الجمهورية
فهمى عنبة
كأسك يا عربي .. والحلم الضائع !!
* لم ينقص العرب سوي كرة القدم لتزيد من الأزمات والحروب والخلافات والانشقاقات التي تعصف بالأمة.. مع ان المفروض أن الرياضة مع الفن مهمتهما توطيد العلاقات والارتقاء بالأنفس وإسعاد الجماهير والتقريب بين الشعوب.
للأسف الشديد.. أثبتت البطولة العربية ان العرب بأسهم بينهم شديد.. وكان المشهد الأخير في المباراة النهائية بين الترجي التونسي والفيصلي الأردني أكبر دليل علي عدم وجود موضوعية في التعامل.. وضياع الحكمة وسيادة التعصب بين الأشقاء والرغبة الأكيدة في تحقيق الفوز بأي ثمن وبكل الطرق المشروعة وغير المشروعة.. والانحياز الأعمي سواء كان عن حق أو خطأ.. ولا يقتصر ذلك علي كرة القدم.. ولكنه علي ما يبدو أصبح سائدا في التعامل في السياسة والاقتصاد والفن وحتي في برامج المسابقات الغنائية فانها تفرق الشباب أكثر من تجميعهم.. فلا يوجد من يعطي صوته من الجماهير لصاحب أو صاحبة الأداء الأفضل والأحسن صوتاً وتعبيراً.. ولكن لمن ينتمي إلي دولته من باب أنصر أخاك.. ظالماً أو مظلوماً ولو كان من أنكر الأصوات!!
لا يمكن انكار حق كل فريق في السعي لتحقيق البطولة والفوز بالكأس.. ولكن المهم الحفاظ علي قواعد المنافسة الشريفة.. والأهم هو إيمان أي فريق وجماهيره ان الرياضة فوز وخسارة وانه في نهاية الأمر فإن المسألة مجرد "لعبة" ليس أكثر ولا أقل.. فلا داعي لتحويلها إلي حلبة للصراع أو ساحة حرب.. نعم لابد من الإعداد الجيد للفريق والأداء الرجولي القوي والاصرار علي عدم الهزيمة التي لو حدثت لا تعني أبداً التقليل من شأن اللاعبين ولا المدرب ولا الجماهير ولا الدولة التي ينتمي إليها النادي أو المنتخب فمن الذي يدخل في يقين المشجعين ان خسارة فريقهم للكأس معناه هزيمة لبلدهم وانها عار لا يمحوه إلا الدم.. تماما كما حدث في الجاهلية وقامت الحرب بين قبيلتي عبس وذبيان من أجل سباق خيول كان طرفاه الحصان "داحس" والفرس "الغبراء" وأدي التعصب إلي استمرار الحرب 40 عاما وكانت بدايتها مجرد "لعبة"!!
مرة أخري.. للأسف الشديد تساهم وسائل الإعلام في الدول العربية في إشعال الفتن وتأصيل التعصب والتحدي بدلاً من التأكيد علي الأخلاق الرياضية وبذل الجهد والعرق والسعي للفوز دون الاعتداء علي الآخرين.. خاصة وان الشعوب والدول العربية من المفترض أن ما يقربها ويجمع بينها أكبر بكثير جداً من مجرد بطولة أو هزيمة في مباراة.. كما ان المنافسين أشقاء في أمة واحدة تمتد من المحيط إلي الخليج!!
ما كان يمكن أن نري المشهد غير الأخلاقي وغير الحضاري في المباراة النهائية لختام البطولة العربية لو كان معني العروبة متجذراً في نفوس اللاعبين.. وان يكون لديهم الوعي بالروح الرياضية وبأصول المنافسة.. وذلك هو الدور الحقيقي لوسائل الإعلام بصفة عامة وللإعلام الرياضي بصفة خاصة.. لأن الملاحظ ان لاعبي ومشجعي الفيصلي الأردني قد تم شحنهم بصورة كبيرة.. لدرجة انهم لم يكن لديهم استعداد لتقبل أي نتيجة سوي فوز فريقهم والعودة بالكأس إلي عمان.. كما ان ممارسات الإعلام العربي في كل البلدان دون استثناء سواء في مصر أو الأردن أو تونس رسخت لديهم قناعة بأن هناك مؤامرة تحاك ضد ناديهم لحرمانه من تحقيق البطولة.. وزاد من هذا الاحساس تسرع حكم المباراة في استكمال اللعب رغم وجود أحد اللاعبين ملقي علي الأرض حتي لو كان من باب التمثيل خاصة وأن فرق شمال أفريقيا هي التي ابتدعت هذا النهج لاضاعة الوقت فلماذا نستكثره علي الأردنيين؟!
