أتمنى الا يقتصر لقاء المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة اليوم مع منتخب الصم الذى رفع رءوسنا فى الاوليمبيادعلى كلمات الترحيب والاشادة وزجاجات المياه الغازية وقطع الجاتوة ،بل يجب ان يكون اللقاء مثمرا يضع حدا فاصلا فى المعاملة غير الطيبة التى يتم التعامل بها مع لاعبى المنتخبات غير الجماهيرية ..فالانجاز الذى حققه منتخب الصم فى أوليمبياد تركيا الذى اقيم مؤخرا وحصل فيها المنتخب المصرى على المركز الثالث يعد انجازا غير مسبوق ويقترب من درجة الاعجاز فى ظل عدم وجود اى أمكانيات تذكر للمنتخب الذى يضم عددا كبيرا من المواهب التى لديها القدرة على اللعب للاندية الكبرى مع الاصحاء.
وبعد ان شاهدت وسمعت بنفسى هؤلاء الابطال وهم يتحدثون خلال الندوة التى عقدها وأدارها باقتدار الزميل محمود صبرى رئيس القسم الرياضى بالاهرام لم اصدق ما سمعت من ان احسن لاعب فى العالم يتقاضى 900 جنيه شهريا ينفق منها على نفسه وعلى عائلتة بينما لاعب الدورى الممتاز الذى يجلس على مقاعد البدلاء يتقاضى الملايين..ولم تقتصر المشكلة المادية عند احسن لاعب فى العالم ولكنها مشكلة عانى منها كل اعضاء المنتخب الذين يتمنون ان يعيشوا حياة كريمة بدلا من ان يعمل واحد منهم عامل نظافة ب300 جنيه فى الشهر يتم خصم خمسين جنيها منهما مقابل الاجازات فى الاعياد والمناسبات والاخر عامل فى مصنع حلويات واخر كل طموحه ان يكون لديه كشك سجاير يعيش من خلاله حياة كريمة هو وأسرته.
واذا كانت امكانيات الدولة ضعيفة كما هو معروف فى ظل ارتفاع الدولار فلا يجب ان يتخلى القطاع الخاص عن دوره المجتمعى فى البناء والتنمية خاصة مع هؤلاء الكادحين من منطلق اننا جميعا يكمل بعضنا بعضا..وقد حانت اللحظة الحاسمة التى يقوم فيها كل فرد بدوره.
لذلك ادعو كل أخوتى وزملائى فى الاعلام الرياضى للوقوف خلف هذه المواهب المتألقة التى تستحق كل ما هو طيب وجميل.
واذا كانت مبادرة الاهرام ورئيس تحريرها الاستاذ علاء ثابت باستضافتها وإلقاء الضوء عليهم هى البداية فإننى اتمنى تعميم هذه المبادرة مع هؤلاء الابطال الذين رفعوا رءوسنا عاليا بفضل القدرات التى وهبها الله لهم.