الوفد
عباس الطرابيلى
هيا بنا.. نمشى!
بعد أن ارتفعت أسعار تذاكر المترو وأتوبيسات النقل العام.. وتعريفة الميكروباص.. وأيضا التوك توك!! لماذا لا نلجأ إلي المشي؟.. ورغم جدية الدعوة إلي استخدام الدراجات ليس تقليداً لغيرنا.. ولكن للصحة والمالية فإنني أري العودة إلي المشي دعوة تدعو للتنفيذ، وليس فقط للتفكير فيها.
هنا نسأل: هل المصري أصبح كسولاً إلي هذا الحد.. فالقادر منهم يلجأ لسيارات التاكسي.. والأقل قدرة إلي الأتوبيسات أو حتي التكاتك.. اكاد أقر واعترف اننا نسينا نعمة المشي.. ليس فقط بسبب حالة الأرصفة وغياب المماشي علي جانبي الشوارع.. ولكن لحرارة الصيف وقذارة الشوارع نفسها.. وإذا كانت الست المصرية كل ما يهمها هو نظافة شقتها لا تهتم بنظافة «البسطة» أمام شقتها أو عتبة السلم.. فل يسهل علينا إقناع المصري بمزايا المشي علي الأقدام؟!
<< وليست فقط دول شمال أوروبا ووسطها من تهتم بإنشاء مسارات للدراجات الهوائية.. وإذا كانت هولندا من أكبر دول العالم تمليكاً للدراجات حتي قيل إن هناك «دراجة لكل مواطن» وتليها ألمانيا.. فلماذا لا نقلد دولاً آسيوية مثل الصين وتايلاند وفيتنام وكوريا تشجع الناس علي ركوب الدراجات الهوائية. وبعضها يشجع استخدام الموتوسيكلات. أما الهند فنجد شعبها يعشق الموتوسيكلات.. ومازالوا يستخدمون الريكشا.. ليست القديمة التي يجرها إنسان.. بل يستخدم الدراجة لجرها!!
<< ولكننا سوف نواجه برفض تام لنظرية المشي. لأسباب في مقدمتها أن الأرصفة لم تعد للمشاة.. بل للمحلات وللباعة الجائلين وأصحاب الأكشاك وفي اللحظة التي تمارس فيها المحليات تنفيذ القانون.. يمكن أن نجد رصيفاً يصلح للمشي.. ولا يضطر المشاة إلي النزول إلي عرض الشارع.
وفي ألمانيا مشيت في الحارة المخصصة للدراجات.. فرأيت أنهم في كل حارة وهم- في ألمانيا- يخصصون ممرات أو مسارات لكل شيء. هذا للمشاة.. حتي لا تتعرض لمخاطر السيارات.. وللدراجات.. حتي في الغابات وحواف المدن. وكنا نمشي من محطة قطار اركنر في ضاحية فريدريش هاجن قرب برلين إلي حيث مقر معهد الصحافة هناك حيث المقر وسط الغابة!!
وفي فرنسا- نجد أشهر شوارعها الشانزليزيه عرض الرصيفين أكبر من عرض المسار المخصص للسيارات. والسبب: اتاحة مساحة للمشاة!! وكذلك شارع اوكسفورد التجاري في لندن ولا يسمح لأي اشغالات اطلاقاً علي الأرصفة.. إلا نحن!!
<< ومادامت تكاليف الانتقال إلي مواقع العمل باتت باهظة.. تعالوا نعالج أمراضنا ونقلل من حجم كروشنا.. ليعود الدم يجري صحيا في الشرايين. لماذا لا.. وأتذكر هنا أشهر سفير لمصر في أمريكا وأطولهم عمراً في منصبه هناك السفير عبدالرؤوف الريدي، كيف كان إذا هطلت الأمطار علي الطريق من قريته عزبة البرج- في أقصي شمال دمياط- إلي مدرسة دمياط الابتدائية ثم الثانوية وكانت المسافة 14 كيلو مترا.. كيف كان يقطعها مشياً علي الأقدام ليصل إلي مدرسته.. فهل نسينا ميزة المشي..
أقول ذلك وأنا نفسي عندما جئت للقاهرة لدخول جامعتها ورغم توفر الترام والأتوبيس من منطقة سكني بشارع سليمان جوهر بالدقي إلي حيث أعمل- بجانب دراستى- في شارع شريف وسط القاهرة- كل ذلك لكي أوفر ثمن تذكرة ترام 15.. أو تذكرة أتوبيس 6 إلي حيث أعمل..
<< تعالوا ننطلق نمشي علي الأقل مادامت المسافة تقل عن خمسة كيلو مترات بشرط أن توفر لنا المحليات ومجالس المدن المماشي المطلوبة.. وأن تخلي أمامنا الأرصفة.. لنوفر أعباء الانتقال في وسائل المواصلات التي زادت أسعارها كثيراً.. ورحم الله الترام أبو 4 مليمات وأبو 10 مليمات!!
عباس الطرابيلي
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف