سعاد طنطاوى
التلاوى وفايزة وصافيناز محاربات فى محراب الاعلام
الهيئة العامة للاستعلامات مؤسسة اعلامية لها دور حساس وخطير. منذ انشائها عام 1954 وهى تعمل كجهاز إعلام رسمى للدولة تتحدث بأسمها وتتابع اخبارها فى الخارج وتعمل على توضيح صورة مصر أمام العالم ظلت سنوات طويلة تؤدى دورها على أكمل وجه من خلال مكاتبها الخارجية ومراكز نيلها وإعلامها الداخلية المنتشرة بمحافظات مصر ، إلى أن أصابها داء الشيخوخة والعجز والترهل الادارى وحلت عليها لعنة الفساد مثلها مثل باقى مؤسسات الدولة فى العشر سنوات الاخيرة قبل قيام ثورة يناير 2011 بسبب عدم حسن اختيار قياداتها الذين هبطوا عليها ببراشوت وكأنها محطة ترانزيت حتى تتيح لهم فرصة أفضل فى أى دولة اجنبية .
وأكدت الاحداث التى تعاقبت على البلاد بعد الثورة مدى فشل الهيئة من خلال مكاتبها الاعلامية الخارجية فى توضيح صورة مصر امام العالم خاصة بعد ثورة 30 يونية 2014 فصب الكل جام غضبه عليها لدرجة علت فيها أصوات تنادى بإلغائها ، الا ان هذه الهيئة رغم ما مرت به من ظروف قاسية تترنح فيها كالسفينة التائهة فى مهب الريح تتلاطمها الامواج وتكاد تغرقها، كان ابنائها المخلصون الذين يعملون فى مراكز نيلها وإعلامها الداخلية طوق نجاة لها ولم يعروا اهتماما لما يوجه لهم من انتقادات عن سوء أداء الهيئة رغم انهم إعلام داخلى ! فكانوا يعملون فى صمت واستبسلوا فى خوض المعركة بالعمل لا بالقول من خلال ما ينفذونه من أنشطة إعلامية تخدم قضايا المجتمع ، ولا أحد يدرى بهم ، فهم جنود مجهولون ،
و رغم ضعف الموارد والامكانات المتاحة لهم والتى كان قيادات الهيئة يتجاهلون فيها مطالبهم ولا يستجيبون لنداءتهم فى التطوير فكانوا يغزلون فيها برجل "حمار" ماضين فى طريقهم يؤدون عملهم كالجندى فى ميدان المعركة . ويحضرنى هنا عديد من هذه الجنود الاعلامية المحترمة منها من أدى رسالته فى الهيئة كالسيدة أمينة التلاوى مديرة مركز النيل للاعلام بشبين الكوم والسيدة فايزة رزق مدير عام اعلام وسط الدلتا ، وقبلهم المحترم رشدى عبد العال الذى دفع خروجه من الخدمة ثمنا لعمله الشريف ايام السفير ايمن القفاص ومنهم لا يزال فى الخدمة كالسيدة الجليلة مرفت الخولى مديرة مجمع اعلام بور سعيد و الاستاذ محمد غلاب مدير مركز النيل للاعلام بالمنيا والفاضلة مرفت الخولى التى كانت مديرة مركز نيل الاسكندرية وكثيرات من ابناء الهيئة الا أن هناك نماذج من نوع خاص من ابناء الهيئة ، محاربات فى محراب الاعلام ، تمشى على خطة الهيئة وفى نفس الوقت تكيّفها بما يتلائم مع طبيعة المجتمع الذى تنفذ فيه انشطته ويتبلور أمامى نموذجان ناجحان من ابناء الهيئة هنا فى مجال الاعلام الداخلى السيدة أمينة التلاوى التى تبنت ملف سرقة أثار قويسنا طيلة عملها بالهيئة ووجدت من قيادت الهيئة وقتها أذن من طين والثانية من عجين ، لدرجة كادت أن تدفع فيها حياتها ، واتمنى ان يطّلع عليه المسئولون فى الدولة إذا كان هناك نية فى الاصلاح .
أما النموذج الثانى فهو للشابة الاعلامية القديرة صافيناز أنور ، مديرة مركز النيل للاعلام بمطروح ، شعلة نشاط وحيوية ، مخلصة فى عملها من منطلق القضية التى تتبناها والتى تؤرق المجتمع الذى تعمل فيه . أنه ملف " الالغام " فى مطروح ،
تلك المشكلة الخطيرة التى تؤرق الدولة منذ الحرب العالمية الثانية و تشكل خطرا شديدا على سكان الصحراء الغربية من مواطني مطروح وتنتشر في مناطق متعددة بالمحافظة وتتركز في مدينة العلمين خاصة مع عوامل التعرية التي تجعل الألغام قريبة من سطح الأرض فتكون سهلة الانفجار
ووفقا للمعلومات عددها نحو 17,5 مليون لغم منتشرة علي مساحة 650ألف فدان، وتتميز هذه المناطق بوجود ثروات معدنية منها البترول 4,8 مليار برميل و الغاز الطبيعي 13,4 تريليون قدم مكعب و3 ملايين فدان من الأراضي الصالحة للزراعة والرعي وهذه الثروات يمكن أن تساهم في حل مشاكل مصر الاقتصادية وتمثل 19 % من جملة الألغام الأرضية في العالم ، وخلفت ورائها حوالي 8313 حالة إصابة .
أرقام كارثية فى هذا الملف الذى لم يحظ بالجهد الدبلوماسى المناسب لمحاولة حل القضية لحماية أرواح أهل مطروح الا ان الحقيقة كان للاستعلامات هنا دورا بارزا من منطلق ما لايدرك كله لايترك كله فركزت الاعلامية صافيناز أنور كونها مديرة مركز النيل للاعلام بمطروح على توعية أهل مطروح بمخاطر الالغام وأنواعها وكيفيه تفاديها كخطوة استباقية حتى وصل عددهم إلى حوالى 5 ألاف من طلاب مدارس وسيدات وشباب ومزارعين وبدو ولان الاستثمار الحقيقى يكون فى البشر ومعظم أهالى مطروح مصابى ألغام ، إما ببتر فى الساق أو القدم أو الاذن أو فقأ فى العين ، تمكن مركز نيل مطروح التابع للاستعلامات بالتعاون الأمانة التنفيذية لإزالة الألغام التابعة لوزارة التعاون الدولى ومحافظة مطروح ومؤسسة هانس زايدل الالمانية وجمعية " ضحايا الألغام للتنمية الاقتصادية و الاجتماعية " بمطروح وبتمويل من الاتحاد الاوروبى من عمل برامج مساعدة للمصابين وأسر الضحايا بتحديد احتاجاتهم والتواصل الدائم معهم ورعايتهم طبيا ونفسيا وتأهيلهم بدنيا واعادة دمجهم اجتماعيا واقتصاديا فى المجتمع من خلال مشروعات صغيرة ، بتعويضهم بأطراف صناعية كان للمجتمع المدنى فيها دور رئيسى كجمعية " الناجين من الالغام " " وجمعية الاورمان " و مؤسسة " ساعد " وجامعة القاهرة وتخطت ذلك بتدريبهم على الصيانة البسيطة و المتقدمة للأجهزة التعويضية لإتاحة فرص عمل لهم
إنجاز يحسب للزميلة الاعلامية صافيناز ويوجد مثلها كثيرون من ابناء الهيئة المخلصين الذين لهم منا كل الاحترام والتقدير .