يستفيد الآن من بطاقات التموين 70 مليون مواطن مصرى ومن الممكن أن يصل هذا العدد إلى أكثر من 90 مليونا قبل نهاية هذا الشهر ليستفيد بالدعم جميع فئات الشعب، فهل هذا من المنطق ؟وهل من الطبيعى أن يستفيد من البطاقة التموينية كل فئات الشعب المصرى الغنية قبل الفقيرة ؟ هل يعلم وزير التموين أن حكومته تسير فى اتجاه لدعم الاقتصاد المصرى وخروجه من عثرته، هل يعلم سيادته أن نصف من يحملون البطاقات التموينية من كبار الشخصيات بالدولة ورجال الأعمال وأعضاء مجلس النواب وأساتذة الجامعات وغيرهم من الفئات التى ليست أولى بالرعاية؟ فى ظل هذا العبث الذى يستمر بوزارة التموين وبدلاً من تنقية بطاقات التموين التى تحدثوا عنها كثيراً ولم يحدث، فوجئ الجميع بقرار من وزير التموين يسمح باستثناء فئات جديدة لإصدار بطاقات تموينية جديدة تحت مسميات مختلفة، منها من يقدم بحثا اجتماعيا يثبت أن دخله لا يزيد على 800 جنيه حتى وإن كان يحمل شهادات دراسية، ما أسهل هذا الشرط، موظف الشئون الاجتماعية يمكنه مجاملة أى مواطن بهذا البحث حتى وإن كان دخله عشرة آلاف جنيه. قرار الوزير الأخير سوف يسمح لجميع فئات الشعب المصرى من الحصول على البطاقة التموينية بغض النظر عن مدى احتياجه لها من عدمه، وحتى لا يذهب الدعم إلى غير مستحقيه كان يجب على وزير التموين أن يضع شروطا قاسية ليضمن عدم التلاعب فى الأوراق والمستندات التى يقدمها المواطن لاستخراج بطاقة تموينية. يجب على وزير التموين مراجعة قراره الأخير، فالوزير ليس فى وضع إرضاء أو مجاملة الشعب بقدر ما يجب أن يكون وضعه لمساعدة الاقتصاد ومعافاته وخروجه من عثرته الحالية.