الوفد
م. حسين منصور
المعالجات البغيضة فى أزمة انقطاع التيار ومهندسى المطار
تسبب انقطاع التيار الكهربائى عن مبنى الركاب «3» بمطار القاهرة، وكذا توقف المولدات الاحتياطية فى ارتباك الحركة الجوية بالمبنى وتأخر إقلاع نحو 12 طائرة وذلك يوم الجمعة 28/7.
< وقد قامت النيابة بالاستماع لأقوال 17 مسئولا بمطار القاهرة منهم رئيس هيئة ميناء القاهرة الجوى، وعدد من مهندسى التشغيل والصيانة، واستدعت كبار المسئولين بشركة كهرباء شمال القاهرة.. وشكل وزير الطيران لجنة وجهت اتهامات الإهمال الجسيم لخمسة مهندسين وفنيين آخرين لتسببهم فى أضرار جسيمة.
< وقد تم فى كل هذا السياق الانفراد بصغار المهندسين وغيابهم عن ذويهم وأسرهم يوم الأحد 30/7 حتى عرفوا من وسائل الاعلام أنه قد تم نقل المهندسين المحقق معهم إلى سجن النهضة بمدينة السلام.
< وقد تلاحظ اتخاذ الإجراءات العنيفة معهم فى أعقاب أحاديث إعلامية فى الفضائيات حول شبهات سياسية على خلفية الحدث فى استباق للتحقيقات الفنية الكاشفة للحقيقة.
< وقد نشرت العديد من الجرائد حقيقة الخلاف حول وجود مطالبات فنية من مهندسي مبنى 3 بالشكوى إلى رئيس مطار القاهرة وأيضًا لرئيس الشركة القابضة للمطارات بسبب قلة أعدادهم وضرورة دعمهم بأعداد أخرى.
< لم يستجب المسئولون للشكوى المقدمة لهم بل فوجئ العاملون بالمبنى «3» بنقل مهندسين وفنيين من مطار «3» إلى مطار «2» الجديد مما عمق آثار وأضرار الشكوى المقدمة بقلة أعداد العاملين..!!
< لم تقف الأمور عند هذا الحد فقد تقدم أكثر من 40 قيادة من العاملين بشركة الميناء بطلب جماعى لنقلهم إلى إدارات أخرى لسوء معاملة رئيس القطاع الهندسي محذرين من وقوع كارثة بالمطار بشكل رسمى ولم يستجب رئيس الشركة لمطالبهم.
< نقابة المهندسين استنكرت طريقة إلقاء القبض على السادة المهندسين المتهمين وطريقة إلقاء الاتهامات الجزافية المختلطة بالسياسة، وأكدت احترام القانون وضرورة استقصاء الحقيقة الكاملة بالطرق الفنية القانونية، حتى يمكن إجلاء الحقيقة الكاملة وتوجيه الاتهام طبقًا لحقيقة ما حدث.
< وقد التقى المهندس طارق النبراوى نقيب المهندسين وهيئة مكتب النقابة ولجنة الدعم القانونى بالنقابة بأسر السادة المهندسين المحتجزين الذين أبدوا انزعاجهم البالغ من طريقة القبض على ذويهم بشكل عشوائى دون سند من تحقيق إدارى أو فنى رغم وجود العشرات من المخاطبات الرسمية التى أرسلوها للمسئولين والتى لم تجد آذانًا صاغية.
< فى قضية انقطاع التيار الكهربائى عن مبنى ماسبيرو فى مايو 2015 تكاد تكون نفس المشاهد متكررة وعدم عمل المولدات الاحتياطية وشكاوى ضعف الامكانيات وعدم التجديد وتجاهل المطالبات المستمرة.. وقد شكل رئيس الوزراء محلب فى ذلك الوقت لجنة فنية برئاسة وكيل نقابة المهندسين وخبراء من الجامعة ووزارات الاتصال والكهرباء والداخلية لتقديم دراسة وافية للأزمة.. وتلك تجربة مشابهة ولكننا لا نتعلم ونتجاهل كل ما يمر بنا.
< وعليه فقد كان طبيعيًا أن تطالب نقابة المهندسين، بتشكيل لجنة فنية متخصصة لدراسة الأمر ووضع الآليات التى تكفل عدم تكرار تلك الكارثة وأيضًا مطالبة النائب العام بالاستماع للأهالى برؤية ذويهم والاطلاع على أوراق القضية.
< ليس مفهومًا أبدًا أن تستمر الممارسات السلطوية فى إخفاء الحقيقة، وعدم تحرى الدقة والتنكيل بالصغار، وذلك فى أعقاب سنوات من التغيير والاحتجاج والثورة، لأجل أن تكون العدالة والمساواة حقا لكل أبناء الوطن.. وأن تكون الأضواء كاشفة للحقيقة دون تمييز بعيدًا عن العتمة والاستقواء.. حفظ الله مصر وشعبها..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف