لا ادرى من أين أتى الناس بهذا المفهوم الخاطئ لما يسمى « القوة الناعمة لمصر» فأصبحت مقترنة بالفن والفنانين فقط . بينما الحقيقة غير ذلك فهى أكبر من ذلك بكثير بل أنها تشمل فئات عديدة فى المچتمع.

هناك 3 شخصيات لنماذج من القوة الناعمة لمست قوة تأثيرهم فى المجتمع الدولى أولهم عالم الآثار الشهير د.زاهى حواس ففى احدى زياراتى لأمريكا .. كنت أقف أمام الفندق فى انتظار سيارة وما أن وصل السائق حتى فوجئت به يشير نحونا وهو يصرخ ويقول « هواس هواس» وفى أثناء الطريق علمت منه أنه يعرفه جيدا وقال لى إنه كان أحد المتابعين لتجربة الروبوت فى أهرامات الجيزة التى اجراها د.حواس منذ عدة سنوات.

النموذج الثانى كان فى إحدى زياراتى لألمانيا فقد ابهرنى استقبال كبار العلماء هناك للدكتور أشرف منصور المؤسس الاول للجامعة الالمانية بحفاوة بالغة فى حفل كان يقام خصيصاً لتكريمه داخل جامعة «أولم» باعتباره أحد أبرز العلماء غير الألمان الذين تركوا بصمة واضحة وضوح الشمس ليس فى الجامعة وحسب بل فى اذهان المجتمع الألمانى كله.. والطريف أنه بعد الحفل طلبت من صديق مقيم هناك أن يرتب لى زيارة للمتحف الذى يحتضن رأس نفرتيتى فقال لى بمكالمة قصيرة من هاتف البروفيسور منصور يمكننى مقابلة المستشارة ميركل شخصياً وليس مجرد الترتيب لزيارة « متحف».

أما النموذج الثالث فقد رأيته فى مطار إسبانيا فحينما خرجت من باب المطار وجدت حشوداً من البشر فهمت من ملامح وجوههم أنهم جمهور ربما ينتظر فناناً مشهوراً أو لاعب كرة قدم عالميا وكانت المفاجاة أنهم جمهور صديقى النجم العالمى حكيم الذى كان فى زيارة لإحياء حفل كبير فى العاصمة الاسبانية مدريد ولم أتمكن من مصافحته بسبب هذا الزحام الشديد .

هكذا تكون القوة الناعمة لمصر التى يجب على الدولة الاستفادة منها لتوصيل رسائل غير مباشرة للمجتمع الدولى.