تعلمنا بما فيه الكفاية أن ثقافة الدلع والدعم والحماية والاحتضان لأى مشروع وليد لم تنجح على الإطلاق، فالمشروع أو الجهة أو المؤسسة المستهدفة بالدعم والاحتضان تتعود على المساندة والمساعدة حتى الإدمان، وكم من تجربة تابعناها منذ لحظة الميلاد حتى لحظة الوفاة، مرورا بجرعات التدليل والدعم والاحتضان والدلع.
لن تقوى مؤسسة تعيش وتقتات على ثقافة الاعتماد على الدعم اللامحدود. تلاحظ أن تلك النوعية من المؤسسات تكون منزوعة الهمة ولا تعرف معنى التحديات والصعوبات، فقط تنتظر المساعدات والمساندات فإذا غابت أو تقلصت تلك المساعدات حدث الارتباك والتراجع.
عموما أنا أتحدث فى العموم فلنتوقف عن الدعم اللامحدود لبعض المؤسسات حفاظا عليها حتى تستمر وتعيش فى بيئة تنافسية طبيعية، وهذا أيضا يساعد على تكافؤ الفرص أمام الجميع خاصة إذا كان الجميع يعزف نفس اللحن دون نشاز، فلا يعقل أن يستوى الذين يواجهون تلالا من الصعوبات والمعوقات ويديرونها بوعى وإخلاص ووطنية من أجل إعلاء المصالح العليا وكافة المصالح الوطنية، وفى نفس الوقت نجد من يغط فى نوم عميق ينتظر من يضع الملعقة فى فمه مملوءة بكل ما تتخيله وما لا تتخيله.
بيئة العمل - أى بيئة - ستكون صحية إذا ذاقت طعم المنافسة الحقيقية التى يخرج من رحمها التنوع، فالتنوع ثراء، واختلاف العقول ثراء، أما اختلاف القلوب فهو بلاء، لقد آثرت أن أفتح هذا الملف فى هذا التوقيت تحديدا حفاظا على مكتسبات الوطن، فكل من يعمل على أرض مصر وفقا لقوانين مصر وبرجال مصريين وبقضايا وطنية وفكر وطنى خالص من حقة أن يبحث عن العدالة المفقودة.