الأهرام
مرسى عطا الله
كل يوم .. ماذا‭ ‬ينتظر‭ ‬الرئيس‭ ‬القادم؟
12 ـ وأخيرة ـ ‬أستطيع‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬دونما‭ ‬إسراف‭ ‬في‭ ‬التفاؤل‭ ‬أو‭ ‬انزلاق‭ ‬نحو‭ ‬التشاؤم‭ ‬إن‭ ‬الرئيس‭ ‬القادم‭ ‬لمصر‭ ‬الذي‭ ‬سينال‭ ‬ثقة‭ ‬الشعب‭ ‬في‭ ‬انتخابات 2018‭ ‬ سيواجه‭ ‬من‭ ‬المهام‭ ‬والتحديات‭ ‬والمصاعب‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬ما‭ ‬واجهه‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬منتخب‭ ‬لمصر‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬30‭ ‬يونيو‭ ‬ولعل‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المحللين‭ ‬إلي‭ ‬فهم‭ ‬واستيعاب‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬واضحا‭ ‬وجليا‭ ‬من‭ ‬حرص‭ ‬غالبية‭ ‬المصريين‭ ‬علي‭ ‬تجديد‭ ‬التفويض‭ ‬الانتخابي‭ ‬للرئيس‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬السيسي‭ ‬لفترة‭ ‬رئاسة‭ ‬ثانية‭ ‬تجنبا‭ ‬للمخاطر‭ ‬ورغبة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬خطوة‭ ‬علي‭ ‬نفس‭ ‬الطريق‭ ‬وحلقة‭ ‬ترتبط‭ ‬بنفس‭ ‬السلسلة‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬عنوانا‭ ‬لمرحلة‭ ‬الفترة‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأولي‭ ‬وما‭ ‬شهدته‭ ‬من‭ ‬قفزات‭ ‬ملموسة‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للإرهاب‭ ‬واقتحام‭ ‬المشكلات‭ ‬المزمنة‭ ‬والمتراكمة‭ ‬علي‭ ‬طريق‭ ‬إصلاح‭ ‬المسار‭ ‬الاقتصادي‭ ‬وتجديد‭ ‬البنية‭ ‬الأساسية‭ ! ‬

والحقيقة‭ ‬أن‭ ‬غالبية‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬بر‭ ‬مصر‭ ‬لا‭ ‬ينتصرون‭ ‬لاستمرار‭ ‬السيسي‭ ‬رئيسا‭ ‬لفترة‭ ‬ثانية‭ ‬بدوافع‭ ‬عاطفية‭ ‬وإنما‭ ‬ينتصرون‭ ‬لاستمراره‭ ‬بأسباب‭ ‬عقلانية‭ ‬محضة‭ ‬رغم‭ ‬ما‭ ‬لحق‭ ‬بهم‭ ‬من‭ ‬أوجاع‭ ‬ومتاعب‭ ‬بسبب‭ ‬فاتورة‭ ‬الإصلاح‭ ‬المالي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬التي‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يقال‭ ‬عدلا‭ ‬وإنصافا‭ ‬أنها‭ ‬حررت‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬دوائر‭ ‬التردد‭ ‬والعجز‭ ‬والضعف‭ ‬والخوف‭ ‬تجاه‭ ‬ضرورات‭ ‬مصارحة‭ ‬النفس‭ ‬والذات‭ ‬بحقيقة‭ ‬المرض‭ ‬العضال‭ ‬المنتشر‭ ‬في‭ ‬الجسد‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والاجتماعي‭ ‬وضرورة‭ ‬استئصال‭ ‬المرض‭ ‬من‭ ‬جذوره‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬الاعتماد‭ ‬علي‭ ‬الحقن‭ ‬والمسكنات‭ ‬والمهدئات‭ ‬ذات‭ ‬الأثر‭ ‬المؤقت‭.‬

إن‭ ‬غالبية‭ ‬المصريين‭ ‬باتوا‭ ‬مدركين‭ ‬أهمية‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬بثنائية‭ ‬الاستمرار‭ ‬والاستقرار‭ ‬وإنه‭ ‬إذا‭ ‬استجاب‭ ‬السيسي‭ ‬لنداءات‭ ‬محبيه‭ ‬والعارفين‭ ‬بأهمية‭ ‬دوره‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬رئيسا‭ ‬للجمهورية‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يمثل‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬ينبغي‭ ‬لها‭ ‬أن‭ ‬تضيع‭ ‬لضمان‭ ‬استكمال‭ ‬مسيرة‭ ‬التصدي‭ ‬للإرهاب‭ ‬وإصلاح‭ ‬المحفظة‭ ‬المالية‭ ‬لمصر‭ ‬وبما‭ ‬يضمن‭ ‬استمرار‭ ‬روح‭ ‬الأمل‭‬ فى حاضر مستقر وغد مشرق بإذن الله.

خير‭ ‬الكلام‭:‬

‭>> ‬ من‭ ‬رأي‭ ‬الحق‭ ‬ولم‭ ‬يجاهر‭ ‬به‭ ‬فهو‭ ‬جبان‭ !‬
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف