المساء
يسرى حسان
قصور الثقافة
أعجبني الشاعر أشرف عامر . رئيس هيئة قصور الثقافة . الذي تولي منصبه وأمامه ستة أشهر فقط. يحال بعدها إلي المعاش. لكنه رغم ذلك قررأن يعمل بكل طاقته. وقال لي " لو أمامي يوم واحد فقط. سأعمل بنفس الطاقة والحماس . لأنني مؤمن بقدرات هذه المؤسسة واستطاعتها تغيير وجه الحياة الثقافية في مصر. إذا تم استغلال الكفاءات التي بها بشكل جيد".
قصور الثقافة بالفعل تستطيع . خاصة لو انتبه أشرف عامر إلي الكفاءات المعطلة أو المستبعدة . هناك العشرات من المثقفين العاملين بالهيئة تعرضوا للظلم والتنكيل لمجرد خلافاتهم مع القيادات السابقة .أو لمجرد أنهم ليسوا علي هوي تلك القيادات. لو استعاد هؤلاء أماكنهم . أو علي الأقل لو تم تسكينهم في الأماكن التي تناسب مواهبهم وقدراتهم . فسوف يحدثون طفرة في الهيئة . بدلاً من الاستعانة بأشخاص من الخارج أقل قيمة وموهبة وكفاءة.
ليس من العدل أن الذين أفنوا أعمارهم في العمل بالهيئة .يجلسون في بيوتهم الآن بلا عمل . في حين تستعين الهيئة بكل من هب ودب ليحتل أماكنهم . دون أن يكون ممتلكاً لنفس قدراتهم ومواهبهم . ودون أن يكون قد قدم شيئاً للهيئة. كل مافي الأمر أنه قدم للقايدات فروض الطاعة والولاء . أو قدم أشياء أخري نعرفها جميعاً.
أشرف عامر قال إن حلمي النمنم وزير الثقافة . أعطاه الحرية الكاملة في إعادة ترتيب البيت وضبط الأداء . ولم يفرض عليه شيئاً أو أحداً. وهو كلام جميل . سيكون أجمل بالتأكيد عندما نراه متجسداً علي أرض الواقع.. وقد بدأ يتجسد وإن علي استحياء.
لاتستهينوا بقصور الثقافة . هذه المؤسسة التي إذاتعافت . تعافت الثقافة المصرية . المؤسسة التي تربي معظم المثقفين بين جدرانها . ويدينون لها بالفضل فيما حققوه من نجاحات. وأنا واحد منهم .وكلي ثقة أن أشرف عامر .الشاعر .المحب لعمل الثقافي .وغير المنتظر لأي مكاسب مادية من ورائه. سينجح في مهمته الانتحارية. بشرط أن يحيط نفسه بالكفاءات المحترمة من أبناء الهيئة. بعيداً عن الشماشرجية والآكلين علي كل الموائد.. وأكيد يعرفهم .." نفر.. نفر"
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف