لكى تفهم حقيقة الجهاد فى الإسلام.. من الخطأ أن تأخذ آية واحدة من القرآن فى موضوع الجهاد من غير أن تجمع وتفهم باقى الآيات المتعلقة بنفس الموضوع وتقرأها جميعها مع بعض.
لماذا هذا الكلام؟، لأن هناك أناسًا سمعت الآية التى تقول: «فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم»، والآية التى تقول: «فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب» ففهموا أنهم لا بد أن يقتلوا غير المسلمين الذين اختلفوا معهم أو حتى ظلموهم. لكن الصحيح أنك تجمع كل الآيات المتعلقة بموضوع الجهاد لتخرج بجملة مفيدة متكاملة بشكل معتدل وسطى بلا تطرف.
تعالوا نجمع آيات الجهاد ونفهمها صح.. الجهاد يمر فى الإسلام بخمس مراحل:
المرحلة الأولى: يقول الله تعالى: «وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين» فوضع قيدًا شديدًا على القتال، وهو الاعتداء فإذا بدأت أنت بالقتال صرت معتديًا ويغضب عليك الله.. فالقتال فى الإسلام لرد الاعتداء.
المرحلة الثانية: أنك لا تعتدى إلا على ذات من اعتدى عليك، يقول الله: «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم»، فـ«اعتدوا عليه» عائدة على ذات المعتدى وليس غيره، فإذا قتلت إنسانًا أعزل أو بريئًا أو ليس له علاقة يكون دمه فى رقبتك يوم القيامة، ويغضب عليك الله.
المرحلة الثالثة: إذا حدث الاعتداء وعرفت من المعتدى فلا بد أولًا من هذه الآية: «يا أيها الذين آمنوا ادخلوا فى السلم كافة»، ابحث عن رد الحقوق بالوسائل السلمية.. لأن السلم فى الإسلام هو الأصل والحرب هى الاستثناء.. لأن معنى الآية: اطرق كل أبواب السلام واغلق كل أبواب الصراع.
المرحلة الرابعة: فإذا فشلت كل طرق السلام ولا حل إلا الحرب.. فالجهاد يكون بمعركة عادلة بين جيشين لدولتين وليس للأفراد وإلا تحدث فوضى، وكل إنسان يفسد كما يشاء، يقول الله تعالى: «ولا تعثوا فى الأرض مفسدين».. وعند هذه المعركة العادلة تأتى آيات القتال الأولى.
المرحلة الخامسة: الجهاد فى الإسلام أكبر وأعم من مجرد القتال.. الجهاد بذل الجهد من أجل إصلاح الأرض.. نحن نحتاج الآن إلى الجهاد البنائى، نبنى ونعمر وننجح لنعيش حياة كريمة.
اجمع آيات الجهاد فى ٥ مراحل لتعرف أن الإسلام دين الرحمة والسلام، والجهاد لرد الاعتداء وفق قانون محكم عادل.