لا أعرف من الجاني ومن المجني عليه في قضية جزيرة الوراق، لكن ما أعرفه »حقا» وما يزعجني »جدا» وما يفقع مرارتي »فقعا»، هو تلك التصريحات »الوردية» التي يطلقها المسئولون بعد كل »مصيبة»، والتي يبدو فيها المسئول وكأنه »يغني» علي الناس في »جنازة»، مثل تصريح وزير الموارد المائية بأن ما حدث في جزيرة الوراق هدفه حماية أرواح المواطنين الذين تبعد منازلهم أقل من ٣٠ مترا عن النيل، وهو يعرف ونحن نعرف أن هذه ليست الحقيقة، وتلك هي أكبر المشاكل التي نعاني منها، ألا وهي الضحك علي الناس، فنحن نقطع أصابعهم ونقول إن الهدف كان تقليم أظافرهم لتبدو لامعة براقة، وبعد ذلك نقوم بتخزيق عيونهم ونقول إن الهدف كان تكحيل رموشهم.