الجمهورية
محمد عبد الحميد
استقيموا يرحمكم الله
أبسط حقوقنا أن نشكو .. من حقنا أن نتألم. وأن يبدو علينا أننا نتألم .. الشعور بالألم مكفول. بنص المادة الأولي. من قانون الحياة.
بمد الخط علي استقامته. وأمام ضغوط نعانيها. وسببها الإجراءات المصاحبة لعملية الإصلاح الاقتصادي. فإن الحق في الألم. والتعبير عنه يتيح لنا أن نلوم الحكومة. وأن تلتمس لنا العذر. أن نتوجع. وأن نصرخ. حتي وإن كنا. قبل الحكومة نفسها. نعي أن الإصلاح لا بد منه. وأن الدولة لا حيلة لها في أن تختار غير المضي في هذا الطريق. إلي نهايته.
من باب التأكيد. مرة ثانية. حقك أن تتكلم. وأن تتألم .. بل وألا يعجبك العجب .. فقط. ما لا يجب أن تغفله. ويضرب المنطق في مقتل. إن أنت تغافلت عنه. أن تظل تنظر من اتجاه واحد .. الإنصاف لا يعرف الزاوية الواحدة .. والعدل لا يعترف بالحصانة الشعبية.
ملف الأسعار المفتوح علي الدوام. هو المثال الأقرب. لذا دعونا نقلب في صفحاته. ونطرح عدداً من الأسئلة المشروعة : هل كان الإجراء الذي اتخذته الحكومة بتحرير سعر الصرف. أو ما يُعرف بـ ¢ تعويم الجنيه¢. السبب الأول. والأخير. والوحيد في ¢جنون الأسعار¢ الذي أصاب. في ¢يوم وليلة¢. كل السلع. والمحلية منها قبل المستوردة ؟! هل الحكومة هي التي رفعت في لحظة أسعار السلع التي كانت تسكن المخازن. وتصطف علي الأرفف. وربما أغلبها دخلت البلاد قبل شهور من ¢ التعويم ¢؟!
بغض النظر كذلك عن ¢ اللعبة القذرة ¢ لتنظيم الإخوان. والدول الداعمة له. في الضغط علينا بـ ¢العملة الصعبة¢. هل الدولة هي التي كانت. قبل تحرير سعر الصرف. تتاجر في الدولار. وتشتريه. وتخفيه ¢تحت البلاطة¢. وفي بيوت الناس. في القري. والمدن. كوسيلة للربح السريع. مع العلم التام أن الثمن الفادح يدفعه ¢الغلابة¢ الذين طحنتهم الزيادات المتلاحقة في الأسعار؟!
وددت أيضاً لو فسر لي أحدكم. وجه الارتباط بين قفزة الدولار. وتحريك أكثر الأطباء لقيمة ¢الكشف¢ في عياداتهم ؟! ومنذ متي كانت صلته. بأجر السباك. والنجار. والكهربائي. والميكانيكي. و¢الحلاق¢؟! .. وما العلاقة المباشرة بينه. وبين أسعار الدروس الخصوصية ؟! أي سر وراء أن تصبح ¢ربطتين الجرجير¢ بجنيه. لأن الدولار زاد ؟! .. لم استوعب شرح بائعة الجرجير. لحيثيات قرارها الصادر. برفع سعر الربطة!!
في مايو 2016. كان قرار الحكومة بزيادة أسعار الأدوية التي يقل سعرها عن 30 جنيها. بنسبة 20% .. فلسفة القرار وقف خسائر الشركات المحلية. لتواصل تصنيع هذه الأصناف .. في ليلة القرار كانت الصيدليات تشطب السعر من علي العلب القديمة. وتبيعها بالسعر الجديد .. السيناريو الأول دفع البعض لتخزين. وإخفاء كثير من الأدوية المستوردة. قبل حسم نسبة الزيادة في أسعارها. في أعقاب ¢ تعويم الجنيه ¢ .. هذه المرة كان الحبس والغرامة. عقوبة تغيير التسعيرة المدونة .. أفلت المرضي.
تضيق المساحة. علي التفاصيل .. اعذروني. لسنا شعباً من الملائكة .. ¢ تجار الأزمات ¢ عددهم صار يستعصي علي الحصر .. شعب يصلي. ويصوم. ويدعو وراء خطيب الجمعة أن يرفع الله الغلاء. ثم يخرج من المسجد يمارس الفهلوة. والجشع. بألف صورة .. أقيموا صفوفكم. واستقيموا يرحمكم الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف