فيتو
احمد ابو ليلة
«جنى» تلعب في الجنة رغم أنف الجميع
"جنى" تلعب في الجنة بعد أن خسرت معركتها مع السرطان وتخاذل الجميع عن نصرتها، إلا والدتها ووالدها اللذين تركتهما غارقين في بحر أحزان لن تخرجهما منه كلمات عزاء باردة بلا معنى، وإن كان عزاؤهما أنها تلعب الآن في الجنة.

"جنى" تلعب في الجنة وقد أبدلها الله شعرًا خيرا من شعرها الذي سقط من آثار الكيماوي، وزالت آثار الجروح من رأسها، وعاد لعينيها بريقهما، ولوجهها نضارته، وثغرها سيظل دومًا مبتسمًا، وجسدها ليس به أي ألم.

"جنى" تلعب في الجنة وتركت وراءها صورها أثناء مرضها تستصرخ من كان له قلب أن يهب لنجدة من سقط أسيرًا في قبضة الفقر والمرض قبل أن تغتاله بروتوكولات الأكابر.

"جنى" تلعب في الجنة رغم أنف مسئولي مستشفى 57357، ومن رحمة الله أن الطفلة لن تجد هناك من يطالب بتأجيل نعيمها لأن رب العالمين سهل خروج روحها من جسدها ولن يوقفها أحد في حر الشمس أمام أبواب الفردوس الأعلى.

"جنى" تلعب في الجنة ولن يسأل أحمق كيف تنعم وهي لم تعانِ سكرات الموت؟! ويعتبر ذلك مخالفًا لأي قانون أو قاعدة أو «بروتوكول» كما ينطقها الأكابر.. الحمد لله.

"جنى" تلعب في الجنة لأن النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم قال: «بينا أنا نائم أتاني رجلان فأخذا بضبعي، فأتيا بي جبلًا وعرًا، فقالا: اصعد، فقلت: إني لا أطيقه، فقالا: إنا سنسهله لك، فصعدت، ثم انطلق بي، فإذا بغلمان يلعبون بين نهرين، قلت: من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذراري المؤمنين» إلا إذا كان هناك من يكذب النبي.

"جنى" تلعب في الجنة وستأخذ بيد والدها أيضا إلى الجنة فبعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمع الصادق المصدوق يقول: «يقال للولدان يوم القيامة: ادخلوا الجنة، فيقولون: يا رب حتى يدخل آباؤنا وأمهاتنا، فيأتون فيقول الله عز وجل: ما لي أراهم مُحْبَنْطِئِينَ؟ ادخلوا الجنة، فيقولون: يا رب آباؤنا وأمهاتنا، فيقول: ادخلوا الجنة أنتم وآباؤكم» والمُحْبَنْطِئ هو المتغضب المستبطئ للشيء.

"جنى" تلعب في الجنة ومازال مستشفى 57357 فوق القانون والدستور التي تقول مادته الـ18: «لكل مواطن الحق في الصحة وفي الرعاية الصحية المتكاملة وفقًا لمعايير الجودة.. ويجرم الامتناع عن تقديم العلاج بأشكاله المختلفة لكل إنسان في حالات الطوارئ أو الخطر على الحياة».

"جنى" تلعب في الجنة وما زال المتبرعون لا يعرفون أين تذهب الملايين التي تجمعها مؤسسة 57357 وما هي شروط قبول المرضى في مستشفى يزعم ليل نهار أن خدمته تقدم للجميع دون تمييز.

"جنى" تلعب في الجنة ولا يزال آلاف الأطفال يقفون في طوابير طويلة ينتظرون نظرة عطف من السادة مسئولي مستشفى 57357 أو يذهبون إلى اللعب معها في الجنة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف