الكوادر المصرية التى قادت الوساطة بين المعارضة المسلحة والجيش الوطنى السورى بمشاركة روسية، والتى أسفرت عن توقيع اتفاق خفض التصعيد فى الغوطة الشرقية بريف دمشق الشرقى بعد مباحثات استمرت 3 أيام فى القاهرة يستحقون التحية، سواء كانوا من رجال المخابرات العامة وبمشاركة من مؤسسات أخرى.. أقول لهم لقد قمتم بإحياء الأمل فى نفوسنا بعودة دور مصرى أقليمى حقيقى يتدخل لنزع فتيل الأزمات ويحاول استعادة وحدة الدولة السورية والحيلولة دون انهيارها.
هؤلاء لا يتحدث عنهم أحد ولا يظهرون فى الإعلام ولا نعرف أسماءهم لكنهم يقدمون خدمة جليلة لوطنهم ليس فقط فى الملف السورى، ولكن أيضا فى ملف الأزمة الليبية و الملف الفلسطينى الشائك.
الكل يتحدث عن دور مصر الوسيط النزيه بسبب هؤلاء وبسبب السياسة المصرية التى رفضت الانغماس فى الأزمات الإقليمية بالانحياز لطرف دون آخر.. مصر لم يكن لها مصلحة فى دعم طرف ضد طرف آخر فى سوريا وهو ما أدى فى النهاية الى القبول بها وسيطا موضوعيا غير منحاز بخلاف تورط أمريكى - بريطانى بدعم الجماعات المسلحة أو حتى ايرانى - روسى بالعمل مع طرف ضد آخر أو حتى قطرى بدعم جماعات ارهابية، أو تركيا التى تطمع فى انتزاع منطقة آمنة فى شمال سوريا تمنع انفجار المشكلة الكردية لديها والتى تطالب باعتراف دولى بمظلومية الأكراد الذين يعيشون فى تركيا.
نفس الأمر ينطبق على الوضع فى ليبيا.. مصر حريصة على منع انهيار الدولة أو محاولة استعادتها بعد الانهيار فى سوريا وليبيا، لأن تشجيع هذا النموذج أدى الى إشاعة الفوضى فى المنطقة.
تنسيق مصر مع السعودية والإمارات والبحرين ضد ممارسات قطر فى دعم الارهاب يشى بتحرك مصرى إقليمى هدفه استعادة الدور المصرى الساعى الى العبور من أزمات المنطقة.