هل خطأ الحكم أو عدم توفيقه في اتخاذ قرار.. يتيح لأي فريق وجماهيره أن تعتدي عليه.. ألم يشاهد العالم كله مارادونا يضع الكرة بيده في مرمي انجلترا في مباراة في كأس العالم وكان الحكم هو الشخص الوحيد الذي لم ير اللعبة واحتسب الهدف فماذا فعل الفريق الانجليزي هل هدد بالانسحاب أو قام اللاعبون بضرب الحكم علي بن ناصر.. أم انها كرة القدم بكل إثارتها وقواعدها وكوارث الحكام جزء من "حلاوتها" وتشويقها و"عذابها"؟!
للأسف الشديد للمرة الثالثة.. فإن هناك من وسائل الإعلام والفضائيات من تسكب المزيد من الزيت علي النيران المشتعلة حتي بعد انتهاء الحدث وبدلا من لم الشمل واحتواء ما حدث وعلاج المشكلة في حجمها ومعاقبة المخطئ والمعتدي وفقا للوائح المنظمة للبطولة.. فهناك من يبدو ملكياً أكثر من الملك ويريد احداث وقيعة بين مصر والأردن وبين الشعبين الشقيقين فهم يحاولون تصعيد الأمور ويطالبون الحكومات باتخاذ مواقف.. وربما طالبوا بقطع العلاقات أو منع دخول المصريين للأردن أو اغلاق الحدود في وجه التونسيين لأن الترجي اغتصب البطولة فهل هذا هو الهدف من اقامة البطولة العربية؟!
لا يمكن انكار المستوي المتميز الذي قدمه فريق الفيصلي في البطولة.. ويكفي انه ربما يكون النادي الوحيد في التاريخ الذي يفوز علي الأهلي مرتين في بطولة واحدة.. ومن حق الأشقاء من لاعبيه ومشجعيه ان يفرحوا ويتطلعوا للكأس.. ومن حقهم أيضا ان يعتبوا علي بعض وسائل الإعلام التي لم ترشحهم للبطولة لجهلهم بمستوي الفريق.. وبالطبع لا غبار علي إبداء فرحة غامرة من الفوز علي الشياطين الحمر في بلدهم وملعبهم.. ولكن كل ذلك لا يعطيهم الحق في الاندفاع والتهور والحديث بغرور والتعالي علي الآخرين والاستهزاء بهم.. ولا حق لهم في "الضرب والركل والنطح" لحكم المباراة مهما كانت الأسباب.. وعيب عليهم تحطيم مدرجات الاستاد خاصة وان كثيرا من المصريين كانوا يشجعونهم ويتعاطفون معهم؟!
خرج الزمالك من الأدوار التمهيدية.. ولحق به الأهلي وودع البطولة.. ولم تغضب جماهير الناديين.. ولم تقم بالاعتداء علي الحكام مع ان المباريات علي أرض مصر ورغم احتساب هدف جاء من تسلل واضح في مباراة الزمالك والرباط.. والتجاوز عن ضربة جزاء كالشمس للأهلي في مباراة الفيصلي.. انها كرة القدم والساحرة المستديرة أي انها تدور وتتداول بين الفرق مرة مكسب وأخري خسارة.
مطلوب من وسائل الإعلام العربية أن تعود إلي رشدها.. وعلي الأمانة العامة للجامعة أن تقوم بجهد أكبر في هذا المجال وفي تقريب الشعوب.. وبما إنها فشلت في جمع الشمل والاتفاق السياسي أو التكامل الاقتصادي فلا أقل من العمل علي الجانب الاجتماعي والانساني وتزيد من لقاءات المواطنين.. ولا مانع من انشاء قناة فضائية تابعة للجامعة تقوم بتعريف أبناء الأمة العربية ببعضهم ونقل عاداتهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة وبث معلومات عن بلدانهم حيث اتحدي ان يعرف المواطن الخليجي شيئا عن نواكشوط أو يهتم أي عربي بما يجري في دارفور أو يسمع أبناء المغرب وتونس والجزائر عن مدينة موروني.. لكنهم بالتأكيد يعرفون كل شيء عن الأهلي والزمالك والترجي والفيصلي والهلال والنصر وكل فرق الكرة العربية؟!
