كيف سنختار الرئيس القادم؟، وما هي حيثيات ومبررات الاختيار؟، هل سنختاره اعتمادا على البرنامج أم الأيديولوجيا أم الشعبية؟
هذا السؤال طرح علينا من قبل ثلاث مرات، الأولى اخترنا فيها بين الرئيس مبارك وبعض منافسيه على الورق، والمرة الثانية بعد ثورة 25 يناير واخترنا فيها بين الرئيس مرسى وبعض منافسيه، وفى المرة الثالثة اخترنا بين الرئيس السيسى وبعض منافسيه.
فى العام القادم سيطرح السؤال علينا للمرة الرابعة، وستكون مدة الإجابة دقيقة أو دقيقتين، وسيأتى السؤال بالنظام الأمريكي: علم صح على أحدهم، أو ضع خطًا تحت الاسم الذي تراه مناسباً.
إذا كنت من الشخصيات التى لم تحسم قرارها بعد، وإذا كنت من الشخصيات المترددة، وإذا كنت تجهل تاريخ الشخصيات المرشحة، ننصحك أن تستعين بمن يساعدك على الاختيار، بمعنى آخر يعلمك كيف تختار رئيسا للبلاد؟، أو يرشدك إلى أفضل السبل لاختيار رئيس الجمهورية؟، ونصيحة أخيرة لا تجعل الصديق يختار لك، ولا تجعله يلقنك أجندته المنحازة لأحدهم، تمسك بأن يعلمك كيف تختار؟.
وقبل أن نرشدك لأفضل الطرق لاختيار رئيس الجمهورية، عليك أولًا أن تجيب على الأسئلة التالية: لماذا قامت الثورة؟، وما هي أهداف الثورة؟، وهل الرئيس المفترض اختياره سوف نختاره لكى ينفذ أهداف الثورة أم لكي ينقذ البلاد من أزمتها الاقتصادية؟، هل سنختاره لكى يستدعى شخصيات ما قبل الثورة؟، هل سنختاره لكى يعيدنا لما قبل 25 يناير؟، هل سنختاره لكى يكمم الأفواه ويغلق الصحف والمواقع الخبرية والفضائيات؟، هل سنختاره لكى يحقق مطالب الثورة أم لكى ينفذ برنامجه الانتخابى؟، وهل برنامجه يتوافق ومبادئ الثورة؟، وهل الرئيس الذي سنختاره سوف يعمل بالديمقراطية والتعددية؟، ما هي الضمانات التي تثبت أنه لن يكون ديكتاتورًا؟.
لا أخفي عليكم الأسئلة والمخاوف كثيرة وصعبة، لكنها فى النهاية ترشدنا إلى السؤال الصعب: لماذا نريد رئيسا الجمهورية؟، وما هى أهم مواصفاته؟، وما هو برنامجه لانتشال البلاد من عثرتها وكبوتها؟، هل سنختار أحدهم لأننا نعرفه؟، هل سنختاره لأن وسائل الإعلام تلح عليه؟. هل سنختاره لأن معاونيه يشوهون منافسيه؟، ما الذى تريده من رئيس الجمهورية؟.