سعيد السبكى
يقتلون باسم الشريعة فى اسرائيل ؟!
جنود جيش الدفاع الإسرائيلى مُطالبون بقتل أطفال الفلسطينيين ، اقتلوا . . لن يمسكم ضرر ، بثلاث رصاصات ، ومن مسافة قصيرة – ضباطكم معكم ، لا تظنوا ان ذلك يتناقض مع الشريعة : أطلقوا النار بقصد القتل ، لا تعتقلوا ، لا تجرحوا ، أقتلوا ، هذا هو المعنى الجديد للأمر الأسطورى الذى يسمعه جنود الإحتلال ، من قادة وأتباع الصهيونية واليمين المتطرف فى اسرائيل .
لا أنكر اننا فى الصغر تعلمنا ثقافة عن صورة نمطية غير أخلاقية لليهودى ، لم تكن الصورة الذهنية دائماً عادلة ، لأن اليهود أهل كتاب وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى ان نتبع العدل والإحسان معهم ، وكان ومازال صعب جداً التفرقة بينهم ، حيث ان الاحتلال للأراضى الفلسطينية هو الذى يسمى نفسه بـ ( الدولة اليهودية – الدولة العبرية ) ومعظم جنود جيش الدفاع الإسرائيلى هم من اليهود ، والأقلية ان كانت من أديان أخرى فهى تنفذ أوامر القيادات .
وحينما تقدم بنا العمر وزادت فرص الثقافة والعلم أصبحت مساحة المعرفة كبيرة ، وسمحت لنا " نسبياً " ان نفرق بين الصهيونية واليمين المُتطرف الاسرائيلى وما بينهما من مختلف " التوجهات السياسية والدينية " التى تخدم وتؤيد العُنف وإحتلال أراضى الفلسطينيين بقوة السلاح ، وكذلك التعرف على قلة من المعتدلين من جبهات وحركات ترفض كافة صور العُنف وتدعو للتعايش السلمى بين كافة الشرائح الإجتماعية فى فلسطين .
من بين هؤلاء الصحفى الإسرائيلى "جدعون ليفى" الذى كتب فى صحيفة هاآرتس مقالة تحت عنوان : " اتبعونى إلى القتل " يقول فيها : " جنود جيش الدفاع الإسرائيلى مُطالبون بقتل أطفال الفلسطينيين ، اقتلوا . . لن يمسكم ضرر ، بثلاث رصاصات ، ومن مسافة قصيرة – ضباطكم ومعهم " يئير لبيد " سيصفقون لكم - يئير لبيد هو إعلامي صهيوني مؤسس ورئيس حزب يهودي باسم "هناك مُستقبل" – اطلقوا النار على راشقى الحجارة ، بلا خوف ، أطلقوا النار عل كل مشبوه ، شؤيطة أن يكون فلسطينياً .
لا تظنوا ان ذلك يتناقض مع الشريعة : أطلقوا النار بقصد القتل ، لا تعتقلوا ، لا تجرحوا ، أقتلوا . المعنى الجديد للأمر الأسطورى : " اتبعونى " هو للقتل ، هذا وسام الشجاعة فى جيش الدفاع الإسرائيلى لسنة 2016 ، تُنسق تعليمات إطلق النار وفقا لـ : ما يسمح لقائد كتيبة بنيامين يسمح لكل جمدى ، قائد الكتيبة مثل أعلى ، وبموجب ذلك يطلق سراحه فوراً ، حتى لو لم يكن مُمكناً ، بعد قرار النائب العسكرى الأول " شاؤول أفيك " بإغلاق ملفات آلاف التحقيقات .
ان جيش الدفاع الإسرائيلى يُصدر بلا خجل تصاريح بالقتل ، بتوقيع النيابة العسكرية العامة ، لم يعد ثمة حاجة الى التلاعب فى الإجراءات القضائية السخيفة ، فقائد الكتيبة يقوم بالقتل مثل الجندى ، ثم يعلن أنه بريئ ، ما يُسمح لكبير الآلهة يُسمح للثور الصغير .
رشقت سيارة جيب كان يستقلها قائد كتيبة عسكرية ، فالتهبت أعصاب القائد الذى خرج من سيارته وطارد الفتى الذى شك أنه كسر زجاج السيارة ، أطلق عليه ثلاث رصاصات وهو يهرب من مسافة سبعة الى ثمانية أمتار ، كل الرصاص فى نصف جسده العلوى ، وقع الفتى صريعاً يتخبط فى دماءه . وللحديث بقية .