أين عيد الرياضة؟؟؟... كان احتفالا رائعا لعيد العلم.. وهو استمرار لتقليد قديم توقف فترة والحمد لله انه عاد لكي تستمر كل اعيادنا وكل مهرجاناتنا.. لكي تستمر الحياة العادية بكل ما تحمله من مناسبات.. ولكن عيدالرياضة له قصة.
لم يكن هناك اصلا عيد للرياضة.. ولكن في عام ما فازت مصر ببطولة الأمم الافريقية لثالث مرة علي التوالي بعد فوزها من قبل مرتين واصبحت صاحبة الرقم القياسي.. ثم تشاء الصدف ان تفوز مصر ببطولة افريقيا للناشئين بعد ذلك بقليل.. ثم تفوز أحد الالعاب الجماعية.
.. غير متذكر اذا كانت كرة اليد أم الطائرة ببطولة افريقيا ايضا.. هنا بدأ التفكير في"يوم للرياضة".. كتبنا في الصحف وردد التليفزيون نفس الكلام.. وبعد مشاورات تم اختيار يوم أول مارس من كل عام عيدا للرياضة.. وصدر قرار جمهوري بهذا المعني.. وبالفعل تكونت اللجان المختلفة لتجهيز برنامج هذا اليوم وتحديد اسماء المكرمين والجوائز ومكان الاحتفال وغير ذلك..
***
فوجئت قبل موعد العيد بيومين بمكالمة من الصديق والزميل عصام عبدالمنعم رئيس رابطة النقاد الرياضيين ليخطرني فيه بانه تم تكريمي في هذا العيد.. ومطلوب ان اكتب للرابطة تاريخ عملي في الصحافة الرياضية لتلاوتها في الحفل.. وجاءني في نفس اليوم الصديق والزميل خالد كامل سكرتير عام الرابطة ورئيس تحرير مجلة "الكورة والملاعب" الآن.. جاءني ليأخذ "السي في" مني ثم اتصل بي أحد امناء القصر الجمهوري ليخطرني بضرورة الحضور بدري نظرا لجلوسي علي المنصة الرئيسية.
بدأت الحكاية بهذا المقعد.. ولكن الاخ زكريا عزمي الذي يعرض كل مساء علي سيادة الرئيس كل احداث نفس اليوم ومعالم اليوم القادم.. ومنها حفل عيدالرياضة.. واسماء المكرمين ومن المقرر بعد تكريمي كأول المكرمين اقف بجوار الرئيس مناديا ومقدما لباقي المكرمين.. هنا.
.. هنا .. فجر الرئيس قنبلة.. قال لزكريا عزمي إعتذر لأحمد نظيف عن عدم حضوري ليحل محلي.. هنا ايضا اضطر زكريا عزمي ان يخطر رئيس الوزراء فورا.. وهنا ايضا!!!!.. اضطر رئيس الوزراء ان يخطر الصحف في آخر دقيقة قبل الطبع بخبر "تأجيل" عيدالرياضة المحدد له نفس اليوم الي موعد آخر!!!
رفض الرجل الطيب المهذب الحكيم.. رفض الدكتور نظيف لفظ "إلغاء" العيد.. واستبدله بلفظ "التأجيل".. عسي ان يتم اقناع الرئيس باقامة الحفل مستقبلا باي شكل!!! واستمر التأجيل حوالي تسع سنوات!!!! استمر حتي اليوم!!!!
***
رئيس الوزراء أحمد نظيف الرائع.. الذي كان قد تفرغ للحفل وانهي كل ارتباطه.. قرر الاحتفال بعيد الرياضة بطريقة اخري..
اتصل بعدد من الوزراء وكبار الموظفين والسياسيين الذين لعبوا الكرة في شبابهم.. كما اتصل بسمير زاهر رئيس اتحاد الكرة في ذلك الوقت.. وقرر اقامة مباراة بين الوزراء واعضاء الاتحاد في مكان بجوار منزله.. وكنت مرشحا حكما ولكنني خشيت من إغضاب أحد الطرفين فيكون مصيري كمصير الحكم ابراهيم نورالدين في نهائي البطولة العربية!!!
وكعادة "الوش المكشوف" وبجاحة قدامي الكرويين.. سألوا قبل اللعب: اين الكأس للفائز؟؟... قالوا لهم: للفائز والمهزوم معا خير ربنا كله.. في منزل الرجل الطيب الكريم.
***
بقي سؤال: ما المانع من ان نحدد يوم أول مارس مرة أخري عيدا للرياضة..
قولوا لنا : ما المانع الان؟؟!!