الله عليه وسلم": "حر الصيف من فيح جهنم" والفيح: الحر الشديد.
ويقول الريفي: حصيرة الصيف واسعة.. لا تحتاج إلي فراش أو غطاء.
ومن الأمثال:
ــ من لم يجتهد في الصيف. فرغت أوانيه في الشتاء.
وحلم ليلة منتصف صيف.. مسرحية كوميدية للشاعر الإنجليزي ويليام شكسبير. كتبها عام 1594 - .1595
ويحذر أهل الخبرة من برد الصيف. ويقولون إنه أمضي من السيف. يحطم العظام والأعصاب.
كان أبوبكر الصديق وابنته أم المؤمنين عائشة.. رضي الله عنهما.. يصومان في الأيام الحارة.
وكذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب. الذي كان يوصي ابنه عبدالله بالصيام في هذه الأيام.. رضي الله عنهما.
سئل النبي "صلي الله عليه وسلم" عن معني الكلالة؟!.. فقال: "ألا تكفيكم آية الصيف".. وهي الآية الأخيرة من سورة النساء "176" لأنها نزلت في الصيف. ونزلت الآية "12" في الشتاء. وردت فيهما كلمة الكلالة.. وتعني وفاة الإنسان دون والد أو ولد. ويرثه أقاربه.
ومما قيل في الصيف: "أنه خفيف المؤنة. جليل المعونة. كثير النفع. قليل الضر. وهو أم الحب والرياحين. ونبات البساتين. وواحة الفقراء. وستر الضعفاء. والعون علي عبادة رب العالمين.
يقول الشاعر:
يتمني المرء في الصيف الشتاء
فإذا جاء الشتاء أنكره
فهو لا يرضي بحال واحد.
"قُتل الإنسان ما أكفره"
ويقول مأمون الشناوي في أغنية الربيع لفريد الأطرش:
لمين بتضحك يا صيف لياليك وأيامك
كان لي في عهدك حبيب عاهدني قدامك
.. وكل عام وأنتم بخير.