بالطبع ليس الغرض هو الحديث عن البطولة ولا عن الرياضة والسياسة والاقتصاد.. ولكن ما يحزن هو حال المواطن العربي من سكان 22 بلداً يجمعهم "بيت واحد" علي نيل القاهرة عليه لافتة يخشي ان يعلوها الصدأ مكتوب عليها "جامعة الدول العربية" عمرها 70 عاماً.. ولم تزل مباراة كرة قدم تزيد من شتاتهم ونزاعاتهم وحروبهم الأهلية ويفقدون أعصابهم لمجرد "جول أوفسايد".. وخسارة بطولة أهم عندهم مما يحدث في سوريا واليمن وليبيا والعراق.. وأكبر من أزمة قطر مع مصر ودول الخليج.. أو مما يقع من المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين سكان القدس.. فضياع كأس من الصفيح أو البرونز أغلي ألف مرة عندهم من ضياع "الحلم العربي"!!
فريدة عثمان .. سمكة ذهبية تحتاج رعاية
** فريدة عثمان.. تذكروا هذا الاسم جيداً.. فقد سجلت هذه الفتاة اسمها في كتب التاريخ كأول مصرية تحرز ميدالية في بطولة العالم للسباحة لتنضم إلي السمكات الذهبية وتماسيح النيل أمثال سحر منصور ورانيا علواني وان تفوقت عليهن بالبرونزية.. يمكن أن تتحول فريدة إلي مشروع احراز ميدالية أولمبية ويجب التركيز عليها تدريبيا والاهتمام بها إعلاميا لتحقيق الإنجاز وبشرط أن تجد من يرعاها ويوفر لها الامكانيات والمدربين الأجانب مثلما نفعل لنجوم كرة القدم وتغدق عليهم الأندية بالملايين مع انهم لايحققون أي شيء علي المستوي الدولي بل إنهم حتي خرجوا من بطولة العرب صفر اليدين والقدمين؟!
لدينا أيضا العديد من الموهوبين والموهوبات في اللعبات الفردية.. وهناك أبطال وبطلات الاسكواش الذين يكتسحون بطولات العالم منذ سنوات بعد أن أنهوا سيطرة الانجليز والباكستانيين عليها.. فلماذا لا يتم الاهتمام بهم وتقديمهم إعلاميا ليكونوا قدوة بدلاً من تدليل لاعبي الكرة الذين في الغالب يخذلون جماهيرهم.
مطلوب من المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة ومن اللجنة الأولمبية الاهتمام أكثر باللعبات الفردية الشهيرة لتحقيق ميداليات ورفع علم مصر في المحافل الرياضية كما فعلت فريدة عثمان في بطولة المجر مؤخرا ولابد من توفير الإعداد الجيد لها ليكون لها نصيب في ميداليات أولمبياد طوكيو .2020
طقاطيق
** كلما اقترب عيد الأضحي اشتعلت أسعار اللحوم وفاقت كل التوقعات لدرجة ان الكثيرين عزفوا حتي عن متابعة بورصة الزيادات في الأسواق.. وبالطبع لن يضحوا هذا العام.. مطلوب سرعة تدخل الحكومة وزيادة المنافذ والشوادر التي تقيمها كل عام وزارتا التموين والزراعة إلي جانب القوات المسلحة لإعادة العقل إلي التجار.. ووقف جنون الأسعار رحمة بالفقراء والمساكين الذين ينتظرون من يضحي من أجلهم.. عموما المستفيد الأول من عدم شراء الأضاحي سيكون "الخراف والأبقار" حيث سيمد الله في عمرها لعدم وجود من يقدر علي دفع مهرها وذبحها!!
***
** لأننا نعيش في دنيا مختلفة.. وفي زمن اللامعقول في السياسة.. فبعد أن طالبت قطر بتدويل الحج.. قامت بتقديم شكوي رسمية ضد السعودية والإمارات والبحرين أمام منظمة التجارة العالمية لمقاطعتها تجاريا.. ولا عزاء للعروبة والإسلام ومجلس التعاون الخليجي!!
***
** تحذير لكل حرامي.. لا تجعل الادمان يوقعك في الفخ.. فقد دخل لص شقة ليسرقها في استراليا وأخذ كل ما خف حمله وغلا ثمنه.. وبينما يستعد للخروج هاربا بالمسروقات.. وقعت عيناه علي زجاجة "شمبانيا" من النوع الفاخر الذي يحبه.. فتناولها وأخذ رشفة فأعجبته فظل يشرب حتي أتي عليها وشعر بالنعاس وبتنميل في يديه فألقي بجسده علي السرير ونام.. وجاءت صاحبة المنزل لتجد غريبا في فراشها.. وكانت نهاية اللص السكير علي يد الشرطة التي قبضت عليه ووضعته في السجن لينال جزاء ادمانه للخمور خاصة الشمبانيا الفاخرة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف